نعم للمقاومة الفلسطينية.. لا لـ«حماس» الإخوانية- الإرهابية
فلسطين عربية.. رغم أنف الصهيونية
بالهلال ويا الصليب.. نفدى القدس الحبيب
المقاومة مش إرهاب..إسرائيل أصل الإرهاب
يوم الأحد الماضى أقام تحالف العدالة الاجتماعية، بالاشتراك مع التجمع العربى لدعم المقاومة مؤتمراً للقوى السياسية والوطنية للتأكيد على دعم الشعب الفلسطينى فى مقاومته ضد العدو الصهيونى وما يقوم به من بناء مساكن فى القدس وطرد المقدسيين وانتهاك حرمة المسجد الأقصى ومنع الفلسطينيين من الصلاة فيه...
وهدم منازل الفلسطينيين، والتأكيد فى نفس الوقت على إدانة موقف حماس المشترك مع الجماعات الإرهابية فى سيناء فى المخططات الاستعمارية لاستنزاف الجيش المصرى والهجوم على المدنيين والمرافق. مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية فى سبتمبر 2000 رداً على تدنيس «شارون» وجنوده المسجد الأقصى خرج الشعب المصرى وخرجت الشعوب العربية معه للتنديد بما يقوم به العدو الصهيونى المحتل بجرائم يندى لها الجبين ضد البشر وضد الحجر وضد المقدسات الإسلامية والمسيحية وضد الزرع على أرض فلسطين. وتكونت لجان دعم الانتفاضة الفلسطينية فى أنحاء مصر، فالشعب المصرى الكاره بطبعه للصهاينة منذ احتلال فلسطين يعرف أن فلسطين بوابة حدودنا الشرقية قضية أمن قومى مصرى وأمن قومى عربى.
الشعب المصرى يعرف ما يحاك له من مؤامرات منذ فجر التاريخ وما يحاك للوطن العربى الملىء بالكنوز والثروات الطبيعية والبشرية والتعدينية، والشعب العربى الذى توحده اللغة والأديان والتاريخ والوجدان يعرف أن الاستعمار يقاوم وحدته التى تعنى تحوله إلى قوة كبيرة مؤثرة على المستوى الإقليمى والعالمى. إن الوطن العربى كان هدفاً لكل الدول الاستعمارية ومنها الإمبراطورية البريطانية التى غربت عنها الشمس، ولكنها قبل أن تغرب وتخرج من الوطن كانت اتفاقيات تقسيم هذا الوطن فى أوائل القرن العشرين، سايكس بيكو، وكان وعد بلفور لإقامة وطن قومى لهم على أرض فلسطين العربية، فى الثانى من نوفمبر عام 1917. وتم زرع الكيان الصهيونى منذ ذلك التاريخ كشوكة فى قلب وظهر الوطن العربى لاستمرار إضعافه وتقسيمه وتأجيج الصراع العرقى والدينى واستنزاف ثرواته وقدراته فى حروب لا طائل منها غير تمزيق الأمة العربية.
الشعب المصرى كان دائماً فى مقدمة الصفوف للدفاع عن القضية الفلسطينية ويعرف أنها ليست صراعاً على الحدود ولكنه صراع الوجود. وإذا رجعنا إلى ما قاله دالاس وزير خارجية أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية: «مصر بوابة أفريقيا وقلب العالم العربى، وإذا كنا نريد ألا تقع مصر فى براثن الشيوعية، وتحتفظ إسرائيل بقوتها وجبروتها فلابد من تمزيق هذا القلب». نعم، فتمزيق قلب الأمة يعنى استمرار تبعية مصر والدول العربية للرأسمالية العالمية المعسكرة المتوحشة المستمرة حتى الآن فى مخططاتها تحت مسميات مختلفة آخرها «الشرق الأوسط الجديد» مستخدمة فى ذلك أنظمة مستبدة تابعة فاسدة لتحقيق مآربها.
