الحملة الشعبية لمقاطعة البضائع التركية
... إن الرد على إهانة إرادة الشعب المصرى ليس فقط بالإدانة والشجب، أو تقليل التمثيل الدبلوماسى، ولحين توفير إرادة سياسية لقطع العلاقات مع تركيا فلابد أن يكون الرد القوى من الشعب المصرى الحر الأبى، فالشعوب لها إرادتها القوية دائما للرد على من يتدخل فى شئونها ويضر بمصلحتها.
فالرئيس التركى الذى يدعى وقوفه بجوار ثورات الربيع العربى ويدعى أنه راع للثورات ومدافع عن الديمقراطية، الرئيس التركى أردوغان «أوهام»، وأوهام هنا ترجع إلى أحلامه وأوهامه وطموحاته الشخصية باستعادة أمجاد الخلافة العثمانية، وقيام الإمبريالية التركية بزعامته للمنطقة العربية ضمن مشروع الشرق الأوسط الكبير. الرئيس التركى الذى يدعى أنه حامى حمى الديار والفارس المغوار هو نفسه الذى يقوم بتأييد وتمويل وتدريب وإيواء الجماعات الإرهابية المتطرفة وعلى رأسها داعش، لبث الفوضى والاقتتال بين الشعوب وتفتيت وتقسيم الدول، وإنهاك وإضعاف الجيوش.
ولقد علمنا التاريخ أن رد فعل الشعوب هو الباقى وهو الأقوى. إن مقاطعة العدو واجب علينا نحن الشعوب. وأريد أن أذكر هنا مثالين للمقاطعة الشعبية: المثل الأول حينما فرضت أمريكا الحظر الجوى والحصار على شعب العراق فى أواخر تسعينيات القرن الماضى، وقصفت الطائرات الأمريكية والبريطانية العراق وقتلت مئات الآلاف بمن فيهم الأطفال. حينها اجتمعت نقابة صيادلة مصر مع باقى النقابات المهنية وتمت مقاطعة شركات الأدوية الأمريكية والبريطانية، وتم وضع قائمة بالأدوية البديلة للشركات المحلية. وكان ذلك ردًا شعبيًا على الدول المعتدية. والمثل الثانى حين تكونت لجان دعم الانتفاضة الفلسطينية فى أواخر عام 2000 حينما دنس الصهيونى شارون المسجد الأقصى بأقدامه فاندلعت الانتفاضة الفلسطينية. واتخذ الدعم الشعبى المصرى أبعادًا سياسية واقتصادية مختلفة:فكانت القوافل المصرية تمتد بطول البلاد وعرضها لدعم الشعب الفلسطينى لأن الأمن القومى المصرى مرتبط بالقضية الفلسطينية. وكان للمقاطعة الشعبية فى ذلك الوقت لكل بضائع الدول التى تدعم الكيان الصهيونى العنصرى الذى يجرف الأرض ويحرق الشجر ويغتال البشر ويهدد المسجد الأقصى بالحفر تحته، ويقوم بتهويد القدس.كان للمقاطعة الشعبية أثر كبير على تلك الدول. ولا أعنى هنا مجرد التهديد الاقتصادى ولكن إرسال رسالة واضحة لتلك الدول الاستعمارية الكبرى: «أنتم مكروهون من الشعوب، ولن نسمح لكم بفرض سيطرتكم واستمرار دعمكم للأنظمة الاستبدادية الفاسدة التى تحقق مصالحكم على حساب مصلحة الشعوب».وقتها تمت مقاطعة بضائع الدول التى تقوم بتحويل جزء من أرباحها إلى المستوطنات الإسرائيلية وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا وألمانيا. وانتشرت الحملة الشعبية فى كل أرجاء البلاد وتجاوب معها الشعب المصرى ومعظم التجار فى ذلك الوقت مما أدى إلى إغلاق سلسلة محلات سنسبرى، وتحقيق خسائر لشركات المياه الغازية وعلى رأسها شركة كوكاكولا، وخسائر لسلسلة المطاعم الأمريكية ماكدونالد وبيتزا هت وغيرها.
إن الشعوب لا تكتفى بالإدانة ولكنها قادرة على الفعل. والشعب المصرى العظيم، الذى سطر ملحمة الثورة المصرية 25 يناير/ 30 يونيو قادر على المقاطعة الشعبية للبضائع التركية، والتى زادت ودخلت مصر مع رجال أعمال الجماعة الإرهابية. قادر على مقاطعة المراكز الثقافية التركية. قادر على مقاطعة المسلسلات التركية. قادر على مقاطعة شركات السياحة التى تخدم المصالح التركية من خلال الترويج لرحلات سياحية إلى تركيا.
والمقاطعة لا تعنى فقط مقاطعة البضائع التركية ولكن على مستوى جميع المجالات، بمعنى عدم المشاركة فى المهرجانات الثقافية والفنية والرياضية التركية، وعدم الذهاب إلى الأراضى التركية بغرض السياحة.
أين دور نقابات المهن التمثيلية فى حملة مقاطعة الدراما التركية؟ على كل المعنيين بالمقاطعة وضع قوائم للمراكز الثقافية التركية والموجودة فى الاسكندرية والقاهرة والجيزة، ووضع قوائم بأسماء المستوردين للبضائع التركية وأسماء المنتجات التركية فى سلاسل البيع الكبرى والمحلات التى تقوم بعرض وبيع هذه المنتجات سواء كانت غذائية أو ملابس أو أحذية وغيرها.
للشعوب دورها الكبير فى الرد على من يضر بمصلحتها. وهل يوجد ضرر أكبر من أن يقوم النظام التركى بتمويل أعضاء الجماعات الإرهابية وإيوائهم على الأرض التركية واستضافة مؤتمراتهم التى تضع يوميًا الخطط لشل الاقتصاد المصرى وترويع المصريين وقتلهم والاعتداء عليهم بغرض سقوط النظام وعودة حكم الجماعة الإرهابية، بل ويقوم بالتدخل فى شئون ليبيا وسوريا والعراق عن طريق تمويل وتدريب الإرهابيين ومدهم بالسلاح مما يضر بالأمن القومى المصرى والعربى، فلنبدأ معًا تفعيل الحملة الشعبية لمقاطعة البضائع التركية، الشعب المصرى يملك الإرادة والقدرة.