5 خبراء أمريكيين يتحدثون لـ« الدستور »: لا يمكن المغامرة بخسارة مصر
![لا للتهجير](images/no.jpg)
أكد ٥ خبراء وسياسيين أمريكيين أن اقتراحات الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول الجوار ليست سوى خيالات أو أفكار مستوحاة من بعض المحيطين به، أو ربما تكون رد فعل على الدمار الهائل الذى تشهده غزة.
وخلال حديثهم مع «الدستور»، أشار ماهر نقولا فرزلى، المدير التنفيذى للمركز الأوروبى الآسيوى للدراسات الاستراتيجية، وإحسان الخطيب، عضو الحزب الجمهورى، والدكتور روبرت رابيل، الأستاذ فى قسم العلوم السياسية بكلية «دوروثى ف. شميت» للفنون والآداب بجامعة فلوريدا أتلانتيك، وبارى دوناديو، المحلل السياسى العضو السابق فى الخدمة السرية الأمريكية، وفرانك مسمار، رئيس المجلس الاستشارى بجامعة ميريلاند الأمريكية- إلى أن «ترامب» يعمل على تحريك المياه الراكدة فقط، وليس جادًا فى تطبيق فكرة التهجير.
وأوضح الخبراء أن «ترامب» لن يقدم على خطوة التهجير، نظرًا لأهمية العلاقات مع العالم العربى، خاصة مع مصر التى تقدر واشنطن دورها المحورى فى مفاوضات السلام وخطط إعادة إعمار غزة، لافتين إلى أن العلاقات الودية بين الرئيس عبدالفتاح السيسى و«ترامب» من المتوقع أن تستمر، ما يعزز من أهمية الحفاظ على هذه التحالفات الاستراتيجية.
ماهر نقولا فرزلى: الفكرة «مجرد خيال» وتمثل اعتداءً على سيادة مصر والأردن
قال ماهر نقولا فرزلى، المدير التنفيذى للمركز الأوروبى الآسيوى للدراسات الاستراتيجية مستشار سابق للبنك الدولى، إنه يتعين علينا حين نناقش دعوة «ترامب» للتهجير أن نأخذ خطوة إلى الوراء وننظر إلى الصورة من منظور ثقافى وأيديولوجى أوسع، ونتساءل: «ما الذى يمثله الشرق الأوسط بالنسبة للرئيس الأمريكى ومستشاريه؟.. وما العوامل التى تشكل قراراتهم السياسية تجاه هذه المنطقة الحيوية؟».
وأضاف «فرزلى» أنه قبل عام ١٩٩١، الذى شهد نهاية الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتى وحرب الخليج ضد نظام صدام حسين، كانت وزارة الخارجية الأمريكية وأجهزة الأمن القومى فى واشنطن تخضع لتأثير كبير من قبل ما يُعرف بـ«المستشرقين الكالفينيين والأنجليكانيين».
![<span style=](/Upload/libfiles/465/3/938.png)
وأوضح أن هؤلاء كانوا مسيحيين غير إنجيليين، تخصصوا فى دراسة اللغة العربية الكلاسيكية وتاريخ الشرق الأوسط فى جامعات مرموقة مثل «هارفارد» أو حتى فى بيروت، وكانت لديهم نظرة متعاطفة إلى حد ما تجاه «القضية العربية»، أو على الأقل كانوا يحاولون الحفاظ على موقف محايد، خاصة فيما يتعلق بالصراع الفلسطينى الإسرائيلى.
وبيّن أن هذه الخلفية الثقافية والفكرية لعبت دورًا كبيرًا فى تشكيل السياسات الأمريكية تجاه المنطقة، لكنها تبدو اليوم وكأنها تتراجع لصالح توجهات جديدة قد تكون أكثر انحيازًا أو مختلفة فى أولوياتها.
وأضاف أن دائرة صناع القرار فى تلك الفترة ضمت شخصيات بارزة، مثل جون صالح سنونو، رئيس أركان البيت الأبيض المؤثر خلال رئاسة جورج بوش الأب، الذى ينحدر من أصول مسيحية يونانية فلسطينية.
