أساتذة أدب إيطالي بمعرض الكتاب: الشاعر "أونجاريتي" عاش فى الإسكندرية فعاشت فيه

شهدت ندوة " الشاعر الإيطالي أونجاريتي.. عاش في الإسكندرية فعاشت فيه" بمحور "تأثيرات مصرية" ضمن فعاليات الصالون الثقافي فى بلازا ٢ في معرض القاهرة الدولي للكتاب الـ ٥٦، منذ قليل، والتي أدارها الإعلامي الدكتور محمد عبده بدوي، والذي أكد أن الشاعر الإيطالي "اونجاريتي" عايش الفترة التى كان فيها قسطنين كفافيس، مؤكدا تأثره بالإسكندرية وهو ما برز فى قصائده وأعماله الشعرية.

من جانبه، قال الدكتور حسين محمود، رئيس كلية الآداب واللغات جامعة بدر، إن الشاعر الإيطالي أونجاريتي قال فى أعماله إنه سكندري حيث اعتزازه بالإسكندرية من حيث النشأة والمولد، لافتا أن الشاعر الإيطالي شهد الفترة التى عمت فيها الفاشية التي سادت أوروبا وقتها، وهو ما دفعه لانتمائه للإسكندرية.

وأضاف "محمود"، أن الدكتور محمود الشيخ له كتاب صدر العام الماضى عن " هيئة الكتاب" حيث وضع الشاعر الايطالي "اونجاريتي" فى المركز الثاني من مجموعة شعراء إيطاليين لهم إسهاماتهم الفكرية والشعرية، مؤكدا أن الشاعر الايطالي كان من أبرز الشعراء الذين عاشوا بالاسكندريه وتميزت حياته بالفوضوية، وان القوالب الشعرية الجامدة كانت تعطله عن تعبيره الشعري حيث تطلعه للحرية، وان تأثير الإسكندرية كان الأبرز فى شعرية اونجاريتي عن فترة حياته فى فرنسا وهو ما يبرز فى كتابه "الكراسات المصرية" الذى صدر عام ١٩٣١.

وألقى د. حسين محمود، عدد من القصائد للشاعر الايطالي "أونجاريتي"، من أبرزها قصيدته" سهاد" التى كتبها فى أحد الخنادق أثناء مشاركته ضمن جنود الجيش الايطالي في الحرب العالمية الأولى عام ١٩١٥، وقصيدة ثانية له بعنوان "يا أخوتي"، وقصيدة بعنوان "لعنة"، وغيرها من القصائد من ديوانه"الألم".

من جانبه، قال د. فوزي عيسي، استاذ بالقسم الايطالي فى كلية الألسن جامعة عين شمس، إننا لكى نفهم الشاعر الايطالي "اونجاريتي" من خلال مستويين، أولهما من خلال نشأته بالإسكندرية حيث اسكندرية القرن الثامن عشر التى يحدها البحر وتحدها الصحراء، حيث تجمع الفوضويين والاناركيين ٱئنذاك فيها، والتى كانت بمثابة الروافد التى كونت شخصية اونجاريتي، وتأثره بالبيئة الكوزموباليتيه حيث يعيش فيها العديد من الثقافات المتعددة.

وأضاف"عيسي"، أن هناك الكثير من الكلمات العربية فى اشعار الشاعر الايطالي اونجاريتي حيث تأثره بسماع الموسيقي والقرآن الكريم فى الاسكندرية، والجانب الثاني يتمثل فى "الهرمسية" اى الشعر الغامض الذي يعتبر اونجاريتي مؤسسه، وهى مدرسة أصبح لها شعراء وتلاميذ لأونجاريتي فيما بعد.

ولفت د. فوزى، أن اونجاريتي كان مع النظام الفاشي وداعما له وهو ما تغير عنه بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وتحرر من أفكارها المتطرفة، وهو اتجاه مغاير تماما عن اونجاريتي شاعر الإسكندرية الذي ولد ونشأ فيها حتى شبابه.

واكدت د. كرستين سمير، أستاذة الادب الايطالي بجامعة بدر، أن الشاعر الايطالي اونجاريتي فى سنة ١٩٦١ وفى لقاء تليفزيوني قال إن أبرز من تأثر بهم من شعراء قال كل أن أبرزهم الشاعر الفرنسي بودلير، وليو باردي.

وأضافت " كريستين"، أن اونجاريتي كان مؤمنا بالكلمة ودورها فى إضاءة الظلام داخل الانسان، لافتة إلى أن تأثر اونجاريتي بمجتمع العمال حيث والده ووالدته المنتمين للاتحاد الايطالي، وفترة عيشه فى الاسكندرية، كما أنه كان لديه اهتمام بالادب والفنون المختلفة، ومنذ سفره من الاسكندريه عام ١٩١٢ إلى فرنسا ولقائه هناك بالشاعر المصري محمد شهاب الذى انتحر، ومن ثم عودته لمصر كصحفي فى ثلاثينيات القرن الماضى وهو ما عبر عن تكوينه وعشقه لمصر، وتأثر كشاعر بالفلسفة الوجودية.

وانطلق معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56 الخميس، 23 يناير الجاري، تحت عنوان "اقرأ.. في البدء كان الكلمة"، وتستمر فعالياته حتى 5 فبراير المقبل، وذلك بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس، وسط استعدادات رسمية على أعلى مستوى.
ويشارك في المعرض 80 دولة و1300 دار نشر و6 آلاف عارض، وتحل سلطنة عمان ضيف شرف هذه الدورة، وتم اختيار اسم الدكتور الراحل أحمد مستجير شخصية المعرض، والكاتبة فاطمة المعدول شخصية معرض كتاب الطفل.
ويستقبل المعرض زواره يوميًا من الساعة الـ10 صباحًا حتى 8 مساءً، عدا يومي الخميس والجمعة، حيث يستقبل الزوّار من 10 صباحًا حتى 9 مساءً.