وأخيرًا.. المــرأة فى مجمع الخالدين!
سعادة غامرة تثلج الصدورعندما نطالع على صفحات جريدة قومية، تلك الكلمات الرائعة عن عالِمـة مصرية جليلة.. تقول الصحيفة إنها «استطاعت أن تكسربمعولها الصلد جمودًا استمر سنوات عديدة، هذه هى المرأة التى احتلت مكانها بين الخالدين عن جدارة واستحقاق ودأب، ضحَّت من أجله كثيرًا، بعدما طوَّف اسمها وبحوثها فى العالم العربى».
تلك الكلمات الرائعة قيلت تكريمًا للأستاذة الدكتوره/وفاء كامل فايد.. أستاذ العلوم اللغوية بكلية الآداب جامعة القاهرة، والتى تعتبر أول امرأة تحصل على عضوية مجمع اللغة العربية، ولقد نالت هذه المنزلة الرفيعة بعد عدة سنوات حاول فيها أستاذنا وعالمنا الكبير د. حسين نصارإلحاقها بالعضوية الشرفية لهذا المجمع العملاق.. دون النجاح فى هذا، وليس هذا عن تقليل من قدراتها وخبراتها، واستحقاقها لتبوّء هذا المركز الرفيع، ولكن كان التسويف يعود إلى نظرة المجتمع التى لم تكن تنصف المرأة فى ذلك التوقيت، وتتلفع بعباءة النظرة الدُّونية للمرأة من بعض المتمسكين بالأفكار الرجعية العقيمة التى تحول دون الاعتراف بمكانتها رغم تفوقها عن أقرانها فى نفس المجال من الرجال، أو مساواتها لهم فى الكفاءة. والذى منح الدكتورة والعالِمَة الجليلة هذه المكانة الرفيعة، هو تواجدها الفعال فى الكثير من فروع مايضاهى «مجمع اللغة العربية» بالدول العربية حيث كانت عضوًا مشاركًا ومستشارًا بتلك المجامع اللغويةومؤلفاتها وإصداراتها المهمةالعديدة فى مجال تخصصها الدقيق.. والأجدر والأهم هى أنها صاحبة «معجم التعابير الاصطلاحية» المتفرد فى مجالات شروح اللغة العربية، هذا العمل المعجمى المهم، الذى «وحده» كان كافيًا لترشيحها وفوزها بهذه العضوية والمكانة العلمية الرفيعة، ناهيكم عن عملها الدءوب فى مجال الترجمة من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية وحصدها للجوائز المتعددة فى هذا المجال، ولنا أن نقترب أكثرلمعرفة ماهو مضمون تعريف التعبير الاصطلاحى: التعبير الاصطلاحى: ( يُطْلِق عليه بعض الباحثين المغاربة مصطلح الألفاظ المسكوكة، لكنَّ المصطلح الذى انتشر وكُتب له الذيوع، هو التعبير الاصطلاحى ترجمةً المصطلح:وهو: عبارةٌ لا يُفهم معناها الكُلِّى بمجرد فهم معانى مفرداتها وضمِّ هذه المعانى بعضها إلى بعض، فهو مجموعةُ كلماتٍ تُكَوِّن بمجموعها دلالةً غير الدلالة المعجمية لها مفردةً ومركبةً، وهذه الدلالةُ تأتيها من اتفاق جماعةٍ لغويةٍ على مفهومٍ تُحمِّله لهذا التجمع اللفظي.