لغتنا.. وإزاحة الهويَّة المصرية!! «2-2»
واللغة كائن حى يعيش بيننا ليس بالتعبير المجازى، ولكنها حقيقة لا تقبل الشك أو الجدل وتقوم بتطوير نفسها بنفسها تلقائيًا بحسب ازدهار أو انحسار ثقافات المجتمعات والشعوب، ففى عصور الازدهار الثقافى ترتدى «اللغة» أجمل ما فى جعبتها من ثياب راقية براقة لتتراقص فى قصائد الشعراء والمبدعين، لتقتنص الحياة والخلود بين الدفاتر والأوراق وتحتفظ بذاكرة الشعوب وتراثها الإنسانى، وتنحدر فى عصور التردِّى والانحطاط فى مفاهيم المجتمع وسلوكياته التى تنعكس على الإبداع والفنون والشعر بصفة خاصة لأنه ـ كما يقال ـ ديوان الشعوب.فهل نطمع أو نحلُم بالدعوة إلى مؤتمـر لعلماء اللغة مع علماء الاجتماع والتنمية البشرية وجميع منظمات المجتمع المدنى، لدراسة كيفية الخروج من هذا المأزق، ومحاولة رأب الصدع الذى حدث فى أرضية اللغة والذى يتسع يومًا بعد يوم، الأمر الذى يُخشى منه على بنيان لغة الحوار فى مجتمعنا ومعاملاتنا اليومية، ويكون هذا بأسرع وقت ممكن وحتى لا يتسع «الخرق على الراتق» وحتى لا تذهب كل محاولات التقدم والرفعة والازدهار للوطن وللمجتمع المصرى أدراج الرياح. وحتى يكون هذا المؤتمر بمثابة حائط الصد القوى لتفويت الفرصة على كل ما يحاك بليل لهذا المجتمع من مؤامرات تستهدف سقوطه فى براثن التغييب والتعتيم، وضرورة أنه كلما انتبهنا إلى ثغرة جديدة تحيق بنسيج اللغة ووحدتها لابد من الإسراع بإيجاد العلاج لها وبكل الجدية، ولابد أن يكون هذا بوازع وضمير كل مصرى دون الحاجة إلى استصدار قوانين تنظم هذا، فالوطنية الصادقة الحقة لا تحتاج إلى ترسانة من اللوائح المنظمة والموجِّهة،ولابد أن تكون نابعة من الإحساس بالمصرية الخالصة المخلصة لتراب هذا الوطن العظيم.. وساعتها ستقف أمام المرآة فى الصباح لتتعرف على ملامح وجهك الحقيقية ذى الملامح المصرية العظيمة، والتى قام أجدادنا العظماء بنحتها على جدران المعابد وكُتب لها الخلود على مر الزمان.
■ مركز اللغات والترجمة ـ أكاديمية الفنون