"شاعر الوطن".. قصة خلف العتيبى مع الشعر
أحد أهم رواد الشعر في العصر الحديث بالمملكة العربية السعودية، شاعر ذو إحساس مرهف صادق، وأول قصيدة كتبها كانت في الثالثة عشرة من عمره، إنه خلف بن هذال العتيبي، الذي يصادف اليوم الثلاثاء، عيد ميلاده.
ولد خلف بن هذال العتيبي، في 3 يوليو 1943، وكانت بدايته في قصائد الغزل، وبرع في القصائد الغنائية والرومانسية، التي وجدت طريقها إلى الغناء، وبرع في شعر المساجلات المعروف بشعر "القلطة"، وهو الآخر كان تدريبا على نوع من الشعر الاستعراضي بين صفوف تتبارز بمناقبها وتفوقها وعلو كعبها.
ويعرّف بـ "شاعر الوطن" اللقب الذي أطلقه عليه الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وذلك لتميزه بحضوره المتألق في مهرجان الجنادرية، وفي موسم الحج، وله عدة قصائد أبرزها قصيدة "يالله بمانك" التي ألقاها إبان الغزو العراقي لدولة الكويت، وأيضا القصيدة الشهيرة "رسالة إلى صدام" التي شن فيها هجومًا لاذعًا على الرئيس الأسبق صدام حسين.
ويتميز شاعر الوطن، بكلماته التي ليست من النوع الذي يستعصي على الفهم، بالرغم من أنه ينسج مفرداته الشعبية من بيئة نجدية ضاربة في القدم، لكنه يختار ألفاظًا تميل إلى اللغة الوسطى، يمزجها بأدائه لتقترب من فهم المتلقي العادي خاصة أولئك الذين لا يعرفون المفردات الشعبية.
ومثلت قصائده، موقفا يستجيب للأحداث السياسية، وكلما كانت ملتهبة كأحداث الحرم المكي في عام 1979، حين سيطر المتشددون على الحرم، وأعلنوا خروجًا على النظام والدولة، أو أحداث التسعينات التي أشعلها احتلال الكويت، وحرب التحرير، واحتلال مدينة الخفجي وتحريرها، ثم تحرير الكويت، وفي هذه الأحداث جميعا كانت قصائد خلف بن هذال، تنزل كالحمم على رءوس الخصوم، في حين كانت تلهب حماس المقاتلين وتعزز انتمائهم، وتشد من أزرهم وتستثير غيرتهم.
وحصل على وسام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، من الدرجة الأولى، تكريمًا له على كل ما قدمه للوطن.