الكتائب المزعومة
منذ أن قامت عناصر الإرهابية ببث فديو أطلقوا عليه «كتائب حلوان»، أصدر السيد محمد إبراهيم - وزير الداخلية - توجيهاته بسرعة كشف ملابسات وغموض ذلك الفيديو، الذى أثار القلق والبلبلة فى الشارع المصرى، وحظى باهتمام إعلامى كبير، وهدف إلى تصدير صورة غير حقيقية عن الواقع المصرى، بإيحاء إلى الخارج بوجود ميليشيات وكتائب مسلحة داخل البلاد، ولم يهدأ رجال الداخلية حتى تمكنوا من ضبط أفراد الكتائب المزعومة كالفئران الفارة إلى جحورها، حيث تمكن رجال الشرطة باصطيادهم فأراً فأراً وإحالتهم إلى النيابة العامة لإعمال شئونها قبلهم.
منذ ثورة يونيو، والمصريون يتعجبون من مسميات غريبة، يطلقها المجرمون على أنفسهم، ويرددها الإعلام، وكأن تلك المسميات المزعومة تلتف حولها أعداد رهيبة من المصريين، فى حين أن فى كل مرة تتمكن قوات الشرطة والجيش من ضبط تلك العصابات الإجرامية، نجد أعدادها لا تتجاوز أصابع اليدين، ولكن الآلة الإعلامية مصرة على التهويل والتكبير، والإسهام فى بث الرعب والخوف فى نفوس المصريين ومن ثم تحقيق ماتهدف إليه تلك العصابات، وهو نشر الخوف والفزع لدى الآمنين، فعندما تسمع وتردد كلمة كتائب يتولد لدى الكثير شعور الخوف والفزع، وأن تلك العصابات منتشرة فى جميع ربوع مصر، وقدرتها الرهيبة على ترويع وتهديد الشعب، وذلك على غير الحقيقة التى ولدتها دلالة الكلمة والتصوير والخداع والكذب عبر وسائل إعلام لا تعى خطورة ماتروج له.
نجحت قوات الشرطة فى زمن قياسى من ضبط أبطال فيديو الرعب الذى لعبت بطولته عصابة الجماعة الإرهابية كالفئران بملابسهم وأقنعتهم وأسلحتهم الآلية المسروقة من نقط وأقسام ومراكز الشرطة، التى تم الاعتداء عليها وحرقها وسرقة محتوياتها، وذلك بعد أن حددت مكان البث والتصوير بعزبة الوالدة، والفتاة المجرمة التى قامت بالتصوير وبثته عبر موقع رصد الإخوانى، واعترفوا بارتكابهم العديد من القضايا المتنوعة من حرق أتوبيس النقل العام وإصابة وقتل أفراد الشرطة، وحرق قسم شرطة المعادى، فعن أى كتائب يتحدث الجهلاء، فهم عصابة إجرامية تريد الترويع والتخويف للآمنين، ولكن مهما بثت وأذاعت وكذبت، فهناك الكتائب الحقيقية من رجال الشرطة والجيش قادرة على دحر الفئران من أمثالهم.
وأيضاً تمكنت كتائب الشرطة من اصطياد خلية إرهابية أخرى، تخصصت فى تخريب وحرق أبراج الضغط العالى، ومحولات الكهرباء بمحافظة الشرقية والتخطيط لاستهداف عدد من قيادات وضباط وأفراد الشرطة بالمحافظة، وبعض المواطنين الشرفاء الرافضين العمليات الإرهابية التى يرتكبها المجرمون من أعضاء العصابة الإرهابية، ومحاولتها إسقاط برجين للضغط العالى بمدينة العاشر من رمضان، فهل من الممكن أن يتصالح المصريون مع أمثال هؤلاء المجرمين؟
عندما يكون المخطط والممول لارتكاب مثل هذه الجرائم كما جاء فى اعترافات فئران الكتائب هو صهر أحد قيادات الإرهابية المحبوس، فلابد أن تقطع ألسنة كل من يدافع وينتمى لهذه الجماعة الإرهابية، ولتسقط أبواق الخونة المختبئة تحت عباءة الحريات والحقوق المزيفة، ولتختفى منظمات التدخل المدنى فى الداخل والخارج التى ترعى وتدافع عن الإرهابيين، وكل من يروع ويهدد الآمنين، وتتجاهل حقوق من يقدم روحه ودمه فداء لوطنه وشعبه.. حمى الله مصر وحفظ رجالها المخلصين.