وكشف عن أن «سنونو» واجه اتهامات من الحكومة الإسرائيلية بـ«التحيز» فى تعامله مع القضايا الإقليمية، كما شهدت حقبتا السبعينيات والثمانينيات، تحت إدارتى «نيكسون وريجان»، وجود عدد كبير من أعضاء مجلس الوزراء الذين كانت خلفياتهم مرتبطة بصناعات البناء والنفط، وكان لهؤلاء مصالح مالية ضخمة فى عواصم مثل الرياض والكويت وبغداد، ما أثر بشكل واضح على توجهات السياسة الخارجية الأمريكية فى الشرق الأوسط.
ورأى أن تلك الحقبة قد انتهت اليوم، مع تغير التحالفات والاهتمامات الاستراتيجية التى كانت سائدة فى الماضى، لتحل محلها أولويات جديدة تعكس تحولات جيوسياسية واقتصادية عميقة فى المنطقة والعالم.
وقال إنه من هذا المنظور تأتى الرئاسة الثانية لدونالد ترامب فى وقت يبدو فيه أن «الاستشراق الأمريكى» التقليدى، الذى كان يتسم بنوع من التعاطف مع القضية العربية، قد انقرض تمامًا، كما تلاشت الحملات الإعلامية التى كانت تمولها شركات النفط الكبرى فى تكساس وغيرها، والتى كانت تلعب دورًا مؤثرًا فى تشكيل السياسات داخل واشنطن العاصمة.
واعتبر أن هذه التحولات تعكس واقعًا جديدًا، حيث لم تعد المصالح القديمة أو النظرة الرومانسية تجاه المنطقة تلعب الدور نفسه فى صنع القرار الأمريكى، بل حلت محلها اعتبارات أكثر براجماتية، تعكس تغيرات فى موازين القوى والاقتصاد العالمى.
وأضاف أنه فى الوقت الحالى لم تعد شركات النفط الأمريكية تعتمد على استيراد النفط والغاز من الشرق الأوسط كما كان الحال فى السابق، كما تراجعت أهميتها النسبية فى الاقتصاد الأمريكى، وبالتالى تقلصت «حصتها السوقية» فى مجال الضغط السياسى داخل واشنطن بشكل ملحوظ، لافتًا إلى تحول مراكز القوة الاقتصادية والسياسية إلى قطاعات أخرى، حيث يلعب قطاعا التكنولوجيا فى كاليفورنيا والصناعة المالية فى نيويورك دورًا أكبر وأكثر تأثيرًا فى صنع القرار السياسى، وهما القطاعان اللذان يتمتعان بعلاقات قوية جدًا مع إسرائيل، ما يعكس تحولًا فى أولويات السياسة الخارجية الأمريكية.
وقال: «هكذا بدأ ميزان القوى فى واشنطن يميل بالفعل لصالح إسرائيل داخل الحزبين الحاكمين: الديمقراطى والجمهورى. وهذا هو السبب بالتحديد وراء تخلى العديد من الناخبين العرب والمسلمين فى ميشيجان وإلينوى عن بايدن وهاريس، وتصويتهم بشكل جماعى لصالح ترامب قبل ٣ أشهر، حيث كانوا يفكرون ويقولون (نحن منبوذون.. إنها قضية خاسرة، ولكن على الأقل مع ترامب قد يتم العثور على حل عملى لإنقاذ المدنيين الفلسطينيين من القنابل الإسرائيلية)».
وتذكّر أنه منذ يونيو ١٩٦٧ «حرب الأيام الستة»، كان الموقف الرسمى للولايات المتحدة هو رفض فكرة «نقل السكان الفلسطينيين» رسميًا من غزة والقدس الشرقية والضفة الغربية، ولكن هذا الموقف الرسمى أصبح خيالًا على مر السنين، حيث غض رونالد ريجان وجورج دبليو بوش وباراك أوباما الطرف عن زحف المستوطنين الجدد القادمين من بروكلين وبيلاروسيا، الذين استولوا على الأراضى فى الخليل وبيت لحم وأريحا، وطردوا الآلاف من مزارعى الزيتون الفلسطينيين المسالمين.
وأوضح أن الحكومة الإسرائيلية وسعت بهدوء استخدامها للموارد المائية الثمينة فى الضفة الغربية دون استشارة الأمم المتحدة، ودون أن تتلقى أى توبيخ من وزارة الخارجية الأمريكية وما إلى ذلك. وعلى مدى السنوات الثمانى والخمسين الماضية، استخدم جميع رؤساء الولايات المتحدة، بغض النظر عن سياساتهم الحزبية، حق النقض الأمريكى فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فى كل مرة طرحت فيها جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبى قضية المستوطنات فى الضفة الغربية.
