رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما فضائل شهر شعبان؟.. على جمعة يجيب

د. على جمعة
د. على جمعة

قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، إن ربنا سبحانه وتعالى فضَّل بعض الرسل على بعض، وفضَّل  بعض الأيام على بعض، وفضَّل بعض الأماكن على بعض، وفضَّل بعض الأحوال على بعض، وقد أشار إلينا سيدنا رسول الله ﷺ إلى ذلك بقوله: (إنَّ لِرَبِّكم في أيَّامِ دَهْرِكم نَفحاتٍ، ألَا فتَعرَّضوا لها)، والكَيِّس هو الذي يُقرِّب نفسه من ربه، وينتهز هذه الأوقات الكريمة ليتقرب إلى الله رب العالمين بالذكر والطاعة والدعاء والتلاوة، والعلم، ونفع الناس، قال تعالى: {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.

وتابع "جمعة" عبر صفحته الرسمية اليوم قائلا: العاقل منا هو الذي يُهيِّئ نفسه وقد دخل شعبان لرمضان، حتى لا يضيع منا ولا نقفد بركته، وحتى نتعرض فيه لنفحات رمضان، شهر القرآن، ففيه نفحات عظيمة، وكان شعبان شهرًا يهتم به رسول الله ﷺ اهتمامًا بالغًا، ونبَّهنا إلى فضله، وكانت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها تقول: (كان رسول الله -ﷺ- يتحفظ من شعبان ما لا يتحفظ من سائر الشهور)، أي أنه كان يَعُدُّ أيامه ويلتفت إليها، فيقول: اليوم هو الأول من شعبان، الثاني من شعبان، الثالث من شعبان.. وهكذا، ولم يكن يفعل ذلك في سائر الشهور، لأنه كان يهتم برمضان ويترصّده، فكان  يَعُدُّ أيام شعبان عدًّا، ويتحفَّظ منه، أي أنه كان يترقَّب هلاله،  على خلاف سائر الشهور التي لم يكن دائمًا يرصد أهِلَّتَها. لكنه عندما كان يأتي شعبان، كان يتحرَّى هلاله بدقة ليُتمَّ عدَّته إن غُمَّ عليه ﷺ هلال رمضان، إذن، فهو يُلفتنا إلى أهمية شعبان، ويحثُّنا على العناية بأيامه، وكان ﷺ يصوم في غير رمضان، إلا أن أكثر ما كان يصومه هو شعبان، حتى إنه كان في بعض السنوات يصومه كله.

وأضاف  قائلا: وكان سيدنا رسول الله ﷺ وهو يُنبِّهنا للتهيؤ لرمضان يقول، فيما رواه عنه أبو هريرة رضي الله تعالى عنه: (إذا انتصف شعبان فلا تصوموا). أي لمن لم تكن له عادة في الصيام،  أو كان عليه قضاء. فإذا جاء يوم السادس عشر من شعبان ولم تكن لك عادة في صوم الاثنين والخميس، أو لم تكن ممن يواصل الصيام فتصوم يومًا ويفطر يومًا،أو لم يكن عليك قضاء من رمضان، فلا تصم بعد انتصاف شعبان، لقول النبي ﷺ: (إذا انتصف شعبان فلا تصوموا).

وأشار: شهر شعبان يَغْفَل عنه كثير من الناس، وقد نبَّهنا رسول الله ﷺ إلى فضله. ففيه وقع الخير للمسلمين بتحويل القبلة، واستجاب الله لهوى سيدنا رسول الله ﷺ، فقال تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا}. عظَّم الله تعالى فيه نبينا، واستجاب دعاءه، كما أكرمه وأيَّده بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى، وإلى يوم الدين.