أزمة أهل إسكندرية «2»
خيوط حكاية «أهل إسكندرية» تبدأ عندما أعطى وزير الإعلام الكويتى أمرا إلى مسئولى تليفزيون بلاده للدخول فى إنتاج مسلسلين مع مدينة الإنتاج الإعلامى بنسبة شراكة تصل إلى 90٪ من قيمة كل عمل منهما،
ونظرا لقوة هذا المستشار، التى استمدها من كتاباته فى بعض الصحف الخاصة، وتعلقت فى معظمها بالإنتاج الدرامى الرسمى وانتقاد القائمين عليه، والذى دائما ما يهدد باستقالة مسببة من المدينة، ولا أدرى سببا لخوف البعض من تلك الاستقالة، بالإضافة إلى ادعائه أنه جزء من ثورة يناير، بالرغم من عمره الذى قارب على الثمانين!.. تم رفع مشاركة المدينة فى إنتاج «أهل إسكندرية» إلى 50٪، حتى تتعاظم عوائد المنتج المشارك خاصة أنه من سيقوم بتنفيذ المسلسل بالميزانية التى وضعتها شركته، وسيشارك فى عوائد تسويقه لنصل إلى ما نحن فيه الآن من طنطنة حول هذه الأزمة التى أرى أنها صنعت مبكرا بعناية، ودخلت فيها قناتا «المحور» و«الحياة» التى اتفقت على عرضه على شاشاتها، لما يحظى به المسلسل من دعاية مجانية حتى ولو أساء مضمونه إلى جهاز وطنى، مازال يلملم أشلاء ما تعرض له على أيدى المتآمرين على هذا البلد، ومازالوا يحاولون، ويبدو أن «الخرابة» مازالت ملأى بعفاريتها، ونحن لا ندرى، خاصة من بعض أولئك الذين ارتدوا مسوح الثورة، والثورة منهم براء.
ونتساءل عن سر تفضيل مسلسل كتبه بلال فضل، فى ظل وجود سيناريوهات فى قطاع الإنتاج بالمدينة، يزيد ما دفعته لأصحابها من الكتاب، على الخمسة ملايين جنيه، لم تر النور - إنتاجياً - حتى الآن، وقد سقط حق المدينة فى إنتاج معظمها لمرور خمسة أعوام على التعاقد مع مؤلفيها دون إنتاجها، وفى ذلك إهدار للمال العام، لابد من مساءلة مسئولى الإنتاج فى المدينة عنه.
وبعد.. لسنا أوصياء على الفكر، ولسنا رقباء على أحد، لكن، وطبقا لفقه الأولويات فإن مصر بحاجة إلى ما يجمع بين أبنائها والشرطة من بينها، لا إلى من يفرق الصرف ويحدث شرخا فى جدار نحاول بناءه من جديد.. لكن، إذا كان البعض يريد أن يورط البلاد، فيما يمكن تسميته «مصادرة الفكر» فتلك حيلة خبيثة، لابد أن يتصدى لها مسئولو المدينة، ويحاولوا الوصول لتلك الأصابع التى مازالت تلعب فيها، مثل أماكن كثيرة فى مصر، وعلى عصام الأمير - رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون - المالك لأكبر حصة فى المدينة، وهو القائم بأعمال وزير الإعلام، أن يفتش عن هؤلاء الذين يريدون الإساءة لمصر، بفلوس مدينة الإنتاج، ويضعونها بين أمرين أحلاهما مر.. بين تأجيل العرض وما يصاحبه من دعاوى قيد الحريات، أو إذاعته، والإساءة إلى جهاز الشرطة، باعتبار أن الدراما موصل جيد للأفكار، وتؤثر بعمق فى الرأى العام.. حماك الله يا مصر من شر العابثين .. آمين.