"أعداؤه يعترفون بتأثيره".. جمال عبدالناصر في عيون الغرب
تحتفل مصر اليوم بالذكرى الـ66 لثورة 23 يوليو المجيدة، التي نقلت مصر من عصر الملكية والطبقية إلى عصر يرسي مبدأ أن الكل سواسية ولا فرق بين ابن أمراء وابن حارس العقار، فالجميع أمام الدولة لهم نفس الحقوق والواجبات، وهي المبادئ التي حرص عليها "حبيب الملايين" جمال عبدالناصر الذي كان دومًا نصيرًا للمستضعفين في الأرض وصوت من ليس له صوت، ليحظى بشعبية جارفة لم ينلها زعيم آخر، وتتخطى شعبيته حدود مصر لتصل إلى الغرب.
فقد اعترف أعداؤه وخصومه السياسيون بتأثيره، فهو الوحيد الذي تناول سيرته ثلاثة آلاف كتاب أمريكى، عشرات منها لمجموعة من كبار مسئولى الإدارة الأمريكية، ما يعنى أن سيرته ظلت أسطورة في عيون أعدائه قبل أصدقائه.
في السطور التالية ترصد "الدستور" جمال عبدالناصر في عيون العالم الغربي.
قال عنه موشيه ديان، وزير الدفاع الإسرائيلى، عندما رحل: "هذا الرجل العظيم الذي لن يتكرر في التاريخ، عبدالناصر كان ألد أعدائنا، وأكثرهم خطورة على دولتنا، ووفاته عيد لكل يهودى في العالم".
أما أنديرا غاندي رئيسة، وزراء الهند، فقالت: "التاريخ سيسجل لجمال عبدالناصر مساهمته الفريدة في بعث الشعب العربي، إن الرئيس جمال عبدالناصر سيظل ذكره خالدًا في الهند وفي كل مكان في العالم حارب فيه الناس من أجل حريتهم".
أما إدوارد هيث، رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، فقال: "لم تكن قوة عبدالناصر ونفوذه معترفا بهما في مصر وحدها ولكن في جميع أنحاء العالم العربى".
وأكد ديفيد بن جوريون، أول رئيس وزراء لدولة الاحتلال، أنه "كان لليهود عدوان تاريخيان هما فرعون مصر في القديم وهتلر في الحديث، ولكن عبدالناصر فاق الاثنين معا في عدائه لنا، لقد خضنا الحروب من أجل التخلص منه، حتى خلصنا منه الموت".
وأوضح فيدل كاسترو، رئيس وزراء كوبا: "أن عبدالناصر واحد من أعظم شخصيات هذا العصر وثائر عظيم، قاد نضال شعبه في استبسال نادر لدحر مؤامرة هذا العصر، لقد فقد العالم بوفاته ثوريًّا لا يتكرر".
مناحم بيجن، رئيس وزراء دولة الاحتلال آنذاك: "بوفاة جمال عبدالناصر أصبح المستقبل مشرقا أمام إسرائيل وعاد العرب فرقاء كما كانوا وسيظلون باختفاء شخصيته الكاريزماتية".
ريتشارد نيكسون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، قال: "إن العالم قد خسر زعيمًا بارزًا خدم بإخلاص وبلا كلل قضايا بلاده والعالم العربي".
نيلسون مانديلا: "كنت أتمنى مقابلة ناصر ولم تساعدنِ الظروف في ذلك، سأزور مصر وسأذهب لثلاثة أماكن الأهرامات والنيل وقبر الزعيم جمال عبدالناصر".
أحمد سيكوتوري رئيس غينيا: "نعلن الحداد في البلد ثلاثة أيام حزنًا على وفاة الزعيم ناصر المقاتل الفذ في سبيل الحرية رائدنا وملهمنا".
أليكسى كوسيجين رئيس وزراء الاتحاد السوفيتي: "إن ناصر كان وسيبقى إلى الأبد في ذاكرة الناس مناضلاً من أجل الكرامة والوطنية والعزة لشعبه".
سامى شرف، وزير شئون رئاسة الجمهورية وسكرتير جمال عبدالناصر للمعلومات، في كتابه "سنوات مع عبدالناصر" كتب عن الزعيم الراحل في عيون الأمريكيين قائلًا: "قصدت أن أبرز ما كتبه الأمريكيون بالذات، وهذا لا ينفى أن آخرين كثيرين من دول أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية قد أدلوا بدلوهم حول ثورة عبدالناصر أيضًا".
وأضاف شرف: "تحت يدى كتابات استطعت أن أحصل عليها من مئات الكتب، بل الآلاف منها، حيث سجلت مكتبة جامعة أوكسفورد من تسعة أعوام أنه كتب عن عبدالناصر ما يزيد على الثلاثة آلاف كتاب بلغات مختلفة، هذا بخلاف الدراسات والندوات والرسائل الجامعية والمحاضرات والأحاديث في الفضائيات المرئية والمسموعة مما يصعب حصرها عمليًا، أقول هذا ما استطعت أن أحصل عليه بوسائلى الخاصة لما كتب عنه بوساطة ساسة وكتاب ومفكرين وصحفيين من الولايات المتحدة الأمريكية بالذات، لعلها تفيد الباحثين في إلقاء الضوء على تجربة الرجل الإنسان التي وضعته في دائرة الضوء منذ قيام الثورة أو عقب قيامها، بفترة قليلة ومن اليوم وباكر كما هو مرئى ومنتظر".
وتناول الرئيس الأمريكى الأسبق ريتشارد نيكسون، كيف تعامل مع ناصر فى كتبه "القادة" و"الفرصة السانحة" و"نصر بلا حرب"، وكتب هنرى كيسنجر عن تأثيره فى الاستراتيجيات العالمية فى كتابه "سنوات فى البيت الأبيض" الذى جاء فى جزأين كبيرين، ثم كان موضوعًا لكتاب الصحفى الشهير بوب وودوارد "الصحفى الشهير بوب وودوارد "الحجاب: الحروب الخفية لوكالة الاستخبارات الأمريكية" و"الهدف - الشرق الأوسط".
وكتب الصحفى ويلتون وين، الذى عمل مراسلًا فى الشرق الأوسط لمدة 40 سنة: "لقد أصبح ناصر زعيمًا لكل العرب لأنه يمثل شعورهم اليوم أصدق تمثيل"، ووصفه السفير هنرى بايرود، سفير أمريكا فى القاهرة خلال الخمسينيات، بأنه "القائد الوحيد فى العالم العربى الذى يمثل الاتجاه الجديد، والذى يمكن لدبلوماسى غربى أن يجرى معه مناقشات مفيدة متزن، ولو حدث انتخاب حقيقى فى سوريا أو الأردن أو العراق لفاز ناصر بنسبة كاسحة".