"الخضاضة والحذاءة والسبع عقد" هذا ما وجدنا عليه جداتنا
كل شيء مصري له نكهة خاصة، وكل مناسبة لها طقوس لا يعلمها إلا المصري، منها ما قد ورثناه عن أجدادنا الفراعنة ومنها ما أدخله علينا المستعمرون، لكن تبقى الثقافة المصرية كتاب مليء بالأسرار والحكايات الشيقة، والطريف في الأمر أننا نمارس بعض العادات دون أن نعلم أسباب ممارستها أو أصولها وعند التدقيق نجد أننا نسير على خطى الأجداد دون علم..
تنقسم هذه العادات ما بين مظاهر احتفال وعلاج لبعض الأمراض والمتلازمات بالإضافة للحماية من الحسد والأرواح الشريرة، تنتقل هذه العادات عبر الأجيال كأنها إرث يتم توزيعه وتسليمه من جيل إلي جيل ومع الوقت تصبح العادات راسخة كدستور لا نعلم من كتبه ويحتوي هذا الدستور على الكثير من العادات الغريبة مثل حرق العروسة والسبع حبات والهون وغيرها.
الخضاضة "طاسة الخضة"
طاسة الخضة هي عبارة عن إناء مصنوع من النحاس منقوش عليه بعض من آيات القرآن الكريم وعدة أشكال لا يعلم أحد معناها يُحكى أنها نقوش خاصة بطرد الأرواح الشريرة، تستخدم في علاج السحر والحسد وعلاج الأثر النفسي للخضة كما هو شائع في صعيد مصر والمناطق الريفية، يوضع بالطاسة تمر ولبن وتترك ليلة كاملة على سطح المنزل لتنال نصيبا من ندى الفجر ثم يشرب الشخص المطلوب علاجه هذا الخليط حتى يتم شفاءه.
الحذاءة والعصبية
هي قطعة من الحديد مصنوعة عى شكل هلال يتم شبكها على المواليد الجدد الذين يعانون من العصبية وتلازمهم حركة الشهق وضيق النفس وخاصة الأطفال الذين ولدوا بعد سبعة أشهر فقط ولم يكملوا التسعة، ويعتقد مستخدمي هذا الموروث أن قطعة الحديد تستخرج الطاقة السلبية من جسد الطفل والتي تتمثل في الحسد أو ما شابه..
"السبع عقد"
تستخدم السيدات في الريف ومدن الجنوب السبع عقد لحماية الوالدة التي وضعت طفلها حديثًا من العين وأمراض النفاس اعتقادًا منهم بأن كل عقده تحبس مرض معين، وهي عبارة عن خيط من الصوف تعقده جدة المولود سبع مرات ويفضل أن يكون الخيط باللون الأحمر.
"حرق العروسة الورق"
العروسة الورق هي من أساسيات فلكلور السحر والحسد في مصر، ويتم استخدامها كالتالي، حيث تشعل سيدة البيت النار في مبخرة وتضع عليها عين العفريت الحمراء وبعض البخور وقصاقيص قماش من أثواب قديمة وتقص الورق على شكل عروسة يتم ثقبها بالإبرة مع ذكر اسم الحاسد المشكوك فيه في كل مرة ثم يتم حرق العروسة بالنار مع وضع الشبّة بسرعة ويعتقد مستخدمي هذا الموروث أن عين الحاسد تنصهر مع انصهار الشبّة.
"السبع حبوب والسرة"
السبع حبوب من أساسيات طقوس السبوع في مصر وهي مكونة من لوبيا وفاصوليا بيضاء وأرز وبعض الحبوب الأخرى، يتم وضعها في إناء في ليلة الاحتفال، وكل من يمر بجانبها يضع بها عملة معدنية ويتمنى أمنية للمولود، ثم يتم وضع الملح عليها في الصباح ويتم رشها في جميع أرجاء المنزل لمنع الشياطين من حضور الاحتفال بالمولود الجديد ولا يتم كنسها إلا بعد السبوع بيوم، ثم يتم أخذ بعضها ووضعه في قطعة من القماش مع سرة الطفل ويتم تخييطها وشبكها بدبوس على ملابسه.
دق الهون "عشان المولود ميخافش من الدنيا"
دق الهون هو عادة يمارسها المصريون في السبوع من مئات السنين وما زالت شيئًا أساسيًا ويتم دق الهون قبل المغرب وحسب الأسطورة الخاصة به فإن النساء تدق الهون بصوت عالٍ ليعتاد المولود على صخب الحياة ويضعوا بجانبه سكينًا أثناء دق الهون كي لا يخشى شيئًا في الحياة، بينما يردد الجميع وصايا للمولود في بداية حياته.
الغربلة "الدنيا أصلًا غربال"
الغربلة هي عادة فرعونية قديمة حيث يوضع المولود في غربال وحوله ورد وملح بينما تقوم إحدى سيدات العائلة الكبار في السن بغربلة المولود، ليعتاد على قدر الدنيا وغدرها فهي في اعتقادهم عبارة عن غربال كبير، يتقلب فيه الإنسان من لحظة الميلاد إلى لحظة الوفاة، وبالرغم من تحذير الأطباء من خطورة هذه العادة على المواليد الجدد إلا أنها ما زالت مستمره بل إنها عادة أساسية في حفلات السبوع.