رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فريدة النقاش: أعمال نصر حامد أبوزيد اختفت من مكتبات جامعة القاهرة

صورة من الحدث
صورة من الحدث

قالت الكاتبة فريدة النقاش، خلال حفل الجمعية المصرية للتنوير٬ لإحياء الذكرى السادسة والعشرين لاستشهاد المفكر الكبير الدكتور فرج فودة: "أري أن الشهيد فرج فودة قدم بتاريخه الفكري إضافة هامة جدا إلي ثقافتنا وفكرنا٬ كما قدم إضافة تقدمية إلي التحليل النقدي الشائع عن ظهور وتغلغل نفوذ الإسلام السياسي٬ وإن كنت أفضل استخدام تعبير (اليمين الديني)، لأن اليمين الديني ظاهرة مرهقة وسلبية في بلدنا٬ وإن كانت موجودة في العالم كله٬ بدرجة أو بأخري٬ نتيجة للتحول العنيف نحو الليبرالية الجديدة٬ أو الرأسمالية المتوحشة كما يسميها الاقتصاديون".

تابعت النقاش: "كشف الشهيد فرج فودة للمسلمين البسطاء، الذين طالما اقتنعوا أو صدقوا٬ أنه كانت هناك عصور ذهبية في الإسلام٬ وأن عصور الخلافة كانت مُثلا عليا للحياة والعلاقات الإنسانية٬ وحتي للدين. فكتب فودة كتابا بالغ الأهمية وهو كتاب (الحقيقة الغائبة) والذي اختفي تماما لدي طبعه٬ (الحقيقة الغائبة) كشف للمسلم العادي البسيط أن فكرة العصور الذهبية أو عصور الخلافة كانت عصورا تستحق أن نتمثلها وأن نعود إليها. وفي الأصل فإن فكرة العودة فكرة رجعية لأنها مستحيلة٬ هناك تقدم للأمام. لقد كشف فودة في هذا الكتاب عن بعض الممارسات التي كانت شائعة ولم تكن شاذة٬ في هذه العصور".

كما أكدت النقاش علي أن كتاب (الحقيقة الغائبة) كشف فيه فودة عن: "كيف أن بعض الخلفاء قد راكموا الأموال٬ وقال إن العشرة المبشرين بالجنة كانوا من أصحاب الملايين. الإسلام شأنه شأن أي دين آخر فيه مُثل عليا مكتوبة وموجودة في القرآن٬ وفيه ثغرات كبيرة. نتوقف أمام المثل العليا التي جاءت في الأفكار فقط٬ ولكن في الممارسة كانت تنتهك انتهاكا شديدا. وهو ما كشفه فودة مبينًا أنه لم تكن هناك عصور ذهبية٬ وإنما عصور شأنها شأن أي عصور أخري في أي بلد آخر٬ وعلينا أن نسترشد بالممارسات الطيبة والمثل العليا٬ دون أن نجبر أنفسنا علي ما يسمي العودة إليها. ولقد جن جنون من يضللون المسلمين البسطاء من الأفكار التي جاءت في الكتاب٬ والذي اختفي بعدها تماما٬ وقد طالبت سمير سرحان، رئيس هيئة الكتاب وقتها، بأن ينشر الأعمال الكاملة للدكتور فودة وهو ما لم يحدث حتي اليوم٬ رغم ما به من نقد لكل النصوص الدينية٬ وليس الدين الإسلامي فقط".

وفي نهاية كلمتها قالت النقاش: "أتمني أن نسعي لطبع أعمال فرج فودة٬ ونصر حامد أبو زيد أيضا٬ والتي اختفت من مكتبات جامعة القاهرة٬ بينما من المفترض أن توجد الأفكار، وتتصارع بشكل متقدم، لكي تهزم اليمين الديني كما سميه".