دبلوماسية الهاشتاج.. كيد الكبار على «تويتر»
مركز «المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة»، هو مركز تفكير Think Tank مستقل، أنشئ 2013 فى أبوظبى بدولة الإمارات العربية المتحدة، للمساهمة فى تعميق الحوار العام، ومساندة عملية صنع القرار، ودعم البحث العلمى فيما يتعلق باتجاهات المستقبل التى أصبحت تمثل مشكلة حقيقية بالمنطقة فى ظل حالة عدم الاستقرار وعدم القدرة على التنبؤ خلال المرحلة الحالية، بهدف المساهمة فى تجنب «صدمات المستقبل» قدر الإمكان. وفى هذا الإطار، يهتم المركز بالاتجاهات التى يمكن أن تسهم فى تشكيل المستقبل، خاصة الأفكار غير التقليدية أو الظواهر «تحت التشكيل». وقد نشر المركز ورقة «تقدير موقف» بعنوان «دبلوماسية الهاشتاج.. لماذا يتزايد استخدام موقع تويتر كمنصة للهجوم السياسى؟» يحاول فيها أن يتلمس هذا المتغير الجديد الذى يتقدم بخطى تصنع له مكانا بارزا فى المشهد العام.
تعريف
برز موقع «تويتر»، خلال السنوات الماضية، كإحدى أهم الآليات التى يتم توظيفها من قبل الأفراد والدول للتعبير عن رأى أو موقف من قضية ما، حيث تفوق موقع «تويتر» على المواقع المشابهة الأخرى من مواقع التواصل الاجتماعى، لا سيما موقع «فيسبوك» الذى ذاع صيته فى منطقة الشرق الأوسط خلال فترة اندلاع الثورات العربية. وعلى الرغم من اختلاف الإحصائيات حول أكثر مواقع التواصل الاجتماعى شعبية فى العالم وتوظيفًا من قبل مستخدميها، فإن موقعى «تويتر» و«فيسبوك» عادة ما يتنافسان على المركزين الأول والثانى، بحسب استخدام كل دولة وتفضيلات مواطنيها، لكن تزايد توظيف موقع «تويتر» فى توجيه انتقادات سياسية والتعبير عن مواقف محددة إزاء بعض القضايا، بات يدعو إلى النظر فى أسباب اختيار هذا الموقع دون غيره من مواقع التواصل الاجتماعى. فى الوقت الذى لا يزال يوظف فيه موقع «فيسبوك» لأهداف سياسية أيضًا، غير أنها تأخذ أبعادًا أخرى تتعدى الانتقاد السياسى والتعبير عن المواقف، ربما تفرضها طبيعة الموقع الذى يمكن مستخدميه بشكل مفصل من الاستعانة بالصور والفيديوهات على نحو أكثر توسعًا.
تعريف
برز موقع «تويتر»، خلال السنوات الماضية، كإحدى أهم الآليات التى يتم توظيفها من قبل الأفراد والدول للتعبير عن رأى أو موقف من قضية ما، حيث تفوق موقع «تويتر» على المواقع المشابهة الأخرى من مواقع التواصل الاجتماعى، لا سيما موقع «فيسبوك» الذى ذاع صيته فى منطقة الشرق الأوسط خلال فترة اندلاع الثورات العربية. وعلى الرغم من اختلاف الإحصائيات حول أكثر مواقع التواصل الاجتماعى شعبية فى العالم وتوظيفًا من قبل مستخدميها، فإن موقعى «تويتر» و«فيسبوك» عادة ما يتنافسان على المركزين الأول والثانى، بحسب استخدام كل دولة وتفضيلات مواطنيها، لكن تزايد توظيف موقع «تويتر» فى توجيه انتقادات سياسية والتعبير عن مواقف محددة إزاء بعض القضايا، بات يدعو إلى النظر فى أسباب اختيار هذا الموقع دون غيره من مواقع التواصل الاجتماعى. فى الوقت الذى لا يزال يوظف فيه موقع «فيسبوك» لأهداف سياسية أيضًا، غير أنها تأخذ أبعادًا أخرى تتعدى الانتقاد السياسى والتعبير عن المواقف، ربما تفرضها طبيعة الموقع الذى يمكن مستخدميه بشكل مفصل من الاستعانة بالصور والفيديوهات على نحو أكثر توسعًا.
