شباب اليوم يرفعون شعار.. الانتحار هو الحل
لا يكاد يمر يوم دون أن نسمع عن انتحار أحد الشباب، فهذا يشنق نفسه على لوحة إعلانات كبيرة، وذاك يرمى نفسه من فوق إحدى البنايات، وآخر يفقز من فوق أحد الكباري، ليتحول الأمر بمرور الوقت الى شئ اعتادت آذاننا الى سماعه، ويصبح رد الفعل الوحيد الذي يصدر منا " يا عيني واحد تاني انتحر"، دون أن يحاول أى منا معرفة الأسباب التي دفعت بمثل هؤلاء الى الانتحار.
تطالعنا الأنباء كل يوم بانتحار إحدى الشباب، ويتحول الأمر إلى قضية رأى عام لا يتوانى أى شخص عن الحديث عنها وهناك العديد من الاراء المختلفة حول سبب انتحار الشباب تعرفي عليها :
ذكر الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن هناك العديد من الأسباب التي تدفع بالشباب في عصرنا الحالي إلى الانتحار منها الاكتئاب الناتج عن سوء الظروف الاقتصادية في مصر وعدم القدرة على إيجاد فرص العمل، وتحقيق كافة آماله وطموحاته، إضافة إلى تأثير تعاطي المخدرات كالترامادول والحشيش والذي يصل إلى حد الإقدام على الانتحار.
وأشار فرويز إلى أن الإعلام يعد أحد العوامل التي تزيد من إقبال الشباب على الانتحار، فما إن يرى الشاب إحدى عمليات الانتحار على شاشات التلفاز حتى يسارع الى تقليدها بهدف الدعاية والحصول على الشهرة ، وباعتبارها الحل الأمثل للهروب من مشكلاته .
وأوضح فرويز أن هناك نوعين من الانتحار أولهما يعرف باسم تدهور سن المراهقة من 16_21 سنة، حيث تدفع المعاملة السيئة للمراهق من قبل والديهم والتأنيب المستمر له إلى الانتحار كوسيلة للتهديد، مشيرا إلى أن المراهق لا يعيد محاولة الانتحار مرة أخرى إذا ما فشلت في المرة الأولى.
وأضاف فرويز أن النوع التانى من الانتحار ينشأ نتيجة الاكتئاب السوداوي الذي يدفع بالفرد إلى العزلة عن الناس، عدم الرغبة في الخروج، الامتناع عن الذهاب الى العمل، فقدان الشهية، إهمال ملابسه، سيطرة الأفكار الانتحارية على ذهنه، لدرجة تكراره لمحاولة الانتحار في حالة فشلها في إحدى المرات.
وأشار فرويز إلى ضرروة ذهاب هذا الشخص فورا إلى مصحة للأمراض النفسية، وخضوعة لجلسات كهربية تساهم في ضبط ناقلات الأعصاب للمخ، والتقيل من مثل تلك الأفكار الانتحارية.
وقال الدكتور محمود أبو العزايم، استشاري الطب النفسي، إن وسائل الإعلام وخاصة الانترنت ضخمت من حجم مشكلة الانتحار، وحولته إلى ظاهرة في عقول الشباب، ورسحت في عقولهم فلسفة شاذة للهروب من المشكلات بطريقة عصرية عن طريق الانتحار، فالانتحار موجود في كل المجتمعات وفى كل الأوقات وتم إبرازه في هذا العصر بشكل مبالغ فيه.
وأضاف أبو العزايم أن هناك العديد من الأسباب وراء لجوء الشباب إلى الانتحار منها الاكتئاب، القلق، الإحباط ، خاصة في الفترات التي تعقب الثورات، والبعد عن القيم، فقدانهم للأمل في حياة سعيدة لانعدام الفرص المتاحة أمامهم لإثبات ذاتهم والكشف عن قدراتهم .
وأكد أبو العزايم أنه للحد من هذه المشكلة وعدم الدفع بالشباب إلى جعل الانتحار حلهم الوحيد لمواجهة مشكلاتهم لابد من فتح باب الأمل أمامهم، وتبني مشكلاتهم وقضاياهم من قبل جميع مؤسسات الدولة ، والعمل على حلها، مؤكدا على ضرورة دراسة الإعلام للظاهرة والإطلاع على الإحصائيات، وعدم تركيزهم على حادثة فردية.