حديث السيسى لإذاعة القرآن الكريم.. ماذا يعنى؟
أعطاها الرئيس جمال عبد الناصر، إشارة البدء، وخصها الرئيس عبد الفتاح السيسى بحديث لها يذاع الأربعاء المقبل فى عيدها الـ51، إنها إذاعة القرآن الكريم "لسان الوسطية السمحة فى مصر".
لا يكاد يخلو حديث للرئيس عبد الفتاح السيسى، إلا ويكون الحث على تطوير الخطاب الديني، وتبنى نمط "السماحة الدينية" محل توجهاته، ظهر ذلك خلال مطالبته لعلماء الأزهر القيام بدورهم الدعوى الوسطى في ظل انتشار الجماعات الدينية، التي ترتكب جرائم باسم الدين، لذلك لم يكن من المستبعد أن يدلى الرئيس السيسى بحديث خاص لإذاعة القرآن الكريم فى عيدها.
أنشءت إذاعة القرآن الكريم في 25 مارس 1964م، وانتشرت مختلف تسجيلاتها الهادفة حتى نالت شهرة واسعة، فى مصر وجميع ربوع العالم الإسلامى، كما كانت سببا فى شهرة عدد غير قليل من القراء المشهود لهم بحسن التلاوة والترتيل، منهم الشيخ أحمد رفعت، والشيخ محمود خليل الحصرى.
وقال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن إدلاء السيسى بحديث لإذاعة القرآن فى عيدها، يأتى تقديرا لدور الإذاعة فى نشر أخلاق الإسلام، وتوصيل رسالته السمحة، وإعلاء قيم التعايش مع الآخر، ومواجهة الغلو والتكفير.
وأشار إلى أنها أكبر مصدر إعلامى منتشر حسب إحصائيات إعلامية، مؤكدا أن كافة طوائف المجتمع تقبل على إذاعة القرآن بكثافة عالية، كما أن لها تأثيرا على مختلف الفئات المصرية صغيرها وكبيرها من خلال القيم التى تبثها.
وأوضح، أن حديث السيسى إلى الإذاعة يحمل رسالة ضمنية أن دورها مقدر من جانب الدولة فى الحفاظ على الشريعة والدفاع عن قيمها ومبادئها فى ظل الحملة الشعواء التى شنتها عليها بعض التيارات المتطرفة التى طعنت فى السنة والثوابت الدينية بأساليبها المنفرة.
وأكد وليد البرش، الباحث فى الشؤون الإسلامية، أن الرئيس السيسى لديه عمق دينى كما أن خطاباته دائما ما تمثل ثورة المنهج الإسلامى الوسطى، مشددا أنه يريد أن يزيح القراءات الفقهية الخاطئة لصحيح الدين من جانب الإرهابيين الذين كفروا المصريين وبرروا للعنف.
وأضاف، الدكتور محمد عبد العاطي عباس، رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية، أن السيسى رجل مسلم، مشهود له بالإيمان، يحفظ القرآن، وأسرته تتمسك بالقواعد الإسلامية وتلتزم بتعاليمها، موضحا أن إرسال برقية العام الماضى لتهنئة الإذاعة بالذكرى الخمسون لها، والاحتفال بعيد الإذاعة هذا العام بحديث خاص لها، لم يكن ببعيد عن هذا الرئيس المسلم.
ولفت، صبرى عبادى، وكيل الأزهر، إلى أن إذاعة القرآن الكريم تمثل المنارة الدينية للجيل الوسطى وساهمت فى تصحيح المفاهيم الخاطئة للمسلمين، كما أن هذا الحديث بمثابة دفعة قوية للإذاعة ورسالة بالمضى قدما فى طريقها فى نشر الإسلام بخطاب دينى متجدد.
وأوضح توفيق نور الدين، نائب رئيس جامعة الأزهر، أن السيسى رفع من شأن الخطاب الدينى فى مصر فى نشر المسائل الدينية والفقهية والتأكيد على الدور الإعلامى الرائع الذى قامت به الإذاعة، من خلال الحديث الذى أدلى به لإذاعة القرآن.