تعريف
برز موقع «تويتر»، خلال السنوات الماضية، كإحدى أهم الآليات التى يتم توظيفها من قبل الأفراد والدول للتعبير عن رأى أو موقف من قضية ما، حيث تفوق موقع «تويتر» على المواقع المشابهة الأخرى من مواقع التواصل الاجتماعى، لا سيما موقع «فيسبوك» الذى ذاع صيته فى منطقة الشرق الأوسط خلال فترة اندلاع الثورات العربية. وعلى الرغم من اختلاف الإحصائيات حول أكثر مواقع التواصل الاجتماعى شعبية فى العالم وتوظيفًا من قبل مستخدميها، فإن موقعى «تويتر» و«فيسبوك» عادة ما يتنافسان على المركزين الأول والثانى، بحسب استخدام كل دولة وتفضيلات مواطنيها، لكن تزايد توظيف موقع «تويتر» فى توجيه انتقادات سياسية والتعبير عن مواقف محددة إزاء بعض القضايا، بات يدعو إلى النظر فى أسباب اختيار هذا الموقع دون غيره من مواقع التواصل الاجتماعى. فى الوقت الذى لا يزال يوظف فيه موقع «فيسبوك» لأهداف سياسية أيضًا، غير أنها تأخذ أبعادًا أخرى تتعدى الانتقاد السياسى والتعبير عن المواقف، ربما تفرضها طبيعة الموقع الذى يمكن مستخدميه بشكل مفصل من الاستعانة بالصور والفيديوهات على نحو أكثر توسعًا.
جدل واسع
أثار «تويتر» جدلاً واسعًا حول توظيفه كمنصة للهجوم على الخصوم السياسيين، مؤخرًا بدا جليًا فى استخدام الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» للموقع بشكل ملحوظ، أثناء حملته الانتخابية وعقب توليه منصبه لمهاجمة منتقديه، وهو ما مثل منعطفًا مهمًا ألقى مزيدًا من الضوء على الدور السياسى الذى يقوم به الموقع.
أيضًا برز دور الموقع خلال العديد من الأزمات السياسية بين بعض الدول، وكان آخرها الأزمة التى اندلعت بين تركيا وهولندا، على خلفية منع الأخيرة وزير الخارجية التركى، مولود جاويش أوغلو، ووزيرة الأسرة، فاطمة بتول، من حضور تجمعات دعائية على أراضيها. وقد انتقلت الأزمة من مستواها الرسمى إلى مستوى القاعدة الشعبية من خلال موقع «تويتر» الذى نشط عليه الأتراك لشن الهجوم على هولندا، عبر العديد من الهاشتاجات، سواء الداعمة لموقف تركيا أو المنتقدة لمواقف الدول الأوروبية التى أيدت سياسة هولندا، مثل ألمانيا وسويسرا والسويد، فظهرت -على سبيل المثال - فى شهر مارس 2017 الذى شهد الأزمة بين الطرفين، هاشتاجات ترجمتها للعربية «#تركيا-ليست-وحدها»، الذى حصد 300 ألف تغريدة خلال 24 ساعة، حسب بعض الإحصائيات. بالإضافة إلى ما دشنه نشطاء عرب من هاشتاجات دعمًا لتركيا، مثل «#عربى-متضامن-مع-تركيا»، فضلًا عن هاشتاجى «#تركيا» و«#هولندا». غير أن بُعدًا آخر اتخذه بعض النشطاء على موقع «تويتر»، تمثل فى اختراق عدة حسابات لشخصيات وعلامات تجارية وجهات بارزة على الموقع، بهدف نشر الهاشتاجات الداعمة لتركيا والمنتقدة لمواقف هولندا وألمانيا، حيث تم اختراق حساب منظمة العفو الدولية، وفرع منظمة اليونيسيف فى الولايات المتحدة الأمريكية، ومنظمة War Child الهولندية، وكذلك حساب مجلة «فوربس»، وجامعة ديوك الأمريكية، وغيرها من الحسابات المهمة التى نشر على صفحاتها هاشتاج «#نراكم فى 16 أبريل»، فى إشارة إلى موعد الاستفتاء التركى. كما هو الحال فى تركيا، تعد الجزائر من بين أكثر دول المنطقة استخدامًا وتوظيفًا لموقع «تويتر» سياسيًا، حيث نشط العديد من الجزائريين لدعم موقف بلادهم من قضية الصحراء، من خلال هاشتاج «#صحراء»، و«#صحراء-الجزائر»، والذى رد عليه نشطاء مغاربة بحساب «صحراء المغرب»، إلا أن الحملة الخارجية الجزائرية الأنشط ركزت على إيران، عقب إعلان السفير الإيرانى بالجزائر، رضا عامرى، فى فبراير 2017، عن زيارة مرتقبة للرئيس الإيرانى «حسن روحانى» إلى الجزائر، حيث انتشرت هاشتاجات منددة بهذه الزيارة، مثل هاشتاج «#لا-لروحانى-فى-الجزائر»، و«#جزائريون-ضد- إيران»، تعبيرًا عن تخوفهم من التحركات الإيرانية فى الجزائر، ومحاولاتها نشر التشيع والتخفى وراء جهود تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
