رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

داود عبد السيد: على "وزارة الثقافة" حماية حرية الإبداع

داود عبد السيد
داود عبد السيد

كثرت في العامين السابقين وبالتحديد عقب ثورة الـ 30 من يونيو البيانات الإعلامية الصادرة عن وزارة الثقافة بشأن نبذ العنف والتطرف من خلال تدشين أنشطة ثقافية مختلفة وعديدة، لم يظهر أي تأثير لها على أرض الواقع وسط استمرار وتيرة العنف.

لهذه الأسباب حرصت "الدستور" على بحث دور المثقف في مواجهة التطرف من خلال سلسلة لقاءات أجرت مع كل مبدع متحقق في مجاله سواء سينما أو مسرح أو موسيقى أو أدب أو فن تشكيلي أو تمثيل، نبدأها بالسينما.

حيث يرى المخرج والمؤلف السينمائي الكبير داود عبد السيد، أن التطرف ناتج عن واقع سياسي قبل أن يكون ثقافي وهوالمسئول عنه مشيراً إلى أن النظام السياسي في أي مجتمع هو الذي ينفخ في نار التطرف موضحا أنه كلما زاد قمع السلطة وزاد عدم المساواة وتجاهل العامة والبسطاء زاد التطرف، كما أنه يرتبط بعوامل كثيرة ومتشعبة فلا يمكن على سبيل المثال أن نحمل قرارات الانفتاح وحدها مسئولية التطرف؛ مؤكداً أنه من الطبيعي أن يكون التطرف من ضمن المثيرات الإبداعية له لأنه يعد تفصيلة واقعية مثله مثل ملايين التفاصيل التي تؤثر في العملية الإبداعية للفنان.

ويؤكد على أنه لا يعالج مشاكل اجتماعية في أفلامه ويرى أنها ليست وظيفته موضحاً ان كل ما في الأمر أنه يعبر عن رؤية ما تؤرق ذاته لتصبحفي النهاية وجهة نظر فنان تبعد كثيراً عن المعالجة والمباشرة وتقديم حلول للمشاكل الاجتماعية، مضيفا أن المشاكل يواجهها المجتمع بمؤسساته وتنظيماته بينما الفن يعبر ويقدم رؤية للمجتمع ويضيف له مدللا على ذلك بأن الفنان يستطيع أن يعبر عن قصة حب معينة فهنا لا يعالج مشكلة البشر الغير قادرين على الحب أو الشباب الذين لا يقدرون على الزواج حيث أن الفنان هنا عبر عن شعور ما يؤرق ذاته وأضاف معنى جديداً للحب.

وعن أبرز الحلول التي يراها لدور وزارة الثقافة في مواجهة التطرف هي وجوب التصاقها بعامة الشعب موضحاً أن ذلك يتم من خلال قصور الثقافة شارحاً أنه يجب أن يكون هناك مكتبة عامة في كل قصر تبتكر آليات جديدة لجذب القراء، وأن تحرص تلك القصور على الحفاظ وزيادة نشاطها الأدبي والمسرحي والسينمائي حيث تتمكنفي النهاية من أن تكون إنعكاساً واضحاً وصريحاً لنشاط المجتمع الثقافي.

ويضيف أن دور وزارة الثقافة يفترض أن يكون ذلك وأذا نجحت في إداءه فيحترم مجهودها ولا يظن أن هناك دور آخر للوزارة سوى ذلك، بالإضافة إلى دور مهم يجب على الوزارة فعله وهو الدفاع عن المثقفين والثقافة وضمان حرية الإبداع لهم فلا يعقل أن يتم سجن مبدع بسبب أنه أبدع، والوقوف إلى جانبهم في جميع الأزمات التييتعرضون لها وأن تهيئ المناخ الثقافي لجميع المجالات الثقافية المختلفة.