حماية القوات المسلحة للمنشآت العامة لا يخل بدوره على الحدود ...
نائب رئيس "القضاء العسكري السابق" لـ"الدستور": المعترضون على المحاكمات العسكرية يكرهون الجيش والوطن
كل الشواهد والتغيرت السياسية الأقليمية والعمليات الإرهابية التي تحدث على أرض سيناء تؤكد تعرض الأمن القومي المصري بين الحين والآخر لمخاطر داخلية وخارجية الهدف منها إسقاط الدولة المصرية وتقسيمها، وهو ما تريده بعض القوى الأجنبية.
وسط كل هذه المعطيات التي تجسد الحالة المصرية، بعد ثورة 30 يونيو، تفتح "الدستور" ملف "الأمن القومي المصري"، من خلال حوارات مع رجال دولة أصحاب فكر ورؤى، يمثلون المؤسسات الفاعلة في منظومة الأمن القومي للدولة المصرية؛ في الدفاع والخارجية والمخابرات والداخلية، نناقش رؤيتهم لأشكال التهديد الكبرى لمصر، لنجيب عن سؤالين يبدوان في منتهى البساطة، ولكن ما أقساهما على أرض الواقع: أين نقف؟ وإلى أين المصير؟!
اللواء طه سيد طه، نائب رئيس هيئة القضاء العسكري السابق ونائب رئيس المجلس القومي للقبائل المصرية في حوار للدستور تميز بالشفافية والوضوح، شدد على أن القوات المسلحة ووزارة الداخلية لن يسمحوا لأي أحد بإرهاب الشعب الذي يصمم على إكمال خارطة الطريق دون خوف، وإلى تفاصيل الحوار
بدابة نود التعرف على ما هي حقيقة المؤامرة على مصر؟
مؤامرة على من..؟ من يعمل المؤامرة ومن هو القائم بالثورة؟.. وهل الموجود على الأرض الآن يساوي قوة الإخوان والسلفيين أيام رابعة العدوية والنهضة؟ أين الثورة؟ لن يحدث شيئاً وإن حدث سيكون بسيطاً تفجيرات بدائية لتخويف المصريين لكن بإذن الله لن يحدث مكروهاً الشعب المصري عرف هؤلاء على حقيقتهم.
ما مفهوم الأمن القومى المصرى بالنسبة لك ؟
التعبير شكله معقد، لكنه فى الواقع ليس معقداً، ويتضح فى الآية الكريمة: «الَّذِى أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ»، وكل نظريات الأمن القومى فى العالم تتحدث عن ذلك، الإطعام من جوع هو أن يعيش المواطن، و«آمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ» تشمل الخوف على الحياة والمستقبل والممتلكات، وتختلف أولوياتها من مواطن لآخر ومن دولة لأخرى، وعندما تجمع مخاوف المواطنين فهى ما يعبر عن تهديدات الأمن القومى، ستجد مخاوف كثيرة وبأولويات متنوعة، والترتيب تجريه الدولة، وتزيل المخاوف، بمعنى أن وظيفتها الأساسية هى الإطعام بمعنى الاقتصاد وإزالة المخاوف بتحقيق الأمن. لذلك لا بد أن تكون للدولة أدوات لإزالة المخاوف، وأدوات أخرى للتنمية الاقتصادية، وإدارة لهذه الأدوات عبر السياسة. والثروة الأساسية للمجتمع هى البشر.
كيف ترى الهدف من زيارة الرئيس السيسي الأولى في أوروبا؟
الهدف الأساسي هو الإعلان عن عودة مصر على الساحة الدولية وقد عادت مصر بالفعل إلى الساحة العربية والإقليمية بإعتبارها بيت العرب أجمعين ثم لأن الإرهاب آفه عالمية يجب أن تكون مكافحة الإرهاب عالمياً ثم جذب الإستثمارات الأجنبية في مصر لذلك يصاحب الرئيس خلال هذه الزيارات وفداً مصرياً مكون من وزراء الإستثمار والتموين والسياحة والصناعة والتجارة مما يدل على إهتمام الرئيس بجذب الإستثمارت الأجنبية إلى مصر.
