كيف نجدد الدين؟...على جمعة يجيب
قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، ورئيس اللجنة الدينية بالبرلمان، إنى أرى كما يرى بعض علماء الحضارة أن القرن ليس بالضرورة يكون مئة عام، بل قد يكون أقل أو أكثر، وأن بداية كل قرن جديد له علامات أو حوادث تؤثر في حياة الإنسان، وأرى أن القرن التاسع عشر بدأ سنة 1830 م، والمعيار في ذلك الأحداث التي أدت إلى تغيرات ديموغرافية وسياسية في العالم وظلت البشرية تخترع وتكتشف مجموعة من الاختراعات التي تتعلق بتغير جذري في الاتصالات والمواصلات والتقنيات الحديثة.
وتابع " جمعة" اليوم عبر صفحته الرسمية قائلا: نظام التعليم هو المدخل الأساسي للمسلمين من أجل أن يكونوا قادرين على التعامل مع هذه العولمة، والتعليم ينقسم إلى ثلاثة أجزاء:
تعليم للقيم ويسمى بـ"التربية." Education
وتعليم للمعلومات ويسمى بـ"التعليم" learning
تنمية المهارات ويسمى بـ"التدريب" training
فلا بدّ من الثلاثة معًا.
- تجديد الدين رأيناه مع الإمام الشافعي عندما اخترع أصول الفقه فغير وجه الأرض، ورأيناه مع الإمام الغزالي في إحياء علوم الدين، ثم الإمام السيوطي حيث إنه جمع كل ما هو موجود في التراث ونظمه وعرضه. فنجد كل عصر له مقتضياته التي تستوجب التجديد.
وأضاف " جمعة" قائلا: كيف نجدد الدين ؟ على خمسة أركان:
1-المنهجية Methodologie
وهي عمق التفكير المستقيم، نريد أن ندرّس هذا الأمر بصورة تتواءم مع مقتضيات العصر، وضعنا برامج لهذا ووصلنا إلى العديد من الأفكار وألفت فيها الكتب ولكن أكثر الناس لا تقرأ، هناك فرق بين إنشاء الفكرة وبين تكرارها ونشرها وتطبيقها.
2- المعرفية Epistemology
كيف يعلم الإنسان؟ ماذا يعلم الإنسان؟ كيف تنتقل المعلومات من الحس إلى الدماغ؟ كيف تتم عملية التفكير ؟
3- النموذج المعرفي Paradigm - النموذج المعرفي معناه رؤية كلية للإنسان والكون والحياة ينبثق عنها نظام -
نريد صياغة نموذج معرفي يستطيع أن يفهمه الغربي والشرقي والمعاصر والشاب من جيل Z وهو الجيل الذي اجتذبه النت وسيطر عليه وسطح فكره. فكيف سأصل إلى هذا الجيل لأكلمه عن عقيدة أو أحكام أو شريعة ؟ هذا نسميه بالنموذج المعرفي.
4-الموقف من التراث:
عندنا تراث فيه كنوز لا يمكن أن أهدرها، لكن هذا التراث زمني متصل بزمنه. وليس متجاوزا لزمن غيره، فنريد أن ندخل هذا التراث ونفهمه حتى نتعمق ونصل إلى مناهجه، ونطورها، ونستعملها، وننشرها بصورة عصرية تتناسب مع الواقع المعيش، فالتراث لا نقف عند مسائله لأن الدنيا تتغير، إنما نأخذ مناهجه.
5-إدراك الواقع بعوالمه المختلفة:
- نحن لا نتعامل مع مؤامرة بل ما نشهده في هذا العصر هو عمل في العلن، لأن المؤامرة معناها أن قوما ائتمروا في السر علينا، لكن ما يحصل في هذا العصر أنهم يفعلون ما يفعلونه علنا، وليس فقط ضد الإسلام بل ضد الأخلاق والعادات عامة، ويتكلمون علنا وليس في الخفاء، فهذه ليست مؤامرة بل هي طبائع هذه العصور المتأخرة، تضرب في الهوية الإسلامية وغير الإسلامية.