أسباب متعددة
الطابع السريع والمختصر
يتسم الموقع باختصار المضمون المقدم فيه، وهو ما يمثل أحد أهم العوامل الجاذبة لاستخدامه، إذ يتناسب ذلك- إلى حد كبير- مع الشخصيات العامة، ويتلاءم مع التطورات السريعة للأزمات السياسية التى تستدعى فى كثير من الأحيان تتابع التغريدات. وفى هذا السياق تأتى أهمية موقع «تويتر» فى نقل الأخبار لا سيما وقت الأزمات، فى حين يحتفظ موقع «فيسبوك» بميزة العرض المطول للقضايا، وهو أمر تبرز أهميته فى محاولات الإقناع والحشد الجماهيرى، من خلال مشاركات طويلة لقصص أو قضايا من شأنها التأثير على الرأى العام.
كما يتيح «تويتر» فرصة تتابع التغريدات، وسهولة متابعتها حول قضية معينة، حيث لا يتعرض المتابع للتشويش المحتمل فى موقع «فيسبوك» الذى تكثر فيه مشاركات الصور الكوميدية، والإعلانات لمواقع إلكترونية وغيرها من المشاركات الترويجية.
انتشار كبير لمحتوى «تويتر»
مقارنة بالمواقع الأخرى
يتيح موقع «تويتر» ميزة البحث عن الهاشتاجات، وظهورها للمستخدم بسهولة، فى حين يقتصر ظهور محتويات «فيسبوك» على قائمة الأصدقاء فقط، فيما يخدم انتشار محتوى «تويتر» بين أكبر عدد من المستخدمين القضية التى تناقش عبره، ويساعد فى تبلورها بشكل سريع، وهو الأمر الذى يفسره ظهور «تريندات» لهاشتاجات خلال ساعات قليلة من إطلاقها وقت الأزمات حول العالم، وعدم اقتصارها على البلد المطلق لها.
على سبيل المثال خلال الأزمة بين هولندا وتركيا، احتل هاشتاج «#هولندا» مرتبة متقدمة على قائمة تريند «تويتر» عالميا خلال ساعات من بداية الأزمة، ورفض السلطات الهولندية هبوط طائرة وزير الخارجية التركى على أراضيها.
سهولة التصفح على الهواتف النقالة
وهى ميزة يمكن معها تفسير انتشار استخدام «تويتر» فى دول بعينها، مقارنة بوسائل التواصل الاجتماعى الأخرى، حيث يلاحظ أن المجتمعات الأكثر استخداما للهواتف النقالة المتقدمة، هى فى الغالب التى تعتمد على «تويتر» كوسيلة أولى للتواصل الاجتماعى، كما هو الحال فى بعض دول مجلس التعاون الخليجى واليابان والولايات المتحدة الأمريكية.
واللافت فى هذا السياق هو أن توظيف موقع «تويتر» لغرض الانتقاد والهجوم على الأفراد والدول- أدى إلى تعرض إدارة الموقع للعديد من الانتقادات، لا سيما خلال الأزمة المحتدمة بين تركيا وعدد من الدول الأوروبية، حيث طالبت المفوضية الأوروبية فى 18 مارس إدارات مواقع التواصل الاجتماعى بتعديل شروط الخدمة للمستخدمين الأوروبيين خلال شهر، وإلا ستتعرض لغرامات، منتقدة التباطؤ فى حذف المحتويات غير القانونية التحريضية والتهديدية، فيما اقترح وزير العدل الألمانى هايكو ماس فى 14 من الشهر نفسه، فرض غرامة تصل إلى 50 مليون يورو إذا لم تلتزم إدارات مواقع التواصل الاجتماعى بعوامل الخصوصية والأمان ولم تقم بحذف المحتوى غير القانونى بسرعة، وهى إجراءات سوف يكون لها دور فى التأثير على توظيف «تويتر» فى نشر الهاشتاجات المسيئة والمنتقدة للأفراد والدول خلال الفترة المقبلة.