تبسيط الكتابة الفلسفية فى "لاهوت غياب الرب"
يصدر قريبا عن دار النسيم للنشر والتوزيع٬ كتاب "لاهوت غياب الرب" للباحثة الشابة مروة نبيل.
الكتاب مجموعة من الأبحاث في مجالات وفلسفات مختلفة٬ يهدف إلي تقريب وتبسيط الكتابة الفلسفية فهو غير موجه للأكاديميين بقدر ما هو موجه للمثقف المصري٬ وإلي من يريد الإلمام بتاريخ الفلسفة وأهم أعلامها والوقوف على أبرز المصطلحات فيها والتي قد يستخدمها الدارسين دون إزالة الغموض عنها.
الكتاب يتكون من مقدمة وتمهيد وخمسة أبحاث.. المقدمة تشمل تعريفا بالفلسفة ونشأتها وتلميحا عن أصولها الشرقية وخصوصا الأصل المصري وتعريف بالفلاسفة قبل سقراط أو مرحلة اهتمام الفلسفة بدراسة الطبيعة، والتمهيد يتضمن توضيحا وتعريفا لأهم الفلاسفة الذين تفلسفوا انطلاقا من دراسة الإنسان بداية من السفسطائيين ومرورا بسقراط وتوضيح أسس فلسفته وتلخيصا لأفلاطون وآرائه كما ظهرت في محاوراته ثم شرح مبسط لفلسفة أرسطو.
تابعت "مروة نبيل" في تصريح خاص للدستور: "البحث الأول يتناول فكرة "اللوجوس عند هيراقليطس" وهراقليطس هو فيلسوف من المرحلة قبل السقراطية ويعتبر من أهم فلاسفة المدرسة الأيونية٬ وأدرجت هذا البحث لتوضيح أن الفكرة الفلسفية من حيث هي حكمة تتصف بسمات خاصة تصل إلى حد التقديس وبذلك يكون اللوجوس أو الشذرة الفلسفية وهجا مقدسا شديد الوضوح والتمييز.
البحث الثاني بعنوان "المعرفة والتنوير" وهو ينتمي إلى الفلسفة الغربية الحديثة ويتضمن عرضا لنظرية المعرفة بداية من عهد الإصلاح الديني وعصر النهضة ويتناوول أهم مذاهب فلاسفة التنوير ابتداء من ديكارت حتى كانط.
الثالث ينتمي إلى الحقبة المعاصرة من الفلسفة وعنوانه"الفلسفة الوجودية" وفيه عرض لبنية الفكر الوجودي وأهم الفلاسفة الوجودين، إلى جانب عرض لتاريخ مصطلح الاغتراب وشرحه عند الألماني مارتن هيدجر إلى جانب عرض لفكرة "الموت" بين هيدجر وسارتر.
البحث الرابع يتناول علم الجمال وتاريخه وعنوانه"الجميل والقبيح والمقدس" وفيه تفصيل لظهور علم الجمال أو الاستطيقا في العصر الحديث واسهامات فلاسفة مثل بومجارتن وكانط وهيجل وشوبنهاور وبرجسون وباشلار في هذا العلم إلى جانب توضيح دور الفلسفة الظاهراتية أو الفينومينولوجيا في وضع المناهج التي يتم على أساسها قراءة النصوص الادبية واستكشاف ما فيها من جمال إلى جانب توضيح لظهور جماليات القبح على يد دافنشي وحتى السرياليين وقراءة لبعض اللوحات لفان جوخ ودافنشي وبوتشيللي وغيرهم.
أخيرا البحث الخامس وهو بعنوان "لاهوت غياب الرب" وهو عرض لفلسفة الدين عند كل من نيتشه ونجيب محفوظ من خلال تناول بعض أعمالهم ك "هكذا تكلم زرادشت" ورواية "أولاد حارتنا" فالأول أعلن موت الإله والثاني كما تعلم أعلن "موت الجبلاوي" وكانت هذه نقطة الانطلاق لإجراء مقارنة بين الاثنين والتي أبانت خضوعهما لفكرة الدين السيكولوجي عن فرويد.
يذكر أن "مروة نبيل" خريجة آداب عين شمس قسم فلسفة٬ وحصلت أيضا على دبلوم في الفلسفة الإسلامية والغربية من جامعة القاهرة٬ وبعد اجتياز السنة التمهيدية سجلت الماجستير في فبراير العام الماضي في فلسفة العلم وأطروحتها بعنوان "الزمان بين آينشتاين وبرجسون".
كما أنها شاعرة تكتب قصيدة النثر وصدر لها مجموعة شعرية بعنوان "وديعة كبقرة" عن دار الأدهم عام 2015 وديوان آخر تحت الطبع بعنوان"ضد اليومية" وسيصدر عن دار روافد.