وبعد اندلاع الثورات العربية بدأت أمريكا تعتمد على صعود تيار الإسلام السياسى، مثتمثلاً أساساً فى جماعة الإخوان الإرهابية، للسيطرة على الحكم فى بلدان الثورات لاستكمال المخطط. وإذا رجعنا إلى الوراء قليلاً لوجدنا أن جماعة الإخوان الإرهابية، التى تسيطر على معظم النقابات المهنية فى مصر منذ ثمانينيات القرن الماضى، كانت دائما تحاول أن ترسى مفاهيم عن القضية الفلسطينية باعتبارها قضية دينية بين اليهودية والإسلام، وأن المقاومة تنحصر فى المقاومة الإسلامية «حماس». وكانوا يجمعون تبرعات من الشعب المصرى باسم المقاومة ويرسلونها إلى حركة حماس فقط كما اتضح بعد ذلك. وكأن الشعب الفلسطينى وكل فصائله بعيد عن المقاومة.
يدفع الشعب الفلسطينى المقاوم كل يوم الدم ويعانى تحت الاحتلال الصهيونى من العدوان والقتل والتدمير والطرد وإتلاف زراعته واقتلاع أشجار الزيتون وهدم المنازل وتهويد القدس والاعتداء على المسجد الأقصى بدءاً من الحفر أسفله إلى المخططات الرامية لما يسمى «إحياء هيكل سليمان»، واستكمال مخطط يهودية الدولة عن طريق التطهير العرقى والدينى، وطرد الفلسطينيين من أرضهم. لاحظ هنا عزيزى القارئ وعزيزتى القارئة، إذا كانت جماعة الإخوان الإرهابية وكل الحركات التى خرجت من عباءتها، ومنها حركة «حماس»، تنادى بدولة دينية إسلامية، أليس هذا تبريراً وتشجيعاً للكيان الصهيونى على قيام الدولة الدينية اليهودية؟ ألا يعنى هذا فتح الباب أمام المخطط الإسرائيلى الأمريكى لتهجير عرب 1948 وأهالى غزة إلى سيناء. وأهالى الضفة الغربية إلى الأردن، والذى تم الاتفاق عليه بين جماعة الإخوان وأوباما. وكان ثمن هذه الخيانة مليارات من الدولارات دفعها أوباما للإخوان. يتضح المخطط وتتضح أبعاده كل يوم.
وعندما خرج الشعب المصرى فى 30 يونيو 2013 وأسقط حكمهم، فاندفع الإخوان الإرهابيون غير مصدقين، مذهولين، مصدومين، وأطلقوا جماعتهم الإرهابية على اختلاف مسمياتها فى مصر، لتمزيق مصر وإسقاط دولتها واستنزاف ثرواتها وإضعاف جيشها. وانطلقت بقية الجماعات لتهديدنا فى العراق وسوريا وليبيا واليمن، ومحاصرة مصر من الجنوب والغرب والشرق ، ومحاصرتها عند مدخل البحر الأحمر «باب المندب»، كل ذلك بمساندة الدول الاستعمارية والصهيونية وتمويل ومساندة قطر وتركيا. ويزداد اتضاح دور حركة حماس الإرهابية وضلوعها فى تدريب وتسليح وتهريب الإرهابيين عبر الأنفاق إلى مصر. وها هى عملية «كرم القواديس»، والتى استشهد فيها أكثر من ثلاثين ضابطاً وجندياً مصرياً، وأصيب مثلهم أيضا، شاهدة على ذلك كما أطلعتنا الصحف الثلاثاء الماضى عن أن حركة حماس وراء تنفيذ عملية كرم القواديس الإرهابية وأن خالد مشعل- رئيس المكتب السياسى للحركة والمقيم فى قطر- كلف فتحى حماد- وزير الداخلية السابق فى حكومة حماس- بالتنسيق بين الحركات الجهادية فى سيناء لتنفيذ العملية، وذلك بالتخطيط لها منذ 20 أكتوبر الماضى فى غزة وبحضور محمود الزهار وزير الخارجية السابق، وأعضاء آخرين بحركة «حماس». يا شعب فلسطين الأبى إن الشعب المصرى يقف معكم ويساندكم فى قضيتكم العادلة، ولكنه فى الوقت نفسه يقف ضد كل من يريد تدمير مصر وجيش مصر، ويضر بأمننا القومى ضد كل الحركات الإرهابية وقيادتها المتاجرة بالدين والأوطان