وعن الموقف المصرى الرافض تصفية القضية الفلسطينية، قال «فرزلى»: «بالنسبة للقاهرة وعمّان فإن القضية المطروحة اليوم تتعارض مع المصلحة الوطنية»، موضحًا: «قبول النقل المؤقت لمئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين من شأنه أن يشكل ضربة قوية لسيادة كل من مصر والأردن، وفى حالة الأخيرة فإن هذا يعنى فى الواقع تدمير البلد. بطبيعة الحال، فإن فكرة إعادة التوطين المقترحة هى مجرد خيال».
ورأى أن «نتنياهو» أمريكى أكثر منه إسرائيليًا، لأن أجداده من جهة والدته «عائلة سيجال» من مينيسوتا، فى الغرب الأوسط الأمريكى، وليس الشرق الأوسط العربى، وقضى سنوات تكوينه فى فيلادلفيا وبوسطن.
وتابع: «على عكس (اليمين الدينى) فى الكنيست، فإن رؤيته لمصر وغزة والضفة الغربية لا علاقة لها بإبراهيم أو موسى أو الكتاب المقدس العبرى وما إلى ذلك. إنه ينظر إلى حالة الضعف العربية والأوروبية الحالية والرضا الأمريكى كفرصة عظيمة أو نافذة استراتيجية لتوسيع بلاده».
بارى دوناديو: واشنطن تقدر الحوار والعلاقة مع القاهرة.. ولا أتوقع تدهورًا فى العلاقات
ذكر بارى دوناديو، المحلل السياسى الأمريكى، أن العديد من ناخبى الرئيس دونالد ترامب يريدون السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، معتبرًا أن صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين بين إسرائيل وحركة «حماس» تمت بفضل التصريحات التى أدلى بها «ترامب» قبل توليه المنصب مباشرة.
وأضاف «دوناديو»: «وجود تبادل للرهائن والسجناء بين إسرائيل و(حماس) علامة جيدة للغاية. كما يفهم العديد من الناس فى الشرق الأوسط، هذه قضية معقدة للغاية. كيف نحقق السلام فى غزة مرة واحدة وإلى الأبد؟».
![<span style=](/Upload/libfiles/465/3/936.png)
وتوقع الرقيب فى الحزب الجمهورى أن تواصل إدارة «ترامب» دعم إسرائيل، ضد «حماس» وما وصفه بـ«الميليشيات الأخرى التابعة لإيران»، حتى تكتمل أهداف إسرائيل فى حربها الحالية.
وأضاف: «إسرائيل لن تسمح بوجود (حماس) كجماعة مسلحة بعد الآن. أعتقد أننا نقترب من وقف الأعمال العدائية، والتوصل إلى حل فى صالح المنطقة ككل. قد يتخذ ترامب خطوة جريئة للتحرك نحو إقامة دولة فلسطينية بعد توقف حرب إسرائيل بشكل كامل».
واعتبر العضو السابق فى الخدمة السرية الأمريكية أن «أى اتفاق لوقف إطلاق النار يجب أن يتضمن عدم وجود (حماس) كجماعة مسلحة»، مضيفًا: «أتوقع أنه بمجرد أن تحقق إسرائيل أهدافها، سيكون هناك إعادة بناء لقطاع غزة».
وواصل: «الوقت يقترب بالنسبة لإسرائيل لإنهاء حربها التى تجبرها عليها ضغوط العالم. يبدو أن كلا الجانبين فى الصراع استخدما انتهاء الحرب لتوجيه الضربات الأخيرة ضد بعضهما البعض. وأعتقد أننا سنرى نهاية للحرب بين إسرائيل و(حماس) بشكل كامل فى غضون ٣ أشهر، بشرط عدم وجود أى مؤثرين خارجيين آخرين».
وأتم بقوله: «أتوقع أن يكون هناك مشروع استثمارى ضخم فى غزة لإعادة بنائه بشكل أفضل مما كان عليه من قبل. ستكون هناك محاولات لجلب السياحة إلى غزة، والشقق السكنية الشاهقة، وتحسين البنية التحتية، والموانئ البحرية، والمطارات، ونظم السكك الحديدية».
