زيارات الشجعان
سيظل رجال مصر الأبطال من القوات المسلحة والشرطة الدرع الواقية للوطن وسيفه الشامخ فى وجه كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار مصر وشعبها العظيم، فهم الذين يجودون بأرواحهم ودمائهم الذكية دفاعا عن الوطن.
نتذكر شعور الألم والمرارة الذى انتاب المصريين يوم الحادث الخسيس بكمين «القواديس»، وراح ضحيته خيرة شباب الوطن وخير أجناد الأرض، حيث ازدادت هواجس المصريين قلقا على رجال القوات المسلحة والشرطة، ونشط الصعاليك بسمومهم الدنيئة لتأجيج المشاعر المصرية ضد مؤسسات الدولة الوطنية، ولكن الكلمة المهمة التى وجهها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى عقب الحادث الأليم أخرست ألسنة الحاقدين وأزالت هواجس الخوف والقلق عند المصريين، وأكدت ثقة الشعب فى قواته المسلحة الباسلة وشرطتها الوطنية وقدرتهما على دحر الإرهاب الأسود من جميع ربوع الوطن، وألفت قلوب المصريين لتكون على قلب رجل واحد ومجمعين على أن قواتنا المسلحة وشرطتنا الوطنية تخوضان حربا شرسة من أجل وجودنا وبقائنا فى عزة وشموخ.
إن التفاف الشعب خلف القوات المسلحة والشرطة الوطنية، والنهضة الكبرى التى تشهدها مصر بالمشروعات العملاقة، والتنمية الشاملة التى انطلقت على أرض الواقع، والمناخ الديمقراطى الذى وصل إلى مراحله الأخيرة بقرب الانتهاء من الانتخابات البرلمانية المقبلة، قد أشعل قلب وعقل المتربصين وأبوا أن يتحقق كل ذلك فى أقل من سنة تحت قيادة زعيم وطنى مصرى أصيل.
من لم ينظر حوله، وير ما يحدث على حدودنا الشرقية والغربية فهو عديم البصر والبصيرة، وليس من حقه أن ينطق بكلمة واحدة، فالتحديات جمَّة والمخاطر شديدة ومستمرة، ولن تنتهى بين عشية وضحاها، ويجب أن نعلم أنه لم يحدث على مدار التاريخ أن استطاعت دولة فى العالم القضاء على الإرهاب بين عشية وضحاها، خاصة فى ظل التطور الهائل فى أساليب وتسليح الجماعات الإرهابية وما تتلقاه من دعم مادى وتدريبى من دول كبرى لا ترى إلا مصالحها الخاصة، ولا تريد الاستقرار والتقدم لدولنا العربية بل تعمل بكل إمكانياتها لكسر إرادة شعوبها وتفكيك وحدتها الوطنية.
فى جرأة شديدة قام السيد محمد إبراهيم- وزير الداخلية- وبعض مساعديه الأكفاء بزيارة محافظتى شمال وجنوب سيناء، ومن قبله كانت زيارة الفريق محمود حجازى- رئيس أركان حرب القوات المسلحة- لأرض المعركة والالتقاء برجال الجيش والشرطة لتحفيزهم والشد من عزيمتهم، وجاءت زيارة السيد وزير الداخلية استكمالا للجولات الميدانية المستمرة غير المسبوقة لمن سبقوه فى تحمل المسئولية، التى يقوم بها فى جميع محافظات مصر لمراجعة الخطط الأمنية وسد الثغرات والاطمئنان على أبنائه من الضباط والأفراد والمجندين والوجود بينهم فى مناطق الخطر للشد على سواعدهم وتحفيزهم لبذل أقصى جهد من أجل أمن واستقرار بلادنا الحبيبة، والتأكيد على أن الشعب والدولة بجميع أجهزتها يقدرون ويؤازرون جهودهم وتضحياتهم دفاعا عن الوطن، وتوجيه رسالة قاطعة إلى قوى الشر والإرهاب بأن رجال الجيش والشرطة على قلب رجل واحد ضد قوى الشر والإرهاب، ولن تثنيهم عمليات الغدر والخسة التى يرتكبها المجرمون عن واجبهم المقدس حماية لأمن واستقرار أم الدنيا.
إن تلك الزيارات الميدانية لهؤلاء القادة العظام تعدنموذجا يجب على كل مسئول قَبِل تحمل أمانة المسئولية الاهتداء بها والنزول إلى الجماهير والتواجد بينهم إذا كانوا فعلا يريدون الخير لمصر .. حفظ الله مصر وحمى رجالها المخلصين.