كيف ترى مستقبل العلاقات المصرية الإيطالية بعد هذه الزيارة؟
أعتقد أن هناك علاقة وطيدة بين البلدين حيث تقوم إيطاليا بممارسة الهجرة النوعية لها مع مصر وتقوم أيضاً بتدريب الفنين في ايطاليا. أيضاً رئيس الوزراء الإيطالي كان أول مسئول كبير يزور مصر بعد الثورة ثم أن ايطاليا كانت تحتل ليببا ونحن نهتم كثيراً بليبيا بعد أن تبين أن حادثة الفرافرهفي مصر جاءت من ليبيا المهم هو أن ايطاليا مشغولة بليبيا بإعتبارها دولة (فاشلة) حسب المفهوم السياسي ولا يوجد بها هيئات أو مؤسسات ولذا الرئيس يتحدث أن مصر تساعد في تدريب الجيش الوطني الليبي.
وكيف ترى حرص الرئيس على زيارة الفاتيكان في هذا التوقيت؟
الرئيس حرص على زيارة الفاتيكان لأن هناك ترحيب كبير من قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان ثم نتائج الحوار الإيجابي بين الأزهر والفاتيكان فضلاً عن أن عدة ملايين من المصريين المسيحيين وقعت على قلوبهم هذه الزيارة بالإيجاب ثم تحركاته الدولية عندما يتم تآييد الفاتيكان مكان مقدس عالمي يحقق له النجاح في جولاته.
إلى أي مدى نجحت القوات المسلحة في حربها ضد الإرهاب في سيناء؟
القوات المسلحة بفضل الله نجحت بنسبة 95% في القضاء على الإرهاب بدليل هروب أنصار بيت المقدس خارج سيناء أمام الضربات الإستباقية والمتلاحقة في المناطق الجبلية والصحراوية مما أدى إلى هروبها إلى المحافظات الأخرى وليبيا لإعادة تصدير الإرهاب خلال الدود الغربية.
هل مازالت التنظيمات الإرهابية تتلقى التمويل حتى الآن؟
نعم بلاشك هناك تنسيق كبير بين الإرهابين داخل مصر وخارجها فداخل مصر هم بقايا الجماعة الإرهابية وآحباؤ الإخوان والخلايا والجماعات النائمة داخل مصر مع الجهات والدول التى تمثل تهديداً مباشراً للأمن القومي المصري الداخلي فهناك تنسيق للإرهاب الدولي في الخارج مثل الدول التى تريد لمصر الفشل الكامل (تركيا- قطر- إيران- إسرائيل- حزب الله- حماس).وتتوجه هذه المجموعة الدولة التى ترعى الإرهاب (الولايات المتحدة الأمريكية
ما رأيك في استغلال الإخوان لحكم البراءة على مبارك في نشر الفوضى بالجامعات؟
هذه الجماعة تحاول انتشار الفوضى في مصر بالكامل فهم يحاولون استقطاب جماعات المعارضة حتى الجماعات الليبرالية التى كانت تعارض حكم مبارك لمواجهة الحكم الوطني الحالي الذي أجمع عليه شعب مصر. فمن يتوجه إلى هذا التحالف هو أثم في حق مصر ويعمل ضد الأمن القومي المصري لأن القضاء المصري قضاء شامخ ولا تعليق على أحكام القضاء فهم يريدون إثارة المشاكل من أجل تحقيق مكاسب ذاتية شخصية مثل من ترشح لإنتخابات الرئاسة أكثر من مرة وفشل ويحاول الظهور والسطوع مرة أخرى والعودة إلى الماضي. أريد أن ننظر من أجل مصر إلى المستقبل ونبتعد عن الإنتقام وروح الثأرية التى تبتعد عن الإسلام.
كيف تستطيع الدولة مواجهة إرهاب الإخوان؟
أنا شخصياً أعتبر عبور الشماريخ من الموانئ المصرية هو خطأ في الإجراءات التفتيشية للموانئ والمطارات وأيضاً وجود الورش التى تصنع هذه الشماريخ يهدد الأمن القومي المصري في ظل استخدامها بهذا الإسلوب واستخدامها داخل الجامعات وهذا يهدد الأمن القومي المصري بصفة مباشرة كما أن الإجراءات التى تتم خارج الجامعات يجب أن تتسم بالقوة والتفتيش الدقيق بالإضافة إلى تفعيل القوانين مع المخالفين لكل من يمتلك هذه المتفجرات.
