كتاب بمعرض الكتاب: تجربة الشوام المؤسسين الأوائل لـ"الاهرام والهلال" تتضمن عناصر النجاح
شهدت فعاليات محور "تأثيرات مصرية" منذ قليل، بالصالون الثقافي بلازا ٢، في اليوم الأخير من فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب الـ ٥٦، انطلاق ندوة بعنوان "سليم وبشارة تقلا - أنطون جميل - جرجي زيدان"، والتي أدارتها الكاتبة دايمان السيد.
واستهل الكاتب الصحفي ماجد منير، رئيس تحرير جريدة الأهرام، حديثه بالإشارة إلى العلاقة الوطيدة التي جمعت سليم وبشارة تقلا بالأسرة الحاكمة، بدءًا من الخديوي إسماعيل وحتى الملك فاروق، لافتًا إلى أن مقومات نجاح صناعة الصحافة كانت متوفرة لهما في مصر آنذاك. وأضاف أن تجربة المؤسسين الأوائل لمؤسسة الأهرام كانت محفزة للاستمرار.
وأوضح منير أن اهتمام سليم وبشارة تقلا بالمحتوى الصحفي كان واضحًا منذ البداية، حتى في التفاصيل الإعلانية، مشيرًا إلى أن الأهرام كانت أول من استحدث الملاحق الصحفية، مما جعلها سبّاقة في العديد من المجالات. كما أكد أن إدارة مؤسسة الأهرام نجحت في استقطاب العناصر الجيدة، مستشهدًا بانضمام أنطون جميل إليها رغم عدم بدايته فيها، وهو ما يعكس نجاحها الإداري.
من جانبه، قال الكاتب الصحفي محمد أمين، رئيس تحرير مجلة أكتوبر، إن مرحلة تأسيس مؤسسة الأهرام تزامنت مع نهضة الدولة المصرية، حيث تم إرسال البعثات التعليمية إلى الخارج، وكان للدولة مشروع ثقافي ثري استغله الأدباء والمثقفون، إلى جانب العدد الكبير من الشوام المقيمين في مصر، الذين ساهموا في إصدار العديد من الصحف، ومنها الأهرام، بالإضافة إلى تجربة جورجي زيدان في تأسيس دار الهلال.
وأضاف أمين أن أنطون جميل أصدر مجلة "الزهور" عام ١٩١٠، وهي مجلة أدبية علمية متخصصة، كتب فيها كبار الأدباء والمثقفين، وكانت أول مجلة تنشر مسرحية كاملة، وهي "عنتر بن شداد" مترجمة، إلا أنها صودرت بموجب قانون المطبوعات لعام ١٩١٣.
وأكد أمين أن مجلة "الزهور" تميّزت بالدقة اللغوية، حيث لم تحتوِ على أي أخطاء لغوية، نظرًا لمشاركة نخبة من الدارسين المتخصصين فيها، مشيرًا إلى أنها أحدثت حراكًا شعريًا في مصر، واحتضنت قصائد أحمد شوقي، وخليل مطران، وغيرهما.
وأشار إلى أن مجلة "الهلال"، التي أسسها جورجي زيدان بعد انفصاله عن نجيب متري، الذي أسس لاحقًا دار المعارف، حققت نجاحًا كبيرًا، حيث تجاوزت مبيعاتها ١٥٠ ألف نسخة، مما دفع زيدان إلى إطلاق إصدارات أسبوعية مثل مجلة "الكواكب" ومجلة "الإثنين"، التي تولّى رئاسة تحريرها لاحقًا مصطفى أمين ثم أنيس منصور.
واختتم حديثه بالإشارة إلى أن أنطون جميل تميّز بتخصيص باب للنقد في مجلة "الزهور"، مؤكدًا أن مصر تمتلك إرثًا ثقافيًا وصحافيًا غنيًا يمكن الاستفادة منه والبناء عليه.