أى شيوخ؟ وأية دعوة؟
تتعرض الدعوة الإسلامية الحقة - وليست المدعاة - لاعتداءات أثيمة من بعض دخلاء جهلاء معظمهم يتصدرون المشهد فى زمن «غثاء سيل» و«الروبيضة»: الرجل التافه يتكلم فى أمور العامة» حديث نبوى شريف!
وفروق بين أصيل ودخيل، ونفيس وخسيس، وشريف ووضيع!.. هذه الاعتداءات أدت إلى إضعاف الدعوة فى نفوس المدعوين والأتباع، وتشغب على مكانة وسمعة الدين الحق بما لم يسبق ولم يعهد وتقدم أسلحة لكارهى ومناهضى الدين الحق من عينة دين «عنف فكرى» و«عنف مسلح»! إن الجباه المقرحة - التى لا مثيل لها فى أنحاء الأرض - العابسة المتجهمة، المقطبة، والألسنة المنفلتة القاذفة بالسباب والشتائم والمعايرة والمعايبة والتنابز بالألقاب، والأعصاب المشددة دون داع، والنفوس القلقة النيرانية وإن البحث عن النادر والشاذ والمرجوح من آراء فقهية والسعى لتأويلات مغلوطة لا تستند إلى أساسيات المنهج العلمى السليم لنصوص شرعية، واستنطاق أحكام ظنية الورود، ظنية الدلالة، تقبل التغيير لظروف الزمان والمكان والأحوال والأعراف، وإشغال العوام بقضايا عقائدية ما كان لها أن تخرج عند حدود البحث العلمى بأدواته العلمية الصحيحة فى المؤسسات العلمية، ونثرها فى الإعلام الموجه المتكاثر خاصة المرئى!، على أنها أصول الدين، وبسببها يحكم بإيمان وكفر وتوحيد وشرك والتزام ونفاق!
وصارت أماكن الدعوة من مساجد وإعلام بأنواعه ساحات جدالية ومذهبية وعصبية! وطبعت إصدارات ورقية وإلكترونية» وغيرها آلاف مؤلفة، تؤجج الاختلافات وتثير النعرات وترسخ العنف بأشكاله!.
يقدم هذا كله العوام وهم كثر على أنه «سنة» و«سلف صالح» و«فرقة ناجية منصورة» و«أهل سنة وجماعة»! و«الوصول» و«الحاكمية» و«الولاء والبراء»!!.
وفى المقابل ينفلت آخرون عن معالم إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدودًا فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تسألوا عنها «سنن الدار قطني»، ويعرضون بضاعة دخيلة على أنها تجلب «المدد» و«تقضى الحوائج» و«سلالم الوصول» وغيبوبة عن «الشريعة» بزعم الاستغراق فى الحقيقة!!.
وفى السوق الدعوى يعرض آخرون بضاعة أخرى من التباكى على أحداث تاريخية من ألف وخمسمائة عام من صراعات سياسية وطائفية! وهكذا تضيع المعالم بأياد متسلفة ومتأخونة ومتصوفة ومتشيعة، تضيع معالم الإسلام وتستبدل مسميات ومبادئ وأجندات هؤلاء!.
تقدم أخلاطًا بدلاً عن الدين «الحق وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا»! وتلعب المصالح الدنيوية أدوارها من الشهرة والمعيشة الرغدة والإغداق والإغراق المالي! مشاهد عبثية تجعل الدعوة الحقة تنعى نفسها، وتتراجع كرهًا وقسرًا، ويتوارى الدعاة الحقيقيون وهم قلة الذين أبوا أن يبيعوها بثمن بخس فى سوق النخاسة والعمالة!.
وجعلت «العنف الفكرى» يفرخ «العنف المسلح» فلا تأس ولا تسل عما حل من أوحال بالشمال الأفريقى: مصر وليبيا والجزائر وتونس والمغرب، وأواسط أفريقيا: مالى ونيجيريا وغيرهما.
وفى وسط آسيا: أفغانستان، وفى المشرق العربي: العراق!.. وعما يدور فى مراكز إسلامية فى دول المغرب وأمريكا من معارك بين متسلفة وأزهريين، وبينهم وشيعة!
أخيرًا يحق للحاقدين على الإسلام، ومروجى الإلحاد، القهقهة والراحة فقد أغناهم دخلاء دعوتنا عناء المجابهة! والمكايدة! و«لا نامت أعين الجبناء». وإلى الله - وحده المشتكى