هل القضاء العسكرى كفيل بردع من تسول له نفسه القيام بأعمال إجرامية متطرفة؟
القضاء العسكرى يكفل الضمانات المنصوص عليها فى الدستور والقانون والمواثيق الدولية لحماية حقوق المتهمين وتوفير فرص الدفاع لهم بما يحقق العدالة المطلوبة وردع الارهاب ويكون الجزاء الرادع لمن تسول له نفسه الاعتداء على مقدرات الدولة أو الشعب المصري، وهنا اعبر عن مشاعر المصريين واحاسيسهم الرافضة لكافة اشكال العنف والتطرف واؤكد على حرمة الدماء.
ما الذى يملكه القضاء العسكرى من صلاحيات تختلف عن القضاء المدنى، فى حالة إذا كان الاثنان قضاء طبيعيا؟
القضاء العسكرى قضاء طبيعى مثل القضاء المدنى، والدستور ينص على أن القاضى الطبيعى هو قاضى الاختصاص مثل قضاء الأسرة، أو محكمة الأسرة التى تختص بقضايا معينة، ولا تعد استثنائية، بل قضاء طبيعى، إلا أن الفارق يكمن فى سرعة الفصل فى القضايا التى تحقق الردع العام والخاص فتتحقق فلسفة العقوبة، والقضاء العسكرى يستطيع ذلك من خلال تدبير أكثر من دائرة لتعكف على نظر القضايا وإنجاز الفصل فيها فى مدة وجيزة دون الإخلال بحقوق المتهم فى الدفاع، والطعن على الحكم فى محكمة الطعون.
هناك مثال ، إذا افترضنا أن أى قضية إرهابية تحتاج إلى ٢٠٩ ساعات لعقد جلساتها، سنجد أننا نعقد فى الشهر ١٥ جلسة، كل جلسة مدتها ١٠ ساعات أى ١٥٠ ساعة، لكن فى القضاء العادى، كل أسبوع جلسة، أى تحتاج إلى ٦ أو ٧ أشهر للفصل فى القضية، فلا يتحقق الردع العام، ولديهم العذر لأن عدد القضايا كثير جدا.
وكيف يتم منع ذلك سواء داخل أو خارج الجامعات؟
من خلال تطبيق القانون كما هو لأنه يكفي لمواجهة الإرهاب. فالدولة لا تقوم بتنفيذ هذا القانون يجب تنفيذه حتى يسود الإنضباط والإلتزام المجتمع ككل.
كيف ترى دور النخبة المصرية في المساهمة والمساعدة في بناء مصر الجديدة؟
النخبة المصرية لا ننكر أن جزءً كبيراً منها يضع أمام صوب نظرة القضية الوطنية والمصالح العامة لمصر ولكن هناك الجزء الآخر الذي لايرى إلا مصالحه ومكاسبه الشخصية والحزبية ضارباً بذلك المصلحة الوطنية وهذا هو السبب لما نحن فيه الآن.
كيف سيكون شكل البرلمان القادم؟
أتوقع أن يكون أغلبة مستقليين وستكون مشاركة القوائم ليست بالكثيرة وأعتقد بأن الشبا سيكون ممثلاً بنسبة قليلة خاصة وان الانتخابات تأخذ أموالاً كبيرة وهذا تحدي أمام الشباب.
ما هو دور الأحزاب المصرية في مواجهة الإرهاب الذي يقف لمصر؟
يجب أن يكون دور الأحزاب في مواجهة الإرهاب بعمل توعية للمواطن البسيط والشباب وجميع أطياف المجتمع وذلك بالتواصل مع قاعدة الشارع الجماهيرية والذهاب إلى أقصى الجنوب وأقصى الشمال والأماكن الحدودية للتواصل مع كافة أطياف المجتمع للوقوف بجانب الوطن لأن الحرب على الإرهاب لا تقل عن الحرب مع العدو الظاهر بل بالعكس الحرب على الإرهاب لابد أن تحسم لصالح الوطن وأن ننتصر على الإرهاب البغيض.
كيف ترى ثورة 30 يونيو الآن؟
لولا هذه الثورة المجيدة لكنا لا قدر الله في أسوأ حال.. سيناء كان ستضيع للأبد.. الفتن ستضرب استقرار المصريين ومحاولات إضاعة قناة السويس وإضاف الجيش بأكثر قدر ممكن الحمد لله على ثورة 30 يونيو خلصتنا من مصير لا يعلم مداه إلا الله عز وجل.