وأشاد المحلل السياسى الأمريكى بالدور المصرى فى التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، مؤكدًا أن «قرب مصر ومعرفتها الميدانية بالوضع فى غزة، يضعها فى وضع جيد لتكون طرفًا مهمًا فى مفاوضات السلام، وخطط إعادة بناء غزة. كما يمكنها أن تقدم خبرة فى حل المشاكل أثناء مفاوضات السلام، فى ظل جذورها الإقليمية القديمة».
وعن توقعاته لمستقبل العلاقات الأمريكية المصرية، قال «دوناديو»: «ستعتمد دبلوماسية الأمريكيين بشكل كبير على مصر والأردن، ليس فقط فى دور استشارى خبير، بل أيضًا فى دور صنع السلام»، واصفًا مصر بأنها «حليف وثيق للولايات المتحدة، ووجهة سياحية مهمة».
واختتم بقوله: «يتحدث العديد من الأمريكيين بشكل إيجابى عن رحلاتهم إلى مصر، أتوقع أن تستمر العلاقة بين القاهرة وواشنطن، واشنطن تقدر الحوار والعلاقة التى تربطها بالقاهرة، لا أرى تدهورًا فى العلاقات بين الحكومتين».
إحسان الخطيب: الموقف المصرى وطنى وقومى بامتياز ومدعوم بالقانون الدولى
رأى إحسان الخطيب، عضو الحزب الجمهورى أستاذ العلوم السياسية، أن تصريحات «ترامب» قد تكون مجرد أفكار مستوحاة من بعض المحيطين به، أو ربما تكون رد فعل على الدمار الهائل الذى تشهده غزة.
وبيّن «الخطيب» أن الوضع الحالى فى غزة يجب فهمه فى سياق أوسع، مرتبط بمسار النكبة الفلسطينية ورغبة اليمين اليهودى فى ترحيل الفلسطينيين دون عودة، مضيفًا: «لا أعتقد أن ترامب يطالب بذلك بشكل مباشر، لكنه قد يقترح أفكارًا أو توجهات تعكس هذا النهج».
![<span style=](/Upload/libfiles/465/3/939.jpg)
وتحدث عن الموقف المصرى الرافض تصفية القضية الفلسطينية، قائلًا: «الموقف المصرى معروف منذ عقود، موقف وطنى وقومى ممتاز، ومتوقع وغير قابل للنقاش، هو مدعوم بالقانون الدولى، ومعظم دول العالم داعمة لهذا الموقف، وحتى ألمانيا المتحيزة لإسرائيل عارضت الفكرة».
وعن مدى صمود اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، أوضح: «ترامب يريده أن يستمر، والعالم يريده أن يستمر، والرأى العام الإسرائيلى يريده أن يستمر، أعتقد أنه سيستمر»، معتبرًا أن «ترامب» الذى ألّف كتاب «The Art of the Deal»، يفاوض ويقترح أفكارًا مستفزة أحيانًا، ويعتقد أنه يحرك المياه الراكدة ويفتح الباب للتفاوض.
أما فيما يتعلق بقضية الاستيطان فى الضفة الغربية، فأكد أن إسرائيل تواصل سياسة الاستيلاء على الأراضى وخلق وقائع جديدة على الأرض، مشيرًا إلى أن المطلوب من العرب والأمريكيين الذين صوتوا لـ«ترامب» الاستمرار فى ممارسة الضغط على إدارته لتحقيق تغيير فى هذا الملف، ومضيفًا أن الدول العربية والإسلامية، بالإضافة إلى الدول الداعمة للسلام، يمكن أن تلعب دورًا مؤثرًا فى هذا الصدد، وأن التأثير ليس محصورًا فقط فى الجانب الإسرائيلى.
وأوضح أن النظام الأمريكى، رغم تحالفه مع إسرائيل، ليس بالضرورة داعمًا لإسرائيل التوراتية التوسعية، لافتًا إلى أن «ترامب» ليس شخصية أيديولوجية، ولا يخضع لإسرائيل بشكل مطلق كما كان الحال مع «بايدن».
