الانسحاب غير المشروط من الحديدة.. فرصة أخيرة أمام الحوثيين
أعادت صحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية، التأكيد أن لا نهاية لمعركة الحديدة إلا بالانسحاب غير المشروط للميليشيات الحوثية، وفي السنوات الثلاث الماضية، أُتيحت فرص كثيرة للحوثيين ليتخلوا عن العنف والانخراط في مسار سياسي لإنهاء النزاع في اليمن.
لو كانت مصلحة الشعب اليمني مهمة لديهم لأعطوا الأولوية للسلام. لكن اختيارهم الضرب بانفتاح المجتمع الدولي عرض الحائط، هو مقياس لاحتقارهم الملايين الذين يعانون من حكمهم السيئ.
إن المعركة المستمرة في الحديدة تثبت أن "الحوثيين لا يريدون عملية سياسية" كما قال يوم الإثنين، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش. إن هجوم التحالف الذي تقوده السعودية لتحرير ميناء المدينة والذي بدأ يوم الأربعاء الماضي، أدى إلى تفكك سريع للقبضة الحوثية.
ويُؤمّن الميناء والمطار تدريجيًا، فيما تُوزَّع المساعدات على قسم كبير من السكان.
اليمنيون دروع بشرية للحوثيين
تضيف الصحيفة أنه رغم تقدم التحالف العربي، لم ينسحب الحوثيون ليجنبوا المدنيين المزيد من المعاناة، وعوض ذلك، بدأ الحوثيون يستخدمون السكان الذين يخضعون لسيطرتهم دروعًا بشرية للدفاع عن مواقعهم المتبقية.
وأشار قرقاش، إلى أن محاولة إقناع الحوثيين بإيقاف المعارك أشبه بإخراج "أرنب من القبعة".
وكتبت "ذا ناشونال" أن مقاتلين قبضت القوات اليمنية كشفوا قصصًا مؤلمة عن اقتحم حوثيين مسلحين منازل المدنيين في المناطق التي يسيطرون عليها و"خيّروا" الرجال القادرين على حمل السلاح بين التجند في صفوفهم أو السجن.
أسلحة إيرانية متطورة
بالنسبة للذين يعتريهم أي شك، تبرهن تكتيكات الكراهية هذه أن المواطنين اليمنيين هم عمليًا مُختطفون ورهائن في يد الحوثيين. وفي هذا الوقت، وحسب ما أشار إليه الدكتور قرقاش، هربت إيران مواد معقدة مثل الأسلحة الخارقة للدروع، والصواريخ البالستية المتطورة وطائرات بلا طيار.
وهذه هي المرة الأولى التي تشاهد فيها أسلحة مماثلة في هذه البيئة.
ومن محافظة صعدة، أطلق الحوثيون يوم الأحد الماضي صاروخًا بالستيًا إيراني الصنع على السعودية، لكنّ هذا الحادث ليس منعزلًا، إذ شهدت المملكة 150 هجومًا من هذا النوع، وتمكنت القوات الجوية الملكية السعودية من اعتراض الصاروخ مثل غيره من الصواريخ قبل أن يصيب هدفه.
هزيمة الحوثيين حتمية
تلفت الصحيفة النظر إلى أن الهجومين يذكران بدور إيران الهدام في تحصين الحوثيين وبتواطئها في معاناة الشعب اليمني المحاصر.
لكن وبغض النظر عن ذلك، فإن الهزيمة الشاملة للحوثيين أمام القوات اليمنية وقوات التحالف حتمية.
ويكمن الهدف الآن في إيقاف الحوثيين عن توسيع دائرة الخسائر البشرية، وسيطلع مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث مجلس الأمن على خلاصة محادثاته مع الحوثيين في صنعاء والتي استمرت يومين.
لكنّ مؤشرات النهاية واضحة بشكل جليّ أمام وكلاء إيران الذين لا يملكون أي فرصة للصمود أمام التحالف.
تاريخ من رفض الفرص
إن رفض الحوثيين الانسحاب غير المشروط من الحديدة، وتهديدهم بتفجير البنية التحتية للمدينة سيطيلان فقط معاناة المدنيين العاديين من رجال ونساء وأطفال.
وتبقى لديهم الآن فرصة أخيرة لفعل الصواب مع الذين أساؤوا إليهم على مدى سنوات، رغم أن تاريخهم يرجح أنهم لن ينتهزوها.