أمريكا تخضع لمصر: السيسي يعيد صياغة العلاقات مع واشنطن
طالما كان الحضن الأمريكي مرتعًا لجماعة الإخوان الإرهابية وقبلتها للتحريض ضد الدولة المصرية، ففي الوقت الذي اعتبرت فيه مصر، الإخوان جماعة إرهابية، استقبلتهم الولايات المتحدة الأمريكية في البيت الأبيض.
وفي زيارة مرتقبة لوفد من عناصر الجماعة الإرهابية إلى أمريكا وإعلان الخارجية الأمريكية استقبالهم، استدعت الخارجية المصرية ستيفن بيكروفت، السفير الأمريكي في القاهرة، لإبداء الاستياء من زيارة شخصيات الجماعة لواشنطن لحضور مؤتمر خاص.
وكان الرد سريعا من قبل الخارجية الأمريكية بإعلانها أنها لن تلتقي أعضاء جماعة الإخوان الذين سيزورون واشنطن لحضور مؤتمر خاص، لكنها أضافت أن سياستها لم تتغير بشأن التعامل مع كل ألوان الطيف السياسي المصري.
السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، قال إن المقرر كان زيارة وفد جماعة الإخوان لمسئولي الخارجية الأمريكية ولقائه بعدة هيئات أمريكية، وبعد استدعاء السفير الأمريكي في القاهرة وتم إلغاء المقابلة مع الخارجية الأمريكية فقط، لكن الزيارة قائمة.
ورأى أن الموقف الأمريكي ترضية ومجاملة دبلوماسية أن الخارجية تراجعت عن مقابلة الوفد الإخواني، والاكتفاء بلقاء المؤسسات غير الحكومية، بناء على نصيحة سفيرهم في القاهرة، حتى لا يؤدي الأمر إلى توتر في العلاقات المصرية الأمريكية.
وأوضح السفير أحمد أبو الخير، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الموقف الأمريكي لا يعكس أي تراجع عن دعم جماعة الإخوان، بل يؤكد ازدواجية الإدارة الأمريكية، ففي الوقت الذي تراجعت فيه عن مقابلة الوفد الإخواني، تلتقي الجهات الأخرى بهم.
وأضاف أن أمريكا تتعامل بوجهين، فالظاهر، أنها استجابت للتحذير المصري بعدم استقبال وفد الإخوان، وهذا أمر طبيعي؛ لأنها غير مختصة بمقابلة وفود شعبية ولم تأت بجديد، وإن كانت تستقبلهم من قبل، مستبعدا أن تتغير السياسة الأمريكية تجاه مصر أو تجاه جماعة الإخوان.
ولفت إلى أن الجانب المصري، حذر بطريق رسمي، ووجهت رسالة إلى المنظمات الأخرى التي سوف تتعامل مع وفد الإخوان، أن مصر أعلنت موقفها أن الإخوان جماعة إرهابية ولديها الوثائق وقدمتها لجميع الدول، وهذا أقصى ما تفعله القيادة المصرية.
وقال السفير نبيل بدر، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الموقف الأمريكي قد ينطوي على إعادة صياغة العلاقات بين البلدين من جديد، في إطار الاتصالات الرسمية مع قادة الجماعة وحلفائها، ولكن لا يعني ذلك توقف الاتصالات غير الرسمية التي تتم على مستويات أخرى.
وأضاف أن "استدعاء السفير الأمريكي في القاهرة دفع الولايات المتحدة إلى إلغاء لقائها بوفد الجماعة، برسالة وجهتها مصر أنه إذا أرادت أمريكا أن تحتفظ بعلاقات طيبة مع مصر عليها أن تتوقف على الاستجابة للقاءات الرسمية مع الإخوان، وهو ما تم لأنها بذلك تحرج الطرفين وتؤدى إلى تداعيات سلبية في علاقتهما.
وطالب مصر بالاهتمام بالاتصال بالجوانب الرسمية وغير الرسمية، بدءا من المخابرات والخارجية الأمريكية مرورا بالمؤسسات الأخرى.