فرانك مسمار: المبادرات الاقتصادية ستكون جزءًا من الحل
استعرض فرانك مسمار، رئيس المجلس الاستشارى فى جامعة «ميريلاند» الأمريكية، رؤية الرئيس دونالد ترامب لإحلال السلام فى الشرق الأوسط، مشيرًا إلى اتخاذه عدة خطوات ملحوظة فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلى الفلسطينى.
وأوضح «مسمار» أن إدارة «ترامب» اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقلت السفارة الأمريكية إلى هناك، وتوسطت فى «اتفاقيات إبراهيم» وتطبيع العلاقات بين إسرائيل والعديد من الدول العربية، مضيفًا: «تميز نهجه بالدعم القوى لإسرائيل، والموقف البراجماتى بشأن الدبلوماسية الإقليمية».
وتوقع المحلل السياسى الأمريكى أن يؤكد «ترامب» تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع «اللاعبين الإقليميين الرئيسيين»، والاستفادة من العلاقات التى أقامها خلال ولايته الأولى فى البيت الأبيض.
![<span style=](/Upload/libfiles/465/3/929.png)
وأضاف: «من خلال التعامل مع إسرائيل والأردن والعالم العربى الأوسع، يمكنه أن يسعى إلى بذل جهود تعاونية للحد من العنف وتعزيز الاستقرار فى الضفة الغربية. التنمية الاقتصادية حجر الزاوية فى السياسة الخارجية لترامب، لذا قد يقترح زيادة الاستثمار فى البنية التحتية والشركات الفلسطينية لتحسين الظروف المعيشية والحد من الفقر».
وواصل: «ونظرًا لتركيز إدارته على الأمن، قد يدعو ترامب إلى تعزيز التدابير الأمنية للحد من العنف، بما قد يشمله ذلك من زيادة الدعم لقوات الأمن الإسرائيلية، والتعاون مع السلطات الفلسطينية لمعالجة الإرهاب والحفاظ على النظام، مع التشديد على أن يكون ضمان سلامة المدنيين فى الجانبين أولوية».
وأكمل: «روج ترامب باستمرار للحوار المباشر كوسيلة لحل النزاعات، لذا قد يشجع محادثات السلام المتجددة بين القادة الإسرائيليين والفلسطينيين، وتسهيل المفاوضات لمعالجة القضايا الرئيسية مثل الحدود والأمن ووضع القدس، فضلًا عن إمكانية توسط إدارته لتوفير منصة للحوار البناء».
وقال رئيس المجلس الاستشارى فى جامعة «ميريلاند» الأمريكية إن أحد الانتقادات الرئيسية لنهج «ترامب» تجاه الصراع الإسرائيلى الفلسطينى هو التحيز الملحوظ تجاه إسرائيل، وقد يشكل هذا التصور تحديًا فى كسب ثقة القادة والمجتمعات الفلسطينية، ما قد يعوق جهود السلام.
وأضاف «مسمار»: «تحقيق التوازن بين مصالح مختلف أصحاب المصلحة فى المنطقة سيكون مهمة معقدة، لذا تحتاج استراتيجيات ترامب إلى معالجة مخاوف الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، مع الإبحار فى المشهد الجيوسياسى الأوسع، بما فى ذلك مصالح الدول العربية المجاورة، والجهات الفاعلة الدولية».
وواصل: «فى حين أنه من غير الممكن التنبؤ بالنهج الدقيق الذى سيتبعه ترامب فى التعامل مع العنف فى الضفة الغربية، فإن أفعاله السابقة وفلسفته الأوسع فى السياسة الخارجية توفر بعض الأفكار، فمن المرجح مثلًا أن تتضمن استراتيجياته مزيجًا من المشاركة الدبلوماسية والمبادرات الاقتصادية والتدابير الأمنية وتعزيز المفاوضات المباشرة. مع ذلك، يجب إدارة تحديات التحيز المتصور وموازنة المصالح الإقليمية بعناية لحل الصراع بشكل مستدام».
وعن رؤيته لمستقبل اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، قال المحلل السياسى الأمريكى: «يظل اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة مكونًا حاسمًا فى الجهود الأوسع نطاقًا للحفاظ على السلام والاستقرار فى المنطقة».
