الجيش الليبي يطلق عملية عسكرية لاسترجاع الموانئ النفطية
استهل الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، معركة استرجاع الموانئ النفطية من فصيل مسلح يقوده إبراهيم الجضران، كان قد سيطر عليها الخميس الماضي، بعملية عسكرية جوية في انتظار بدء الهجوم البري.
وأعلنت غرفة عمليات القوات الجوية في المنطقة الوسطى، أمس الأحد، "انطلاق عملية جوية كبرى تهدف إلى استعادة منطقة الهلال النفطي من قوات الجضران والمتحالفين معها من سرايا الدفاع عن بنغازي والمعارضة التشادية".
وأكدت الغرفة أن "مقاتلات القوات الجوية باشرت شنّ غارات على مواقع وتجمّعات العدو الإرهابية في منطقة العمليات العسكرية، من رأس لانوف حتى مشارف مدينة سرت".
وأهابت الغرفة بكافة المواطنين القاطنين في المنطقة عدم الاقتراب من مواقع القوات المستهدفة وتجمعاتهم، ومواقع الذخائر والمعدات والآليات المسلحة، وذلك حفاظًا على سلامتهم.
وكانت ميليشيات يقودها الآمر السابق لحرس المنشآت النفطية، إبراهيم الجضران، تمكّنت الخميس من السيطرة على أكبر حقلين في منطقة الهلال النفطي.
وجاء الهجوم عقب نجاح الجيش الليبي في سبتمبر 2016 في انتزاع الموانئ النفطية من سيطرة إبراهيم الجضران الذي تسبب في إيقاف ضخ النفط لأكثر من سنتين.
وليست هذه المرة الأولى التي تهاجم فيها هذه المجموعات منطقة الهلال النفطي في مسعى إلى إعادة السيطرة عليها.
ونجح الجيش الليبي في مارس من العام الماضي في استرجاع الموانئ النفطية التي سيطرت عليها سرايا الدفاع وقوات إبراهيم الجضران لأكثر من عشرة أيام.
وقال العميد أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية: "أطلقنا هجوما كبيرا للجيش على الهلال النفطي، مُسندا بمقاتلات سلاح الجو لطرد ميليشيات إبراهيم الجضران وحلفائه".
وأكدت تقارير إعلامية محلية، السبت، أن تعزيزات عسكرية اتجهت من معسكرات شرق البلاد إلى منطقة الهلال النفطي للاستعداد لعملية عسكرية موسعة، لإعادة السيطرة على الموانئ.
وطالبت المؤسسة الوطنية للنفط ميليشيات الآمر السابق لحرس المنشآت النفطية إبراهيم الجضران ومَن معه بالخروج الفوري المباشر دون أي قيد أو شرط" من منطقة الهلال النفطي، محذرة من "كارثة بيئية ودمار للبنية التحتية سيكون لها أثر هائل على القطاع النفطي وعلى الاقتصاد الوطني".
وقالت المؤسسة في بيان إن الخزان رقم 12 في ميناء رأس لانوف تعرض "لأضرار جسيمة" في الاشتباكات التي دارت الخميس عندما اقتحمت قوات مرتبطة بالجضران الميناءين مما أدى إلى إغلاقهما.
ويقول مراقبون إن التوتر في منطقة الهلال النفطي من شأنه تعميق المأزق الليبي وتبديد أجواء التفاؤل التي سادت خلال الفترة القليلة الماضية بإمكانية التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة الليبية بجهود إقليمية ودولية.
ويرى هؤلاء أن الهجوم سيعيق جهود تشكيل حكومة موحدة، كان أعضاء في مجلس النواب قد أعلنوا عنها.