مصر والدنمارك وأشياء أخرى
انتهى العُرس العالمي لكرة اليد بحصول منتخب الدنمارك الرهيب على لقب البطولة للمرة الرابعة على التوالي في إنجاز غير مسبوق بعدما فرض منتخب الدنمارك سيطرته على البطولة من أول مباراة إلى المباراة النهائية ليصعد لمنصة التتويج بلا عناء تقريبا، تلك المنصة التي استعصت على المنتخب المصري للمرة الثالثة على التوالي مكتفيا بالصعود لدورالثمانية واللعب مع الكبار والخسارة بصعوبة بالغة وفي آخر أجزاء الثانية الأخيرة في مباراة ربع النهائي أمام المنتخب الفرنسي وبفارق هدف وحيد ليحصل منتخبنا المصري على المركز الخامس في ثاني أفضل إنجاز له بعد الحصول على المركز الرابع في نسخة2001، ورغم هذا المركز المتقدم لك أن تتخيل عزيزي القارئ أن هناك حالة حزن لدى الشارع الرياضي على منتخب مصري للعبة جماعية خرج من دور ال 8 في بطولة عالم وهوما يؤكد أن لدينا منتخب محترم اسمه منتخب مصر لكرة اليد، اللعبة الجماعية الوحيدة التي حققت إنجازات للرياضة المصرية ويؤكد أنه كان في الإمكان أفضل مما كان خاصة أن هذاالجيل أفضل جيل جاء في تاريخ مصر مع الجيل الذي حقق المركز الرابع ببطولة العالم في فرنسا 2001 بل أن ظروف هذا الجيل أفضل إلى حد كبير من كل الأجيال السابقة بسبب الدعم اللا محدود من الدولة المصرية لكرة اليد بشكل خاص وبكل الرياضة بشكل عام.
تفاصيل صغيرة تنقص منتخبنا الوطني لكرة اليد وأشياء بسيطة إن تحققت خلال الفترة المقبلة سيكسرمنتخبنا عقدة دور الثمانية ويتأهل إلى نصف النهائي بل سنراه قريبا – إن تحققت –على منصة التتويج العالمي.
وبعيد عن الدنمارك الرهيب وأحلام الفراعنة فإن بطولة العالم الأخيرة شهدت العديد من الظواهر والمفاجآت الكبيرة والتي سيكون لها تأثير كبير في خريطة كرة اليد العالمية خلال السنوات المقبلة.
من هذه الظواهر تواجد منتخبين غير أوروبيين للمرة الرابعة في بطولات العالم بين الثمانية الكبار وهما منتخبا مصر والبرازيل في حدث تاريخي وظاهرة كبيرة قد تغير خريطة الساحرة الصغيرة في السنوات المقبلة.
وكان الظهورالأول لمنتخبين غير أوربيين في مونديال اليد عام 1997 بتأهل مصر وكوريا الجنوبية،بينما كانت المرة الثانية في مونديال مصر 1999 حيث تواجد الفراعنة وكوبا في ربع النهائي، أما المرة الثالثة فكانت على الأراضي المصرية أيضا في 2021 بعدما تواجد أبناء المحروسة ومنتخب قطر بين الثمانية الكبار.
وشهد مونديال اليد أيضا عدة مفاجآت من بعض المنتخبات التي كانت بمثابة الحصان الأسود، على رأسها المنتخب الإيطالي الذي يشارك للمرة الثانية وتمكن من الصعود للدور الرئيسي على حساب منتخبات عريقة.
كما قدم منتخبا البرتغال والبرازيل نتائج قوية في المونديال بالتأهل إلى ربع النهائي على حساب منتخبات عريقة سواء في الدور الأول أو الدور الرئيسي أبرزها منتخب السويد المتوج باللقب العالمي 4 مرات، ومنتخب إسبانيا بطل العالم مرتين والمنتخب النرويجي أحد مستضيفي البطولة وأحد القوى العظمى في كرة اليد العالمية.
مفاجآت وظواهرخارج التوقعات سيطرت على أحداث بطولة العالم في نسختها الـ29 وسط ترقب شديد لخريطة كرة اليد في السنوات المقبلة وتساءل الجميع هل نرى في نسخة 2027 بطلا جديدا على منصة التتويج للمرة الأولى أم يكون للأبطال السابقين رأيا آخر أم يواصل منتخب الدنمارك هيمنته على البطولة وهل يتحقق حلم الفراعنة بالحصول على ميدالية ؟.