حصى الكلى تزيد مخاطر أمراض القلب والسكتات الدماغية !
أثبتت أحدث الدراسات الطبية أن حصى الكلى قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض الكلى المزمنة، إلا أن الأبحاث الحديثة التي نشرت في العدد الأخير من مجلة "أمراض الكلى" الأمريكية تدق ناقوس الخطر بمخاطر حصى الكلى ليس فقط على وظائف الكلى، بل لدورها في زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.
وأوضحت الأبحاث أن تكون حصوات الكلى ينجم عن تراكم المواد الكيميائية والنفايات في الكلى، مثل الكالسيوم، الأكسالات، السيستين، الفوسفات، وزانثين والإيرات، لتصبح كتلة صلبة، وعادة ما يتم تمرير هذه المواد الكيميائية خارج الجسم عن طريق البول، ولكن يمكن تراكمها إذا لم يكن هناك ما يكفي من السوائل للتخلص منها.
ومرة أخرى تتشكل هذه الكتلة الصلبة، فإنها تترسب إما في الكلى أو تتحرك إلى أسفل لتصل إلى المسالك البولية لتستقر في الحالب، في الوقت الذي قد تنجح الحصوات الصغيرة في الخروج خارج الجسم عن طريق البول دون التسبب في ازعاج كبير للمريض، بينما يمكن أن تتراكم هذه الحصوات بعضها على بعض لتسبب آلاما كبيرة للمريض.
وتشير الأبحاث إلى تزايد أعداد الأمريكيين المتضررين بحصوات الكلى في الولايات المتحدة لتزداد بمعدلات مضطردة على مدى العقود الثلاث الماضية، حيث يعتقد أن شخصًا من بين كل 10 أشخاص سيصابون بحصوات الكلى في مرحلة ما من حياتهم.
ووفقا " لمؤسسة الكلى الوطنية " ارتبطت الإصابة بحصوات الكلى بالعديد من الأمراض على نحو متزايد بمجموعة من الظروف الصحية مثل مرض السكر، السمنة و ضغط الدم المرتفع.
وفي هذه الدراسة الأخيرة، التي قادها " يوانجونج ليو" رئيس قسم المختبرات السريرية في المستشفى التابع لجامعة "جوانجشى" الطبية بالصين، سعى الباحثون لمعرفة ما إذا كانت لحصوات الكلى تأثير على خطر التعرض لمشاكل القلب والأوعية الدموية مثل أمراض القلب التاجية (CHD) والسكتات الدماغية.
فقد عكف الباحثون على تحليل بيانات أكثر من 3,5 مليون مريض، عانى نحو 50,000 منهم بحصوات الكلى، حيث وجد أن المرضى الذين يعانون من هذه الحصوات كانوا أكثر عرضة بنسبة 19% لأمراض القلب التاجية (CHD) والتي تعرف على كونها نوبة قلبية أو شريانية وسيخضعون لعملية جراحية – فضلًا عن كونهم أكثر عرضة للسكتات الدماغية، مقارنة بالأصحاء الذين لا يعانون من حصوات الكلى.
وعلى هذا النحو، يرى الباحثون إلى أن هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات للتأكد من العلاقة بين حصوات الكلى وأمراض القلب وتقييم الأليات الكامنة بينهما، مشيرين إلى أن النتائج تؤكد على ضرورة إجراء الأفراد تعديل في أنماط حياتهم والتي من شأنها تعمل على تقليل خطر حصوات الكلى ومشاكل القلب والأوعية الدموية على حد سواء، حيث يعد فقدان الوزن واتباع نظام غذائي صحي مع الإقلاع عن التدخين وممارسة الرياضة من أهم الخطوط الدفاعية لهذة الأمراض.