"البغل وعشماوي".. أسماء حطمت نفسية أصحابها
يصادفك أشخاص لهم أسماء لا تليق، عند تجولك في الشارع، الجامعة أو النادي، فهذا اسمه " حنظلة" وآخر "مسمار" وهناك "ميمون، عشماوي، البغل، الجزار" .
وتجد شفتيك تنفرج عن ضحكة تسارع في إخفائها عند تفاعلك مع شخص اسمه من هذه النوعية، لتمتزج مشاعر الخوف بالسخرية في نفسك وتجد نفسك تقول " مصيبة ليكون الاسم ده على مسمى ".
ذكر الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن الأسماء الغريبة التي يطلقها الآباء على أبنائهم لا تزيد عن كونها مجرد محاولة لحماية أبنائهم من خطر الموت، وهذا الاعتقاد سائد بشكل خاص في البلدان الصعيدية، فإذا حدث أن فقدت أم جنينها فإنها تطلق على ابنها اسما غريبا لحمايته من الموت أو أي مخاطر يمكن أن تواجهه.
وأوضح أن الاسم يرتبط بشخصية الفرد، فالشخصيات غير الحساسة ينظرون إلى اسمهم على أنه مجرد نوع من الطرفة تجلب السعادة لهم ولمن يتعاملون معهم، ويجد ذوي الشخصيات الحساسة في هذا الأمر تقليل من شأنهم والاستهزاء بهم، فتنابهم موجة من الحزن الشديد يعرضهم للاكتئاب والقلق وكراهية المجتمع ورفض الأهل.
ونصح فرويز أولئك الأشخاص بضرورة إنكار هذا الأمر والتقليل من أهميته أمام الناس وكأنه لا قيمة له، وبمرور الوقت سوف يمتنع الناس عن التطرق إليه أو الحديث عنه، وهو ما يؤدي إلى تعايش سليم ومستقر مع جميع الأفراد.
وقال عبد الرحمن جمال، معالج متخصص، إن الأشخاص ذوى الأسماء الغريبة أو التي يمكن وصفها بالشاذة عن المجتمع وثقافته ينظرون إلى أسمائهم في بداية تفاعلهم مع المجتمع على أنها أسماء عادية لا تختلف بحال من الأحوال عن أسماء المحيطين به، فهو لا يحمل مشاعر سلبية لاسمه إلا عند سماعه إحدى التعليقات السخيفة من المحيطين به على اسمه.
وأشار إلى أن اصطدام الشخص بالواقع بهذا الشكل سوف يسبب له نوعا من الصدمة، يتولد عنها سلسلة من الانفعالات التي تجعل الفرد حزينا، قلقا، مكتئبا، وعاجز عن التفاعل مع مجتمعه والمحيطين به لشعوره أنهم سف يهزئون منه حال معرفتهم باسمه.
وأضاف جمال أنه من المحتمل أن يكره الطفل أبويه لأنهما من أطلق عليه هذا الاسم، وبالتالي هم السبب في معاناته وما يواجهه من آلام، ويصل هذا الكره إلى درجة عدم الرغبة في التعامل معهم، وتصل غضبهم من الولدين إلى درجة استخدام العنف مع والديهم والألفاظ النابية .
وأكد أن الطريقة الوحيدة لتعايش الأبناء مع أسمائهم تتمثل في زيادة ثقتهم بأنفسهم والتعامل مع هؤلاء الأشخاص بنوع من اللامبالاة والاهتمام، إضافة إلى شعورهم بنوع من المساندة من قبل المحيطين بهم ولو كانوا قلة، مع النظر إلى إيجابيات الاسم وإدراك أن كل شيء له إيجابياته وسلبياته.