دعاء الفرحة والرجاء
وسط التهليل والتكبير الذى أظلته وحمته سحب السماء ، والغوث الإلهى بالمطر الغزير الذى غطى أرجاء منطقة منى ، لتظل ضيوف الرحمن من حرارة الشمس الحارقة ، وكأن الرسالة الإلهيه ترسل علامات القبول لهؤلاء الذين فقدوا الوالد والأبن والزوج دفاعا عن الوطن والحياة الأمنة للإخرين ، وتُنبأهم بالحج المبرور والذنب المغفور0
منذ ان وطئت أقدام بعثة اسرالشهداء الاراضى المقدسة والنفحات والروحانيات الإلهية لا تنقطع ، وكأن السماء ترسل لهم نفحات الأطمئنان بالقبول والتيسير في قضاء المناسك التى تحتاج الى الصحة والقوة ، ومن كان مسنا او مريضا سوف يعينه المولى عز وجل ويؤدى المناسك في سهولة ويسر ، والحقيقة أن هذا ماتحقق وشعر به هؤلاء الأسر ومرافقيهم ، ولم يشعر من كان يحتاج الى الغسيل الكلوى يوما بعد اخر بأى مشقة أو تعب وكأنه في بيته ، وكبار السن الذين لا يقدرون على الحركة فقد خصصت لهم من يرعاهم ويساعدهم على أداء المناسك كاملة مثلهم مثل الأصحاء ، ومرضى السكر والضغط قُدمت لهم الرعاية الكاملة من أدوية ومساعدة على التنقل والحركة ، ولا انسى تلك السيدة الفاضلة صاحبة الإرادة الحديدية التى تعانى من الروماتيد ولاتستطيع الحركة بمفردها حيث رافقتها شقيقتها المريضة ايضا بالضغط والسكر،ولكن الرعاية الخاصة من ضباط وأفراد البعثة اكانت المعين لهتين السيدتين الكريمتين بعد العنايه الإلهيه وتمكينهما من أداء الفريضة في سهولة ويسر كما لوكانتا في كامل الصحة والعافية0
بعد الانتهاء من اداء الركن الأعظم والوقوف بعرفة توجه أكثر من 22 اتوبيس من أفضل المركبات المستخدمة في تنقلات الحجيج ، مرورا بمزدلفة وسط زحام شديد والحرص على اداء السنة النبوية الشريفة كما فعل النبى المصطفى عليه الصلاة والسلام ، وعدم التحرك من مزدلفة الا بعد منتصف ليلة التاسع من ذى الحجة وصلاة المغرب والعشاء تأخيرا ، وجمع الحصى ، ورغم الصعوبة والزحام الشديدين في تلك المنطقة الا ان عناية المولى عز وجل كانت حاضرة في جميع التحركات والسكون0
وصلت البعثه المباركة الى مكة بحمد الله وتوفيقه وبدأت رحلة رمى الجمرات حيث قاد القافلة العميد أو بالأصح الشيخ عاطف عطيه مشرف البعثة الذى لم يتوانى عن تقديم كل عون ومساعدة لجميع الحجاج ، وكانت المشقة في بعد المسافة بين الإقامة بمنى ومكان رمى الجمرات ، الا ان قيادة العميد عاطف للحجيج ذهابا وايابا بالتكبير والصلاة على نبينا محمد عليه افضل الصلاة والسلام أزالت كل مشقه وتعب وكانت معينا للجميع على تحمل طول المسافه الحجيج ، وتنزلت النفحات الربانية بالسحب الكثيفة التى أظلت القافلة في الذهاب والعودة يوميا عقب صلاة العصر ، والمطر الغزير الذى نزل من السماء وكأن الرسالة الألهية تقول للسائرين في رحاب المولى عز وجل ان حجهم مبرورا وذنبهم مغفورا وسعيهم مشكورا بأذن الله تعالى ورضوانه0
رفرف العلم المصرى عاليا خفاقا يتبعه راية العلاقات الأنسانية على الموكب المهيب الذى سار تتساقط عليه النفحات والبركات من كل جانب ، ونال أعجاب ومحبة البعثات المجاورة خاصة رجال الامن السعودى الذين رشقوا لقافلة بزجاجات المياة الباردة لتخفيف التعب والأرهاق ، ويزيدوا من عزيمتهم وارادتهم0
لم تنقطع اتصالات اللواء / عبد الفتاح عثمان مساعد الوزير للاعلام والعلاقات للاطمئنان على بعثة اسر الشهداء والتأكيد على تنفيذ توجيهات السيد / محمد ابراهيم وزير الداخلية بتقديم كافة اوجه الرعاية لهذة الأسر ، وتلبية مطالبهم كاملة حتى يتمكنوا من أداء الفريضة في سهولة ويسر , وهذا ما حرص على تنفيذه ضباط وأفراد البعثة .