بجسد نصف عارٍ.. كيف أتقن محمد صلاح "فن اللامبالاة"؟
بجسد نصف عاري.. كيف أتقن محمد صلاح "فن اللامبالاة"؟
"الإنسان حصيلة ما يقرأ"، تلك القاعدة التى اثبت لاعب نادي ليفربول الإنجليزي، محمد صلاح، صحتها بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة، من خلال الصور التى نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعى عن تفاصيل أجازته التى يقضيها حاليا فى جزر المالديف، والتى تأتى بعد أيام قليلة من انتهائه من قراءة كتاب "فن اللامبالاة" للكاتب الأمريكى مارك مانسون، الذى نشر النجم المصرى صورته وهو يقرأه قبل عدة أيام.عكست صور محمد صلاح بجزر المالديف مدى تأثره بالكتاب، وبدا أسيرا لقواعد النظرية التى تعد أسلوب نفسي يلجأ اليه الأشخاص، كأحد أنواع الدفاع الذاتي ضد الأزمات النفسية، خاصة بعد ما مر به من ضغوط خلال الفترة الماضية، بداية من إصابته فى مباراة نهائى دورى أبطال أوربا، التى خسرها فريقه أمام ريال مدريد، مرورا بالأحاديث حول انتقاله لأحد الأندية الكبرى بالقارة العجوز، ونهاية بخروج منتخب مصر من الدور الأول لمونديال روسيا 2018، وما صاحبه من أزمات واتهامات وغضب جماهيرى.
بنى صلاح آماله على اقتناص فرصة التواجد فى كأس العالم لكتابة اسمه بأحرف من نور فى تاريخ الكرة المصرية، والتواجد بقوة بين أباطرة اللعبة العالمية، إلا ان الرياح لم توافق هواه، وتلقى صدمة عنيفة بخسارة فريقه للمبارايات الثلاثة الأولى، ليغادر المحفل الدولى صفر اليدين، ما اصاب "الملك المصرى" بعاصفة من الأزمات والضغوط النفسية، وبات لازما عليه علاجها فى اقصر وقت، لاستكمال مشواره الناجح، ولم يكن أمامه، وفقا لحديث الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إلا السير فى واحد من طريقين، الأول هو الانفجار والغضب والعنف، أما الثانى فكان العنف السلبي أي الانسحاب واللامبالاة وهي في عُرف الطب النفسي نوع من العنف لكن سلبي وبدون أخطاء، وهو ما اختاره نجم ليفربول.
ولكن ظل السؤال حول سر نشر صلاح لصور رحلاته الترفيهية، بأسلوب غريب على تصرفاته، محل اهتمام المصريين، إلا ان خبيرة التدريب على ضبط لغة الجسد للمشاهير، ريهام الهواري، ترى أن هذا التصرف طبيعى كردة فعل لما تعرض له من ضغوط كبيرة، كان ابرزها خضوعه للاستغلال السياسي بعد منحه صفة "المواطن الفخري"، من جانب رئيس جمهورية الشيشان الروسية رمضان قديروف، وما صاحبه من انقلاب الانجليز ضده، ومهاجمته بعد أن كانوا يلقبونه بـ"الملك"، ويرددون أغاني في حبه، موضحة أن صلاح لجأ إلى الانعزال والتأثير في الاّخرين برسائل محددة دون الحديث بشكل مباشر، بهدف الخروج من تلك الأزمة.
ولفتت ريهام الهوارى، إلى أن محمد صلاح البالغ من العمر26 عام، شعر بتهديد على مستقبله، بعد تعرضه لهذا الضغط الاعلامي لأول مرة، مضيفة "صلاح يرغب في أن يكون نجم عالمي مثل رونالدو وميسي، لذا نشر صورة له كموديل عالمي لنجم كرة القدم كما يجب أن يكون".
تصرف صلاح الذى اتسم بالطابع الغربى، حيث ظهر بشكل مغاير للصورة الذهنية التى يعتقدها المصريين، مثل ظهوره بصحبة إحدى السيدات، أو نشره لصوره عارى الصدر، أثارت استغرب الكثيرين، إلا أن ريهام الهوارى ترى أنها دليل دامغ على قوة شخصية صلاح، وأنه يعرف طريقه جيدًا، مؤكدة انه فى هذه المرحلة يدير ظهره لكل اللغط الذي يمكن أن يعطله عن هدفه كـ"نجم عالمي".
وتقول خبيرة لغة الجسد، "كوننا نتعجب من الصور كشرقيين ونرفضها هذا لا يعني أن المجتمع العالمي يقابل الأمر بنفس الطريقة، فنحن كشرقيين تبهرنا تصرفات الأجانب ونقف عندها، مثل اعجابنا برئيسة كرواتيا ومدحنا لروحها المرحة، لكننا لا نقبل أن تقوم امرأة في منصب قيادي بنفس التصرف من أحتضان اللاعبين، وهو الأمر نفسه الذى يفسر تعجبنا من محمد صلاح وتصورنا عن اللاعب الشرقي، أما هو فيعرف".