استضاف "البارودى" ومثلت به "حمامة".. عقار 98 أخر محطة بمثلث ماسبيرو
قدّمت نفسها على أنها "مصنع النجوم" وساهم قربها من وسط المدينة بالقاهرة في استضافتها لنجوم وكوادر أثارت في التاريخ والهوية والمصرية.
ألمح بها الكتاب في مخطوطاتهم وأكسبها موقعها المتميز في استضافة لوكيشنات التصوير بالخمسينيات، استأجر الإذاعة والتلفزيون بها شقة وجعلها مكتًب خارجيًا له، استوطنتها اقدم سينمات مصر، "الكورسال" مؤرخة العصر الذهبي للسينما المصرية؛ "مثلث ماسبيرو" محتضن التاريخ الذهبي أيام قليلة ويسدل ستائره على تلك الفترة بإزالة شريط من العقارات يطل على كوبري 26، ليتم تسليمه من محافظة القاهرة إلى الجهة المنفذة للمخطط الجديد الخاص به.
وبينما ينتظر الشريط المطل على كوبري 26 يوليو، تنفيذ الإزالة والذي سقط منه 3 عقارات، ينتظر أخر، شريط العقارات، بمنطقة ماسبيرو، دوره، عقار 98، والذي مثل به أروع مشاهد الباب المفتوح (إنتاج عام 1963 وإخراج هنري بركات وبطولة فاتن حمامة وصالح سليم ومحمود مرسي)، ولم يتوقف عند هذا الحد، فعاشت به أم رشدي أباظة، حسب ما تناقله بعد السكان عن حديث بواب العمارة معهم عن أشهر من سكنوا بالعقار العتيق المشيد في عام 1948.
تقول عزيزة فايز المعدة بالتلفزيون المصري زوجة مالك العقار إنها سمعت كلام كثير عن والدة رشدي أباظة والتي كانت تقيم بالعقار من بواب العمارة.
"إحنا اشترينا العمارة مبنية" تحدثت عزيزة فايز أن عند وقت شرائها للعقار المطل على كورنيش النيل والواقع بمنطقة ماسبيرو أن عمرها لم يسعفها لمشاهدة والدة رشدي أباظة، لكنها سمعت الكثير عن والدته المقيمة بالعقار.
لم تتطرق كثيرًا في سيرة أسرة جان السينما المصرية لأنها ثقافة سمعية ولم تشاهدها فوالدة رشدي أباظة تريزا لوجي توفت قبل أن يشتري زوجها العقار.
عقار 98 المطل على كورنيش النيل وكوبري 26 يوليو والواقع بجوار وزارة الخارجية، لم يكن شاهدًا فقط على رشدي أباظة وإنما كان شاهدًا على بعض من مشاهد فيلم "الباب المفتوح"، وبالتحديد بعض من المشاهد الذي جمعت سيدة الشاشة العربية وصالح سليم.
وأشارت فايز إلى أن قيمة الإيجار الخاصة بالوحدة في العقار لاتتعدى الـ 8 جنيهات وعقب ثورة يوليو زادت لتصل إلى 10 جنيها.
بدخولك مدخل العقار ستجد أرضيات وحوائط رخامية وعدد 2اسانسير، وبصعودك على السلالم، ستجد أرضيات من البلاط المشابهة للرخام تاخذك للخمسينات ولا عجب أن أسقف الطرقات من الداخل تتوسطها بعض "الأبجورات" التراثية.
على مساحة 400 متر مربع شُيد العقار رقم 98 من 8 طوابق، كل طابق به 3 شقق سكنية، الشقة، صمم العقار على أحدث أنماط الطراز المعماري في تلك الفترة، ومنحته التصميمات المعمارية من الداخل والخارج تمييزًا وأداة جذب، ليكون أحد العلامات البارزة في المشاهد السينمائية، والتي من خلالها احتضن العقار قصص وحكايات ومواقف وكواليس تمثل تاريخ مهم لهذه الصناعة.
كانت من بين قصص العقار تردد الفنان الراحل محمد البارودي على إحدى شققه، تقول عزة فايز أن أبرز المترددين على العقار كان الممثل القدير حسن البارودي، صاحب نجومية المسرح عجوز السينما المصرية، وقتها كان يتردد عند احد ساكنات العقار "كان بيجي لوحده اسمها طنط بدرية في الدور السادس".
لم تغلق الذكريات أبوابها عند عقار 98 فكان شاهدًا على عدد من المواقف السياسية ولعل أبرزها عندما خرج سكان العقار من "البلاكونات" لمشاهدة فهمي عمر، المذيع المشهور والبكباشي محمد أنور السادات عقب خطاب الثورة في يوليو 52.
وينتظر عقار 98 صاحب الذكريات العبقة والموقع المتميز قرار هدم نظرًا لعدم إدراجه كعقار طراز معماري متميز بمنطقة ماسبيرو تارًة وتارًة اخرى بسبب تنفيذ المخطط.