سيدة سوريّة حكمت روما
سطرت كتب التاريخ ما يفيد أن مدينة حمص السورية كانت مشهورة في العصر الروماني بعبادة (إيلا غبال) الذي كان إلهًا شمسيًا يرمز إليه بحجر أسود مخروطي الشكل، مخصص لعبادته في معبد كبير شُيد في حمص، وكانت تشرف على تنظيم هذه العبادة أسرة عربية تحكم حمص.
وفي سنة 175 ميلادية، كان الكاهن الأكبر فى معبد (إيلا غبال) رجل اسمه (باسيان) وكانت له إبنة وافرة الذكاء وعلى نصيب كبير من الثقافة اسمها (جوليا دومنا).
شاءت الظروف أن يراها - جوليا - (سبتيم سيفير) أحد الموظفين الرومان الامبراطوريين، فأحبها وتزوجها، وتشاء الأقدار أن يصبح (سبتيم سيفير) إمبراطورًا، و(جوليا دومنا) إمبراطورة فى روما بعد عدة سنوات، وتعمل جوليا حتى تجلب إلى هذه المدينة أختها (جوليا ميزا) وإبنتيها (جوليا سوميا) و(جوليا مامه).
ولقد بنى سبتيم سيفير قصرًا له ولـ (جوليا دومنا) على هضبة البالاتان طوله 96 مترًا، وأسهمت فى شهرة زوجها، ورافقته في رحلاته وفي انتصاراته، ومنحتها روما لقب (أم الوطن) ولقب (أم مجلس الشيوخ) ولقب (أم الجيوش).
وساعدت على انتشار النفوذ الثقافي السوري، وأحاطت نفسها بعدد كبير من المفكرين والعلماء والأطباء السوريين، وكان فى عملها هذا توسيع لاّفاق الفكر الفلسفي والديني الروماني.
يُذكر أن ورد ذكره جاء في كتاب "المرأة فى بلاد الشام القديمة" لـ "على القيم".