مثال: «أسلم رجليه للريح» الدلالة المعجمية: أعطى رجليه للريح، لكنّ دلالته عند العرب لا تعنى هذا المعنى، وإنما تفيد هرب الإنسان مسرعًا، أوفراره من أمرٍ من الأمور، وقد أتت هذه الدلالة من اتفاق الجماعة اللغوية العربية على تحميله هذا المعنى. فتكوين التعبير الاصطلاحى قائم ٌعلى: «سلسلةٍ من الكلمات التى تُقيِّدها عوامل دلالية وتركيبية تجعل منها وحدة «دلالية جديدة». ولنا أن نقترب أكثر من التعرف على كُنْه وأهمية «مجمع الخالدين» الذى نالت الأستاذة الجليلة عضويته العاملة بجدارة، وفرضت نفسها بثقافتها، وعلمها فى مجالات اللغة العربية وتطويرها.. فلقدعرفت مصرأول مجمع لغوى فى العالم العربي، فقد تأسس عام 1892م «المجمع اللغوى للوضع والتعريب» برياسة محمد توفيق البكري، وكان من أعضائه الإمام «محمد عبده»، والشيخ «محمد محمود الشنقيطى». وكان حريصًا على أن يثبت أن اللغة العربية تحوى ذخائر تفى بكل احتياجاتها العلمية والحضرية الحديثة.وكان من أهم أسباب التفكير فى إنشائه ظاهرة التلوث والانحراف اللغوى وهى من أهم المشكلات التى تعانيها اللغة العربية حتى وقتنا هذا، ويتبدى ذلك فى اللافتات التى تعلو واجهات المتاجر والأماكن العامة والتى تكتب باللغةالأجنبية ولكن بحروف عربية، أو ليست العالمة الجليلةد/وفاء كامل فايد جديرة بأن يكون نتاج عقلها وخلاصة تجاربها ومؤلفاتها للبلد الذى نشأت وتربت فى ظلاله الوارفة؟! بلى بطبيعة الحال حتى تكون خلاصة العقل المصرى وبذرته الولود المعطاء وأن تكون مغروسة فى التربة المصرية الأصيلة.. لتترعرع لتعطى ثمارها للأجيال الصاعدة التى تحافظ على تراث ناضل من أجل إرساء دعائمه أساتذة فى علوم اللغة ومستحدثاتها، دون النظر الى اعتبار الفصل بين جنس الرجل والمرأة، وفى مجتمع يعترف بإعمال العقل البشرى الذى ينتج ويُبدع ويبتكر كل جديد، وضرورة نبذ النظرة الدُّونية للمرأة فى المجتمع، وتلك هى مصر المستقبل التى نتطلع إليها ونحلم بها
تلك الكلمات الرائعة قيلت تكريمًا للأستاذة الدكتوره/وفاء كامل فايد.. أستاذ العلوم اللغوية بكلية الآداب جامعة القاهرة، والتى تعتبر أول امرأة تحصل على عضوية مجمع اللغة العربية، ولقد نالت هذه المنزلة الرفيعة بعد عدة سنوات حاول فيها أستاذنا وعالمنا الكبير د. حسين نصارإلحاقها بالعضوية الشرفية لهذا المجمع العملاق.. دون النجاح فى هذا، وليس هذا عن تقليل من قدراتها وخبراتها، واستحقاقها لتبوّء هذا المركز الرفيع، ولكن كان التسويف يعود إلى نظرة المجتمع التى لم تكن تنصف المرأة فى ذلك التوقيت، وتتلفع بعباءة النظرة الدُّونية للمرأة من بعض المتمسكين بالأفكار الرجعية العقيمة التى تحول دون الاعتراف بمكانتها رغم تفوقها عن أقرانها فى نفس المجال من الرجال، أو مساواتها لهم فى الكفاءة. والذى منح الدكتورة والعالِمَة الجليلة هذه المكانة الرفيعة، هو تواجدها الفعال فى الكثير من فروع مايضاهى «مجمع اللغة العربية» بالدول العربية حيث كانت عضوًا مشاركًا ومستشارًا بتلك المجامع اللغويةومؤلفاتها وإصداراتها المهمةالعديدة فى مجال تخصصها الدقيق.. والأجدر والأهم هى أنها صاحبة «معجم التعابير الاصطلاحية» المتفرد فى مجالات شروح