أزمة أهل إسكندرية «1»
إذاً تحقق ما أراد كل من وقف نحو البدء فى إنتاج هذا المسلسل، حتى قبل قراءته كاملاً، والتعرف على محتواه، ومدى مناسبة ذلك المحتوى للظروف الراهنة، إيماناً بأن دفع المفاسد مُقدم على جلب المنافع، وهذه مهمة من كانوا مستشارين للدراما أو قائمين على الإنتاج الدرامى فى مدينة الإنتاج الإعلامى
لم تجد مدينة الإنتاج الإعلامى مخرجاً لها من أزمة مسلسل «أهل إسكندرية»، إلا بقرار مجلس إدارتها الذى انعقد مساء الثلاثاء الماضى، تأجيل عرض المسلسل إلى ما بعد شهر رمضان، بدعوى عدم تسويقه بالشكل الاقتصادى الملائم لمسلسل تكلف ما يزيد على عشرين مليون جنيه، وأيضاً حتى تتضح ملابسات الأزمة التى تفجرت قبل عدة أيام، حول المسلسل الذى كتبه السيناريست بلال فضل، وتقوم ببطولته الفنانة بسمة، والفنانان عمرو واكد وهشام سليم، من إخراج خيرى بشارة، وذلك على ضوء ما ستتوصل إليه اللجنة التى شكلها حسن حامد، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامى، للنظر فى ملابسات إنتاج المسلسل، الذى يُقال إنه يتعرض بالهجوم على جهاز الشرطة، بغض النظر عن زمن الحدث، ما إذا كان قبل ثورة 25 يناير أو بعدها، فى وقت تتجه فيه الدولة نحو لملمة ما تبعثر من مؤسساتها، وبخاصة جهاز الشرطة، حفاظاً على كيانها، وانخراطاً فى تحقيق خارطة مستقبلها، التى لا يمكن أن يستقيم عودها، وتتحقق آمال الشعب فيها، إلا بتماسك هذا الجهاز، ضمن أجهزة أخرى، وعودة الحياة له من جديد، بعد زمن موات أراد البعض له أن يستمر طويلاً، حتى تتحقق مآربهم فى هذا الوطن.
ولعل الأزمة المثارة حالياً، هى عين ما قصد البعض إحداثها، للتدليل على أن عطباً قد يصيب الحرية التى تمت المناداة بها.. وانظروا معى بيان بلال فضل، تعليقاً على تأجيل عرض المسلسل، إذ يدعو فيه «كل الفنانين والكتاب والمثقفين، الذين غضوا الطرف عن كل الانتهاكات التى تمت ممارستها فى الفترة الماضية بحق الحريات العامة وحرية الفكر والتعبير، أن يدركوا خطورة ما يحدث، ألا يظنوا أن سكوتهم هذه المرة سيعفيهم من المنع والتعسف، إذا قرروا أن يقدموا رأيهم بعيداً عن إطار التعليمات السرية والقرارات السلطوية».. وانبرى صديقه علاء الأسوانى، عبر موقع تويتر، للتأكيد على نفس المعنى، كنوع من ترديد الفكرة، يقول «لم يعد الآن مسموحاً إلا برأى واحد، وفكر واحد، وكلام واحد.. لم يعد مسموحاً بالنقد والاختلاف فى الرأى.. لم يعد مسموحاً إلا بالمديح على حساب الحقيقة».. هذا الكلام أدى إلى قول عدد من الدبلوماسيين الأوروبيين فى القاهرة إنهم سمعوا «من أصدقاء من المثقفين المصريين أنباء مقلقة عن منع أو الدفع لمنع بعض الكتاب، من المنتقدين للنظام السياسى فى مصر عن الكتابة، وكذا أحاديث عن منع أعمال فنية لشخصيات لها مواقف منتقدة للنظام!».
إذاً تحقق ما أراد كل من وقف نحو البدء فى إنتاج هذا المسلسل، حتى قبل قراءته كاملاً، والتعرف على محتواه، ومدى مناسبة ذلك المحتوى للظروف الراهنة، إيماناً بأن دفع المفاسد مُقدم على جلب المنافع، وهذه مهمة من كانوا مستشارين للدراما أو قائمين على الإنتاج الدرامى فى مدينة الإنتاج الإعلامى.. وقد عرفت أن الدكتور حسن عطية لم يتلق أكثر من خمس حلقات من النص لقراءتها، باعتباره قارئاً خارجى، يقرر بملاحظاته، مدى ملاءمة النص للإنتاج من عدمه.. ولذا فنحن نسأل: من الذى لم يقدم للدكتور حسن بقية الحلقات، وقرر البدء فى تصوير المسلسل، ومونتاجه وتهيئته للعرض، قبل تلقى التقرير النهائى عن كامل الحلقات؟.. فتش فى بيتك المدينة يا أستاذ حسن حامد!. وللحديث بقية
■ كاتب صحفى