أغرب "قايمة جواز" في الأقصر
لم يتعين علي ذلك الأب سوى أن يقوم بواجبه نحو ابنته، متجاهلًا العرف والعادات والتقاليد التي تحدد مسار حياتهم وتضمن استقرارها من خلال اشتراطات وعهود، فزواج ابنته كان مناسبة يثبت فيها للجميع أن ابنته لا تقدر بمال، وأن "قائمة الزواج" ما هي إلا كلمات تكتب علي ورق لتشعر الزوجة وأسرتها بالأمان.
والد العروس محمد أحمد حسن، الشهير بـ"حمادة فرار"، أحد سكان مدينة إسنا جنوب الأقصر، لم يأخذ وقتًا كبيرًا ليفكر كما يفعل الآباء عند تزويج بناتهم، خاصة في مجتمع صعيد مصر، الذي بات يحرص علي الحفاظ علي حقوق الزوجة من خلال إعداد قائمة الزواج، والتي تحفظ للزوجة جميع حقوقها المادية في حالة حدوث انفصال بين الزوجين، وفي ظل تباهي كل أسرة بـ"قائمة زواج" ابنتها والتنافس في رفع المبلغ المالي المدرج بها، رفض "حمادة" أن يكون المال سببًا في استقرار حياة ابنته، ليؤكد للجميع أن السعادة لا تشتري بالمال، وأن الاستقرار الزوجي لن يتقيد بقائمة مفروشات المنزل.
حبه وتعلقه بابنته دفع به لأن يحول "قائمة الزواج" إلي رسالة يوصي من خلالها زوج ابنته وأسرته بالحفاظ علي فلذة كبده ومعاملتها بالمحبة والمودة، فقال: "لقد وافقت أن تكون ابنتي زوجة لكم.. هي ابنتي وقرة عيني وأغلي عندي من أي قائمة بأي مبلغ.. أثمِّن ابنتي بأخلاقها وتربيتها.. أرجو منكم أنسابي أن ترعوا الله فيها كما لو كانت ابنة لكم.. وكما قال الرسول الكريم "رفقًا بالقوارير"، قائمتي ليست ورقة تكتب.. هي عقد يسن والعقد شريعة المتعاقدين.. وعقدي معكم أن أسلمكم ابنتي الملاك الطاهر".
تجربة والد العروس هي الأولي من نوعها في منطقة جنوب مصر، وبالرغم من ذلك إلا أنها لقيت استحسان الكثير من المواطنين الذين أبدوا سعادتهم بوجود ذلك المنطق والتفكير بين أهالي صعيد مصر.