إلى الرفيق الأعلى.. عميد الدبلوماسية ورجل الإنسانية "سعود الفيصل"
ودع العالم وزير الخارجية السعودي الأسبق، الأمير سعود الفيصل، بعد 40 عامًا من الجهود الدبلوماسية والعلمية، تاركًا وراءه إرثًا يفتخر به السعوديون، ولقبه العديد بـ "رجل السياسية والإنسانية"، و"عميد الدبلوماسية الدولية".
ولد الفيصل في 2 يناير عام 1940 وهو الابن الثاني للملك الفيصل الذي حكم السعودية ما بين 1964 و1975، وتوفي في لوس أنجلوس عن عمر ناهز 75 عامًا، بعد صراع مع المرض، جعله يتوقف عن مسيرته الدبلوماسية في يناير الماضي.
شغل الفيصل منصب وزير الخارجية السعودي في عهد أربعة ملوك سعوديين هم: خالد و فهد و عبد الله و سلمان، وكان مثالًا مشرفًا لتمثيل السعودية في المحافل الدولية.
تبنى الفيصل عدة مواقف في القضايا الدولية والعربية، حيث طالب الغرب بضرورة التمييز بين الإسلام والإرهاب، ونصح بلاده بتقليل اعتمادها على الولايات المتحدة في ترتيب إجراءاتها الأمنية، ولعب دورًا هامًا في تسليح المعارضة السورية التي كانت تحاول لإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وعرف سعود الفيصل بمواقفه الداعمة لمصر ولثورة 30 يونيو، وأعلن أن الدول العربية مستعدة لتعويض المساعدات التي تهدد الدول الغربية بقطعها عن القاهرة.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية، آنذاك، عنه قوله "من أعلن وقف مساعداته لمصر أو يلوح بوقفها، فإن الأمة العربية والإسلامية غنية بأبنائها وإمكاناتها ولن تتأخر عن تقديم يد العون لمصر" في إشارة إلى تهديد الاتحاد الأوروبي بذلك.
وحذر الفيصل من أن "هذه المواقف التى تتخذها الدول الغربية ضد مصر إذا استمرت لن ننساها ولن ينساها العالم العربي والإسلامي"، مشيرا إلى أن هذه التبريرات واهية لا يمكن أن يقبلها عقل ولن نأخذ من يتجاهل هذه الحقائق وينساق وراء الدعايات والأكاذيب الواهية بأنه حسن نية أو جهالة وإنما مواقف عدائية ضد مصالح الأمتين العربية والإسلامية واستقرارهـما".
وقال: "لتعلم كل الدول التي تتخذ هذه المواقف السلبية تجاه مصر، بأن السعير والخراب لن يقتصر على مصر وحدها بل سينعكس على كل من ساهم أو وقف مع ما ينالها من مشاكل واضطرابات تجري على أرضها".
وتابع: "إن مصيرنا واحد وهدفنا واحد فكما تنعمون بالأمن والهدوء والاستقرار فلا تستكثرون علينا ذلك".
وكان لوفاته صدى عالمي وعربي واسع النطاق، وقدم العديد من الساسة تعازيهم، مشيدين بإنجازاته على مدى أربعين عامًا.