أخصائيين نفسيين: الرغبة في الانتحار أبرز مضاعفات موت أحد أصدقاء طفلك
إن نفسية الطفل من أصعب الأشياء التي يمكن التعامل معها، فعلى الرغم من كونها سهلة الإقناع، مفعمة بالنشاط والأمل وحب الحياة، إلا أنها أكثر عرضة للإصابة بالصدمات والآلام، لذا تحتاج إلى تعامل من نوع خاص لا يعوجها ولا يكسرها .
ومن أصعب المراحل التي يمر بها الطفل هى فقدان أحد أصدقائه الذين هم بالنسبة له عائلته الثانية إن لم تكن الأولى في اعتباره، وهنا يقع الآباء في حيرة من أمرهم لعجزهم عن إدراك السبيل الأمثل للتعامل مع الوضع.
ذكر الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن تعرض الطفل لفقدان أحد الأشخاص الذين يكن لهم محبة كبيرة في قلبه سواء كان صديقه أو أحد أقربائه، له تأثير خطير على نفسيته، ويحتاج إلى نوع من التعامل الذكي معه وإلا حدثت له مشاكل جسيمة ظل يعاني منها طوال حياته.
وأضاف أن تلك المخاطر النفسية تتمثل في القلق، الاكتئاب الشديد، التوتر، الصداع، آلام البطن، الكوابيس والأحلام المزعجة، عدم التركيز، الصداع، انخفاض التحصيل الدراسي، الانطواء، عدم الرغبة في التعرف على الناس، رفض الخروج، الخوف من أشياء معينة.
وأشار فرويز إلى ضرروة قيام الوالدين بمجوعة من الإجراءات بمجرد فقدان الطفل لأحد أصدقائه، وتعد مناقشة الموضوع مع الطفل هي الخطوة الاولى في ذلك ، فهي تتيح له الفرصة للتعبير عن مكنونات صدره والكتشاف الجوانب التي لايفهمها، مع الحرص على إخباره بأن صديقه ذهب إلى مكان أفضل ويقضي في هذا المكان أوقاتا سعيدة.
وأوضح إنه بعد الانتهاء من تلك المناقشة مع الطفل يجب الامتناع تماما عن الحديث في هذا الموضوع ، والقيام بإلهائه عن الواقع المرير الذي يواجهه بأخذه للخارج وتعريفه على أشخاص جدد ، القيام بشراء الأشياء التي يحبها، أخذه في جولة بعيدا عن منزله لفترة معينة.
فيما قال عبد الرحمن جمال، معالج متخصص، إن عملية فقد الطفل لأحد أصدقائه لها العديد من التأثيرات النفسية على الطفل، حيث يصبح مصابا بحالة من الذهول وعدم الإدراك لما يحيط به، فيدخل في حالة من الصدمة تختلف في شدتها على حسب شخصية الطفل وتعامل الأهل معه.
وأوضح جمال أن إهمال الموضوع وعدم تناوله بالنقاش مع الطفل يجعل الأزمة تتفاقم لدرجة تجعل الطفل يخاف من الاختلاط بأناس جدد مخافة فقدهم بنفس الطريقة، الاكتئاب، التوتر، الرغبة في الانتحار للذهاب إلى صديقه، كراهية الدنيا والأشخاص المحيطين به .
وأضاف جمال أنه لتفادي ذلك كله يجب أن يتمتع الوالدين بالحنكة والمهارة التي تمكنهم من امتصاص حزن الابن وأخراجة من تلك الحالة، ومن الأشياء التي يجب أن يحرص عليها الوالدين بتحقيق ذلك هو إفهام الطفل أن الموت هو الوجه الآخر للدنيا وأنه حقيقة، وأن صديقه يعيش حياة أحلى ويطالبه بأن يكون سعيدا، إضافة إلى حرصهم على إقحام الطفل في الحياة وخلطه بأناس جدد ولو واجهوا في ذلك صوبة في بادئ الأمر.