القمة الخليجية.. والـ«دلال» القطرى!
اجتماعات المجلس الأعلى لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أو القمة الخليجية الأربعين تنعقد، اليوم الثلاثاء، فى العاصمة السعودية الرياض. وطبقًا لاستنتاجات عبداللطيف الزيانى، أمين عام المجلس، أو أمنياته، فإن القمة ستخرج بقرارات بناءة تعزز من اللحمة الخليجية وتعمق الروابط والتعاون و... و... إلخ.
رسميًا، قيل إن القادة سيبحثون خلال القمة عددًا من الموضوعات المهمة المتعلقة بتعزيز مسيرة التعاون والتكامل بين الدول الأعضاء فى مختلف المجالات وتدارس التطورات السياسية الإقليمية والدولية، والأوضاع الأمنية فى المنطقة، وانعكاساتها على أمن واستقرار دول المجلس. وأمس الإثنين، عقد المجلس الوزارى اجتماعه التحضيرى، فى مقر الأمانة العامة بالرياض. برئاسة أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتى للشئون الخارجية.
القمة التى كان مقررًا أن تنعقد فى دولة الإمارات واعتذرت عن عدم استضافتها، سبقتها تسريبات وتحليلات تصريحات ضمنية، وأخرى صريحة، عن احتمال حدوث مصالحة بحضور تميم بن حمد، الذى غاب عن القمم الخليجية منذ قمة الكويت التى انعقدت بعد أشهر من إعلان الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب مقاطعتها قطر.
غاب الفتى تميم عن القمة التى استضافتها السعودية فى ديسمبر ٢٠١٨، بدلًا من سلطنة عُمان، وأناب عنه سلطان بن سعد المريخى، وزير الدولة للشئون الخارجية، الذى ترأس وفد قطر فى اجتماع المجلس الوزارى التحضيرى. وفى قمة «مكة» الخليجية الاستثنائية والقمتين العربية والإسلامية، أواخر مايو الماضى، أناب عنه عبدالله بن ناصر آل ثانى، الذى يوصف بأنه رئيس مجلس الوزراء. وبعد غيابه، أيضًا، عن القمة العربية التاسعة والعشرين، التى استضافتها مدينة الظهران السعودية، شارك «الفتى تميم» فى القمة الثلاثين، قمة تونس، لكنه غادرها خلال الجلسة الافتتاحية أثناء كلمة أحمد أبوالغيط، أمين عام جامعة الدول العربية.
الثلاثاء الماضى، تلقّى تميم بن حمد آل ثانى «رسالة خطية» من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تضمنت دعوة لحضور القمة. لكن بإبطاء الدلال، الذى تجيده العاهرات المحترفات، لم يعلن ذلك الفتى، إلى الآن، ما إذا كان سيشارك فى القمة أم لا. ثم ذكرت وكالة الأنباء القطرية، أمس الإثنين، أنه غادر إلى العاصمة الرواندية كيجالى لحضور حفل تسليم جائزة تحمل اسمه. وغالبًا، سيكون الإرهابى وسمسار الرهائن «المصطفى ولد الإمام الشافعى» بين مستقبليه لدى هبوطه من الطائرة. وقد يجتمع الاثنان، على انفراد، كما حدث فى أبريل الماضى، للتخطيط لمؤامرة جديدة أو لبحث تقديم مزيد من الدعم للتنظيمات الإرهابية التى تستهدف العديد من دول القارة، وعلى رأسها موريتانيا التى سبق أن كشفت عن محاولات تقوم بها قطر وتركيا، لزعزعة أمنها ولجعلها معقلًا للإرهابيين.
يعرف القاصى والدانى والواقف بينهما، أن هناك ضغوطًا أمريكية، أو على الأقل استعجالًا، لإنهاء المقاطعة وإغلاق هذا الملف. وبدا واضحًا أن العائلة الضالة التى تحكم قطر بالوكالة تراهن على هذه الضغوط، وتتصرف، كما قلنا أمس، كالعاهرة التى تحتمى ببلطجى يقوم بتسريحها. ومن ذلك، مثلًا، أن جريدة «وول ستريت جورنال»، ذكرت أن وزير الخارجية القطرى قام بزيارة سرية إلى الرياض، الشهر الماضى، عرض خلالها استعداد بلاده قطع علاقاتها مع «جماعة الإخوان». ثم فوجئنا بأن المذكور ينفى، فى منتدى روما للحوار المتوسطى، وجود هذه العلاقات من الأساس، ويدّعى أن الإخوان ليس لهم وجود رسمى فى قطر، بل ووصلت بجاحته حد إدعاء أن دويلته لم تدعمهم ولم تدعم أبدًا «الإسلام السياسى»!.
فى تصريحاته أو أكاذيبه، التى لم نلتفت إليها، أمس، قال ذلك الكومبارس إن مباحثات جرت مع السعودية، فى الآونة الأخيرة، لإنهاء المقاطعة، وأعرب عن أمله فى أن تسفر تلك المباحثات عن نتائج إيجابية، زاعمًا أن الحديث لم يعد يدور حول المطالب الـ١٣ التى وصفها بالتعجيزية، ومدّعيًا أن المفاوضات تبتعد عن ذلك. كما زعم أن لدى دويلته سياستها المستقلة، وأن شئونهم الداخلية «لن تكون محل تفاوض مع أى طرف». والأكثر من ذلك هو أنه دافع عن علاقات دويلته بإيران، قائلًا: «إيران جارتنا، ونريد أن تكون لنا معهم علاقة جيرة جيدة، ونتشارك معهم اتفاق غاز، وهى ساعدتنا وفتحت الجو والبر لنا». وأضاف بمنتهى الفجاجة أو البجاحة: «لن نغير من سياستنا مع إيران، نحن لدينا سياسة خارجية مستقلة».
لف ودوران وميوعة أقرب لدلال العاهرات، وكلام عبثى عن سياسة مستقلة مزعومة، لدويلة تحت الاحتلال الفعلى، وتنتهك سيادتها، ليل نهار، ثلاث دول على الأقل، بمباركة العائلة الضالة، التى تعرف جيدًا ما هو المطلوب منها، لإنهاء المقاطعة، لكنها تدرك، كما يدرك الجميع، أنها لن تستطيع تنفيذه. وأنها لا تملك غير الرهان، كما قلنا ونكرر، على ضغوط وحماية البلطجى الذى يقوم بتسريحها.