وأضاف: «يهدف هذا الاتفاق، الذى تأثر فى المقام الأول بمختلف الجهات الفاعلة الدولية، إلى وقف العنف الدورى الذى ابتلى به قطاع غزة والأراضى المجاورة له لعقود من الزمان، وفى ظل تصارع المنطقة مع التحديات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، يصبح فهم الآفاق والعقبات المحتملة للحفاظ على وقف إطلاق النار أمرًا ضروريًا».
وواصل: «لقد شهد اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة العديد من التكرارات، كان أحدثها بوساطة مصر وجهات فاعلة إقليمية أخرى. هذه الاتفاقيات تتضمن عادة التزامات من الفصائل الإسرائيلية والفلسطينية بوقف الأعمال العدائية، والحد من الأنشطة العسكرية، وتسهيل المساعدات الإنسانية. على الرغم من هذه الجهود، واجه كل وقف لإطلاق النار تحديات كبيرة، بما فى ذلك الانتهاكات وتجدد العنف».
وانتقل للحديث عن مستقبل العلاقات بين القاهرة وواشنطن مع عودة «ترامب» فقال: «التكهنات بشأن مستقبل العلاقات بين القاهرة وواشنطن، مع عودة ترامب إلى الساحة السياسية، قد تكون معقدة. خلال ولايته السابقة، عزز ترامب علاقة وثيقة مع الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، وأشاد فى كثير من الأحيان بقيادته، وعمل على تعزيز العلاقات العسكرية والاقتصادية بين البلدين، ومع عودته الآن، من المرجح أن يسعى إلى إحياء وتعزيز هذه العلاقة».
وأضاف: «المشهد الجيوسياسى الأوسع فى الشرق الأوسط، بما فى ذلك العلاقات المتطورة مع إسرائيل وديناميكيات دول الخليج، سيؤثر على كيفية تطور العلاقة بين القاهرة وواشنطن. وفى نهاية المطاف، فإن نهج ترامب فى السياسة الخارجية، الذى يتسم بعدم القدرة على التنبؤ، والعلاقات الشخصية القوية مع زعماء العالم، سيشكل بشكل كبير المسار المستقبلى للعلاقات الأمريكية المصرية. يبقى أن نرى كيف سيتعامل البلدان مع تعقيدات شراكتهما فى بيئة عالمية متغيرة».
روبرت رابيل: الإدارة الأمريكية لا تفكر فى قطع المساعدات
أكد الدكتور روبرت رابيل، الأستاذ فى قسم العلوم السياسية بكلية «دوروثى ف. شميت» للفنون والآداب بجامعة فلوريدا أتلانتيك، أن الرئيس ترامب يرغب فى رؤية الاستقرار والسلام فى الشرق الأوسط بما فى ذلك الأراضى الفلسطينية.
ورأى «رابيل» أن التوتر والعنف قد يستمران فى المنطقة، فى ظل أن السفير الأمريكى فى إسرائيل مؤيد للاستيطان، والسفير الأمريكى فى الأمم المتحدة مؤيد لإسرائيل، ولكن إذا بدأ الرئيس ترامب العمل على اتفاق سلام بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، فأعتقد أنه سيضغط على جميع الأطراف لوقف العنف والتفاوض على حل، ومع ذلك، يبقى هذا الأمر غير واضح.
وعن مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، رأى أنه سيواجه عقبات من الجانبين، لكنه رأى أيضًا أن كلا الجانبين بتشجيع من الغرب والخليج العربى يرغبان فى الاستمرار فى الهدنة من أجل علاج المأساة الإنسانية.
![<span style=](/Upload/libfiles/465/3/927.png)
ورأى أن مصر ستلعب دورًا رئيسيًا فى الحفاظ على وقف إطلاق النار، ومعها دول الخليج العربى، إلى جانب الوصول إلى تسوية سياسية لأزمة اليوم التالى فى القطاع، متابعًا: «مصر ستسعى إلى استعادة السيطرة على ممر فيلادلفيا ومعبر رفح. وأعتقد أن إسرائيل ستنسحب من هناك بمجرد التوصل إلى ترتيب آمن مع مصر».
كما رأى أن علاقة مصر مع الولايات المتحدة ستكون ودية، لأن الرئيسين ترامب والسيسى يعرفان بعضهما البعض جيدًا، مؤكدًا أن إدارة ترامب لا تفكر فى قطع المساعدات أو عدم تسليم الأسلحة لمصر.