هيـــَّـــا.. إلى المسـتقبل!
الحاضر.. أشبه بمحطة قطارات تتوسط بين الماضى بمحطاته العديدة والمستقبل بمحطاته التى هى تحت الإنشاء . بالنسبة لنا المستقبل هو حاضر الشعوب المتقدمة! نستقبل فى محطتنا القطارات القادمة من هذا المستقبل محملة ببضائعه، نتلقف تلك البضائع ونضعها فى القطار المتوجه إلى الماضى؛ ونظل هكذا فى هذه المحطة مستوردين لبضائع المستقبل (حاضر الآخر المتقدم) لنصدرها للماضى، تلك البضائع هى منتجات التكنولوجيا الحديثة ومستحدثات الحضارة. مثلاً نستورد السلاح لنستخدمه فى المشاجرات وقطع الطريق والسرقات، ونستورد التليفزيون لإعلام لا يراعى الخطوط العريضة لأخلاقيات مهنة الإعلام الراقية، ويعمل على الإضاءة لما يسمى (تنجيم) فنانى الطبقة العاشرة أصحاب الفن الهابط الذى يهدف فى خبث إلى تمييع الشخصية المصرية وطمس هويتها، لتصبح شيئاً هلامياً لا قوام له، ولا تصبح له قوة التأثير الواجبة فى المحيط المصرى والعربى، لأهداف لاتخفى على كل متابع لما يحدث فى منطقتنا العربية، خاصة تجاه الهجمات الشرسة التى تتعرض لها من كل أعداء التقدم فى حياتنا . ونستخدم شبكة التواصل الاجتماعى (النت) فى استجلاب مايقدمونه لنا من ألعاب الأطفال التى تحرض على استخدام السلاح واستعذاب منظر الدماء ـ بغية قتل الإحساس فى داخل الطفولة البريئة لتنشأ على اعتياد الدم والأشلاء، علاوة على ما تيسر من ألفاظ الشتائم ونشر الشائعات. نستورد المحمول لاستخدامه فى أى شىء ما عدا جدية التواصل المجتمعى والاتصالات الأساسية. التكنولوجيا فى أيدى المتخلفين هى المستقبل يُسخَّر لتكريس الماضوية وطمس تراث الشعوب وقصف جذورها المؤثرة بالإيجاب على كل مكونات الجينات الوراثية التى وضعها الله فى تكوين الإنسان المصرى والعربى.
ويحاول أصحاب الفكر المتخلف والعقول المتحجرة أن يخدعونا بزعمهم أن الإبداع بدعة والفن حرام والاختراع تدخل فى مشيئة الله، وهذا يخلق فى النفوس التقاعس عن الإبداع والابتكار بحجة أن كل خطوات إعمال العقل هى بمثابة اجتهاد لا ضرورة له، ولكننا يجب أن نعلم أن هناك فرقاً بين الإبداع والبدعة، وهو ما يجب أن نضعه ونؤكد على تثبيته فى ذهن وعقل النشء والأجيال الصاعدة .. من أجل غد أجمل وأرقى لوطننا العزيز.
الجميل والرائع أن نضيف إلى تراث المعرفة كل ما هو جديد لرفاهية الإنسان الذى هو محرك الكون والفاعل الأساس فى تطور البشرية؛ واستحداث كل ما يمت إلى التكنولوجيا الحديثة بصلة وثيقة، والاستفادة بما وهبه الله للإنسان من قدرة على الابتكار والحفاظ على الحد الأدنى من الآدمية.. ولا يكون حديثنا عن المستقبل دائما حديث بغبغة لأن من يتحدثون عنه يستخدمون لغة الماضى الذين هم فى عشقه غارقون، وبأساليب سلوكه يتعاملون. وفى النهاية، لعل هذه الكلمات أحد تفسيرات معنى التخلف!! وتلك هى رسالة العلماء .. قاطرة الحضارة للوطن وطليعة كل الشرفاء الذين يتطلعون إلى مستقبل أجمل لهذا البلد الأمين.