اعتقال صحفيي "بي بي سي".. يكشف ازدواجية قطر
"الكيل بمكيالين، الشيء ونقيضه".. سياسة انتهجتها قطر منذ ثورة 30 يونيو2013، التي أطاحت بحليفها الرئيس المعزول محمد مرسي، ففي الوقت الذي دأبت فيه الدوحة على دعم جماعة الإخوان واستضافة قيادات على أراضيها، وتوجيه أداتها الإعلامية قناة "الجزيرة" لانتقاد السلطة الحالية بدعوى الدفاع عن حقوق الإنسان، تتجاهل هي وقناتها الأوضاع بها، وتنكل بكل منتقديها بحجة الحفاظ على أمنها القومي.
كان آخر المواقف التي تبرز هذه الازدواجية في التعامل مع ملف حقوق الإنسان، قيام قطر باعتقال فريق "بي بي سي"، الذي كان يعد برنامجًا عن وضع العمال الأجانب.
مارك لوبل، وهو صحفي متخصص في شؤون الأعمال يقيم في دبي، قال "إنه وأفراد الطاقم المرافق له اعتقلوا في قطر، عندما كانوا يستعدون للقاء عمال أجانب من ذوي الرتب المتدنية يعملون في منشآت يتم إعدادها لاحتضان كأس العالم 2022".
وأضاف "لوبل": "عندما كنا نجمع موادا إضافية لتقريرنا قبل اليوم المقرر لبدء الزيارة التي تنظمها السلطات لصالح الصحفيين، انتهى بنا المطاف في السجن". وتابع أنه و"أفراد الطاقم الأربعة فصلوا عن بعضهم البعض وعوملوا حقا كأنهم جواسيس".
المستشار أحمد الفضالي، رئيس تيار الاستقلال، قال إن قطر دولة مارقة من دول الغاب لا تعرف معنى القانون أو العدالة، ولا تعير روابط الأخوة أي اهتمام، وتراعي مصالحها فقط.
وأكد أنها ليست دويلة وإنما جزيرة منعزلة يحكم فيها السفاح بما يراه مواكبا لشهيته، مؤكدا أنها كانت جزيرة ضمن دولة الإمارات العربية واقتطاعتها عصابة من العصابات، التي تحكمها الآن وكان طبيعيا أن تنحدر إلى هذه الدرجة.
وشدد على أن "الجزيرة" موطن الأكاذيب، وتجب مواجهاتها بقوة، لأنها تضر بالدول العربية وتحث على إراقة الدماء، وطالب وزارة الخارجية بسحب السفير المصري، وقطع العلاقات نهائيا مع "الدوحة".
هشام النجار، خبير في شئون الجماعات الإسلامية، قال: "إذا رصدت تفاصيل ووقائع الازدواجية القطرية فلن يكفيها كتابا أو مجلدا، فالدوحة تدعي مناصرة المقاومة وحركات التحرر، ومع ذلك تقيم علاقات مع إسرائيل، وتدعي الإيمان الديمقراطية وحرية التعبير، والتداول السلمي وتغض الطرف عن الانقلابات داخل العائلة المالكة القطرية، وتسجن شاعرا قطريا 15 عامًا بسبب قصيدة، وتدعي مناصرة العمال والمهمشين، وترتكب فظائع أثناء الإعداد لاستضافة قطر كأس العالم، فضلاً عن الازدواجية التي تمارسها قناة الجزيرة في تغطية بعض الأحداث العربية مع الحرص على تصدير قطر أنها واحة الحرية والسلام والديمقراطية، وكل هذا يؤكد ازدواجية المعايير التي يتعامل بها القطريون.
وقال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إن "الدوحة" تنتهج سياسة خاصة بها لا تراعي إلا مصالحها، وفي نفس الوقت يتشدقون بالحرية والديمقراطية.
ياسر فراويلة، القيادي المنشق عن الجماعة الإسلامية، أكد أن قطر اعتادت دائما على أن ترتدي الثوب الذي يفصله الأمريكيون لها وتخفي وجهها الحقيقي، فإرادتها نابعة من إرادة أمريكا.
وأشار إلى أن أوضاع العمال هناك مأساوية، ولابد لمنظمات حقوق الإنسان العربية والدولية التحرك لوقف تلك الانتهاكات التي تحدث بحق العمالة الوافدة خاصة من شرق آسيا.