"عز" يترشح للبرلمان: خطر على النظام.. والحل في يد "الغلابة"
ابن النظام المدلل.. نشأ في أحضان الحزب الوطني، فكان بمثابة الهواء الذي يتنفسه، والدرب الذي يسير فيه، فكان أعضاء الحزب يأتمرون بأمره وينتهون عما ينهي عنه، فضلًا عن كونه السبب الرئيسي في تسمية الحكومة على اسمه "حكومة رجال الأعمال".
"أحمد عز".. العائد من صحراء النظام الأسبق، لم يكتف بإشباعه للأرض فسادًا إبان حكم الرئيس المخلوع مبارك، لم تهزه أعداد الشهداء الذين سقطوا فداء لتلك اللحظة التي غاب فيها خلف القضبان، ليخرج من السجن معلنًا في فبراير الماضي خوضه الانتخابات البرلمانية.
بالأمس خرج المستشار "عمر مروان"، المتحدث باسم اللجنة العليا، ليؤكد أن اللجنة ليس من حقها شطب أي مرشح، مشيرًا إلى أنه يحق لأحمد عز، الترشح للانتخابات واللجنة ستكون صاحبة القرار في قبوله من عدمه.
خبراء الشأن السياسي، استنكروا فتح باب الترشح أمام أعضاء الحزب الوطني وتشجيعهم على العودة للحياة السياسية، فضلًا عن أن الاختيار يرجع في البداية للشعب المصري.
"أحمد دراج" أستاذ العلوم السياسية والمتحدث باسم تحالف "25-30"، تصريح المتحدث الرسمي باسم اللجنة العليا للانتخابات، مؤكدًا أنه ليس من حقه تحديد من يحق له الترشح للانتخابات، فالقضاء هو من يفصل في تلك المسألة، فضلًا عن أنه رجل مسؤول يجب أن ينتقي تصريحاته.
ورأى أن ذلك التصريح يعد دعاية واضحة وصريحة لـ"أحمد عز"، ومؤشر سلبي على سريان العملية البرلمانية، مشيرًا إلى أنه لا يحق له التحدث باسم الشعب المصري؛ لأن "عز" أحد أقطاب نظام ثار عليه الشعب ولا عودة له من جديد.
وأضاف، أن ذلك التصريح يفتح الباب أمام أعضاء الحزب الوطني والفاسدين من جماعة الإخوان أيضًا على الدخول للبرلمان، فهو تشجيع مباشر لهم، لافتًا إلى أن حديث اللجنة العليا ينبئ باحتمالية قبولها لأوراق "عز".
وأوضح، أن اللجنة أصبحت على استعداد لقبول أوراق من هم أكثر فسادًا من "أحمد عز"، فهم اعتبروه شخص سوي وليس ملوثًا، ودليل على أن المال السياسي هو ما سيحكم العملية الانتخابية، وليست معايير الشفافية والنزاهة.
وقال بهجت الحسامي، المتحدث باسم حزب الوفد، إن ترشح أحمد عز للانتخابات القادمة، بعد أن رفضت العليا للانتخابات أوراقه المرة الأولى، تنطبق عليه مقولة "إذا لم تستح فافعل ما شئت".
وأشار إلى أن "عز" يعتمد في ترشحه على ثروة حققها في زمن الفساد أيام حكم الرئيس الأسبق "محمد حسني مبارك"، ويستخدم المال السياسي وسيلة لتغيير إرادة الناس "الغلابة"، مؤكدًا رفضه لما يحدث، فعز مازال يستمتع بالمليارات وعليه أن يكتفي بذلك، ويلتفت لحياته الشخصية ويكفيه ما حدث في برلمان 2010.
وأكدت سكينة فؤاد، الكاتبة الصحفية، أن الشعب لن يسمح باختطاف برلمان ثورته، والمصريون يعرفون رموز نظام مبارك ولن يمنحوهم فرصة لاستغلالهم مرة ثانية، فالشعب دفع دماء أبنائه ثمًنا لإبعاد هذه الوجوه عن المشهد، بالتالي لن يسمح لهم بالعودة مهما حدث.
وقال يسري العزباوي، الباحث السياسي، إن خوض عز الانتخابات البرلمانية يثير الكثير من المتاعب للنظام السياسي الحالي، وربما يفوز بالمقعد البرلماني ويعيد تاريخه من جديد، وهو ما يزيد من إحباط القوى الثورية.
وأكد أن تواجد عز في المشهد السياسي مرة أخرى، أحد أدوات الهجوم على الانتخابات والنظام الحالي من قبل جماعة الإخوان والعناصر المختلفة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي وثورة 30 يونيو.
ولفت إلى أن هذه الخطوة تفتح الباب على مصراعيه لعدد من نواب الوطني المنحل لخوض العملية الانتخابية، وربما يؤدي إلى تحالف جديد غير معلن عنه لأعضاء الوطني، وقد يفوزوا بأغلبية البرلمان المقبل.
وتابع لا يوجد قانون يمنعهم من الترشح، والمانع الوحيد هو المانع الشعبي وعدم التصويت لهم، وفوزهم بعدد كبير من المقاعد، يعيد سيناريو التظاهرات والحركات الاحتجاجية، ويؤدي إلى مشاكل داخل الحياة السياسية المصرية.