كهنة: الحسد «شماعة» يعلق عليها كثير من الناس أخطاءهم
هلع من «الحسد» توراثته الأجيال، فالطفل منذ نعومة أظافره دائمًا ما يستمع للكبار وهم يروون عن أضرار لحقت بهم عقب اقتنائهم لأشياء ثمينة أو تحقيق أي نجاح.
في هذا الصدد قال القس «لوقا راضي» كاهن كنيسة "ماريوحنا" بالقوصية، إن الكتاب المقدس يشجع على الغيرة الحسنة من الشخص الناجح، مع التمني له أن يستمر فى نجاحه، وألا يكون دافع الغيرة زوال النعمة منه، منوهًا بأن الحسد "خطيّة" مرفوضة تمامًا بجميع الأديان السماوية.
أكد راضي للدستور أن اعتقاد البعض أن الحسد يلحق ضررًا بالشخص المحسود ليست له أى أساس ديني من المنظور المسيحي، مهما كان المحسود يملك من نعم وأموال.
وأشار إلى أن مفهوم الحسد الذي ورد ذكره بالكتاب المقدس لنصح وإرشاد الإنسان، بألا يحقد على أخيه وأن يتمنى الخير للجميع، ولا يعني أن الحسد يؤثر على المحسود بالسلب، موضحًا أن خوف الانسان من الحسد رواسب غير مسيحية مرتبطة بالموروثات الشعبية وليست لها أصول دينية. واختتم كاهن كنيسة ماريوحنا حديثه قائلًا: «الخوف من الحسد أمر غير مرغوب فيه لأن كل البشرية فى رعاية الله، والعين الحقودة تضر صاحبها ولا تضر الشخص المحسود».
من جانبه قال الأب «جوهر عزمي» الأمين العام المساعد لمدارس سنودس النيل الإنجيلي لقطاع وجه بحري: «إحنا كمسيحيين لا نؤمن أن الحسد يؤثر على المحسود لكن تأثيره السلبي يقع على الحاسد»، مضيفًا أن فزع الناس من الحسد مجرد أوهام تلحق بالشخص، وحل جاهز يضحك به على نفسه.
واعتبر الأب جوهر، أن الحسد «شماعة» يلقى بها كثير من الأشخاص أخطاءهم، ضاربًا مثلًا بذلك، أنه إذا اشترى شخصٌ ما سيارة جديدة، وقادها بسرعة فائقة ونتج عن ذلك تعرضه لحادث يقنع نفسه والمحيطين به، بأنه محسود ولا يعترف بما ارتكبه من خطأ.
وأكد أن على الإنسان أنه يؤمن بمشيئة الله بحياته، وأن كل شىء يحدث له لخيره، إن كان من تجربة أعطاها الله له ليختبر إيمانه، أو أخطاء ارتكبها وسمح الله له بضرر ما للتنبيه بذلك الخطأ.
ولفت الأب جوهر إلى أن الفزع الشديد من الحسد يصيب الإنسان بأوهام قد تتسبب في إصابته بأمراض نفسية تجعله ينعزل عن المجتمع.
وفي نفس السياق قال استشاري الصحة النفسية «محمد هاني»، إن المجتمع المصري يجهل طريقة التعامل مع الحسد، مشيرًا إلى إصابة الكثيرين بهلاوس وأوهام نتيجة لفزعهم الشديد من الحسد.
وأضاف هاني «فيه إنسان بيكون مقتنع اقتناع تام أن أي ضرر بيحصل فى حياته ناتج من حسد الآخرين عليه لدرجة أنه لو رجله اتصدمت بشىء فى الشارع يقول أنا محسود».
وأشار إلى أن الإنسان الخائف من الحسد بشكل مبالغ فيه يكون ضعيف الشخصية وغير مؤمن بقضاء الله وقدره، ويسهل استغلال ذلك الانسان من قِبل المشعوذين وإقناعه بإنفاق مبالغ طائلة من أجل فك أعمال وهمية ليس لها أى وجود من الأساس.
ولفت هاني إلى وجود فئة من البشر تخاف تلقائيًا من الحسد عندما يبدي أي شخص إعجابه بشىء يملكه، ما يجعله ينعزل عن الناس ويقلق من الذهاب إلى أماكن بعينها يتشاءم منها.
ونوه الاستشاري النفسي بأن السيدات موهومات بالحسد أكثر من الرجال، مشيرًا إلى أن الوهم من الحسد من الممكن أن يؤدى إلى أمراض الاكتئاب وانفصام الشخصية.