عادل إمام: ظهرت عبقريتى فى الإبتدائية وتعلمت التمثيل من تقليد المدرسين
جاء والده الذي كان يعمل جاويش في البوليس من قرية شها التابعة لمركز المنصورة مع والدته، ليسكنا في السيدة عائشة، ثم انتقلا إلى «حي الحلمية»، ليتحسس طفلهما «عادل محمد إمام بخاريني»، موهبته من خلال تشجيع الأخرين له للعمل في السينما بعد أي تصرف يقوم به.
يحكي الكاتب أشرف بيدس في كتابه "عادل إمام"، أن الزعيم ذكر بأن "طفولته كانت عادية وفقيرة وكان ساكنًا في حي الخليفة الشعبي"، مشيرا إلى أن الجوامع والحياة الإجتماعية والعزايم والجو الرمضاني الدائم والجو الروحي هو الجو المسيطر علي الحي ومن هنا لم يكن غريبا أن تكون تربيته تربية دينية، خاصة أن والده كان يحفظ القرآن ويقرأه".
ويقول الفنان: في مدرستي كنت شقيا وعفريتا لكني لم أكن غبيا، وكان الأستاذ مسعود في المرحلة الإبتدائية يطلب من التلاميذ محاكاة قصة عن "الأقزام والعمالقة"، ويسند إلى عادل دور القزم، وظهرت عبقرية إمام عندما كان يبدأ في التجسيد فيكتشف الأستاذ قدرته على تفخيم صوته واستخدام يديه ورقبته وجسمه في تجسيد الحركة، ويزداد النبوغ مع مشهد القزم الذي يستجدي فيه العمالقة محتالا عليهم للإفلات من قبضتهم وهنا لا يستطيع الأستاذ الإمساك عن الضحك المتواصل والإعجاب بما يشاهده ويطلب مزيدا من الإعادة ثم يصفق وكأن الفصل مسرح كبير والأستاذ هو المخرج، والتلاميذ هم الجمهور وعادل هو الممثل الذي يحدث كل هذه السعادة.
كان عادل يقوم بالتدريب بالتمثيل في شوارع الحي بتمثيل كل من حوله من أهل وجيران وأصدقاء، يقول عادل: "كنت أقوم بتقليد على أفندي مصطفي مدرس الحساب، الذي كان يطردني من الفصل، وكنت كلما ضحكت يتصور أنني أضحك عليه فيطردني، وقبل أن أخرج من الفصل أقوم بتقليده وهو يأمر بطردي، فيضحك التلاميذ جميعا فيضربني ويطردني خارج المدرسة".
ويضيف الفنان، أن ذاكرته تعلقت بأشخاص كان يلتقي بهم على "قهوة عكاشة" وهم "عم عنتر بائع البليلة، وشحاتة الأقرع بائع الكبدة، وزكي النص تاجر المخدرات"، قائلا: "كانت قهوة عكاشة ملتقي الجميع من كل صنف ولون، كانت جامعة للحياة تعلمت فيها الكثير، كانت زادي الأساسي الذي حملته معي وأنا أخطو خطواتي نحو الفن، فالشخصيات التي تعرفت بها في القهوة ملأت جزءا كبيرا من مخزون الذاكرة وكانت هذه الشخصيات تخرج في العديد من الأفلام التي قدمتها، لأنني شوفت ناس عمري ما أنسى أشكالها ولا أصواتها ولا طريقتها في الحركة والكلام والضحك".
انضم لمسرح جامعة القاهرة بعد دخوله كلية الزراعة، وأثناء عمل عرض بمسرح الجامعة استوقفه الدكتور أمام الطلاب وقال "اسمع يا عادل.. أرجوك لازم تشتغل في التمثيل ومتشتغلش في الزراعية لأنك لو عملت في الزراعة يا ابني هتفسدها" لينضم بعدها مباشرة إلى مسرح التلفزيون.
ويتوافق اليوم مع ذكرى مولد عادل إمام في 1940، الذي يعتبر أشهر الممثلين في مصر والوطن العربي، وقد اشتهر بأداء الأدوار الكوميدية التي مزجت في كثير من الأفلام بالرومانسية والسياسية والقضايا الاجتماعية، بدأ حياته الفنية عام 1960 وشارك في بطولة العديد من الأفلام والمسرحيات والمسلسلات.