اللغة العربية، هذا العمل المعجمى المهم، الذى «وحده» كان كافيًا لترشيحها وفوزها بهذه العضوية والمكانة العلمية الرفيعة، ناهيكم عن عملها الدءوب فى مجال الترجمة من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية وحصدها للجوائز المتعددة فى هذا المجال، ولنا أن نقترب أكثرلمعرفة ماهو مضمون تعريف التعبير الاصطلاحى: التعبير الاصطلاحى: ( يُطْلِق عليه بعض الباحثين المغاربة مصطلح الألفاظ المسكوكة، لكنَّ المصطلح الذى انتشر وكُتب له الذيوع، هو التعبير الاصطلاحى ترجمةً المصطلح:وهو: عبارةٌ لا يُفهم معناها الكُلِّى بمجرد فهم معانى مفرداتها وضمِّ هذه المعانى بعضها إلى بعض، فهو مجموعةُ كلماتٍ تُكَوِّن بمجموعها دلالةً غير الدلالة المعجمية لها مفردةً ومركبةً، وهذه الدلالةُ تأتيها من اتفاق جماعةٍ لغويةٍ على مفهومٍ تُحمِّله لهذا التجمع اللفظي.مثال: «أسلم رجليه للريح» الدلالة المعجمية: أعطى رجليه للريح، لكنّ دلالته عند العرب لا تعنى هذا المعنى، وإنما تفيد هرب الإنسان مسرعًا، أوفراره من أمرٍ من الأمور، وقد أتت هذه الدلالة من اتفاق الجماعة اللغوية العربية على تحميله هذا المعنى. فتكوين التعبير الاصطلاحى قائم ٌعلى: «سلسلةٍ من الكلمات التى تُقيِّدها عوامل دلالية وتركيبية تجعل منها وحدة «دلالية جديدة». ولنا أن نقترب أكثر من التعرف على كُنْه وأهمية «مجمع الخالدين» الذى نالت الأستاذة الجليلة عضويته العاملة بجدارة، وفرضت نفسها بثقافتها، وعلمها فى مجالات اللغة العربية وتطويرها.. فلقدعرفت مصرأول مجمع لغوى فى العالم العربي، فقد تأسس عام 1892م «المجمع اللغوى للوضع والتعريب» برياسة محمد توفيق البكري، وكان من أعضائه الإمام «محمد عبده»، والشيخ «محمد محمود الشنقيطى». وكان حريصًا على أن يثبت أن اللغة العربية تحوى ذخائر تفى بكل احتياجاتها العلمية والحضرية الحديثة.وكان من أهم أسباب التفكير فى إنشائه ظاهرة التلوث والانحراف اللغوى وهى من أهم المشكلات التى تعانيها اللغة العربية حتى وقتنا هذا، ويتبدى ذلك فى اللافتات التى تعلو واجهات المتاجر والأماكن العامة والتى تكتب باللغةالأجنبية ولكن بحروف عربية، أو ليست العالمة الجليلةد/وفاء كامل فايد جديرة بأن يكون نتاج عقلها وخلاصة تجاربها ومؤلفاتها للبلد الذى نشأت وتربت فى ظلاله الوارفة؟! بلى بطبيعة الحال حتى تكون خلاصة العقل المصرى وبذرته الولود المعطاء وأن تكون مغروسة فى التربة المصرية الأصيلة.. لتترعرع لتعطى ثمارها للأجيال الصاعدة التى تحافظ على تراث ناضل من أجل إرساء دعائمه أساتذة فى علوم اللغة ومستحدثاتها، دون النظر الى اعتبار الفصل بين جنس الرجل والمرأة، وفى مجتمع يعترف بإعمال العقل البشرى الذى ينتج ويُبدع ويبتكر كل جديد، وضرورة نبذ النظرة الدُّونية للمرأة فى المجتمع، وتلك هى مصر المستقبل التى نتطلع إليها ونحلم بها