غضب نتنياهو ورسالة للوسطاء.. ماذا حدث فى إسرائيل بعد تحرير المحتجزين؟
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، عن غضب سلطات الاحتلال الإسرائيلي وفي مقدمتهم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، بعد مشهد تسليم المحتجزين الإسرائيليين صباح اليوم من 3 نقاط مختلفة، الأولى في جباليا حيث قتل مقاتلي حماس العشرات من الجنود الإسرائيليين والثاني من أمام منزل يحيى السنوار قائد الحركة في خان يونس والثالث من أمام مستشفى كمال عدوان.
الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين يثير غضب نتنياهو
وتابعت الصحيفة أنه تم نقل المحتجزين الإسرائيليين الثلاثة والمواطنين التايلانديين الخمسة إلى سيارات الصليب الأحمر وسط مشاهد توتر واحتشاد جماهيري كبير في خان يونس وجباليا.
وأفادت مصادر في جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن جميع المفرج عنهم دخلوا الأراضي الإسرائيلية، وتم نقلهم إلى نقطة استقبال خاصة في منطقة غلاف غزة، حيث خضعوا لفحوصات طبية أولية على يد طواقم الجيش.
وأكدت مصادر طبية أن كلًا من أربيل يهود وجادي موزيس، سيلتقي بأفراد عائلته في نقطة الاستقبال، بينما سيتم تسليم المحتجزين التايلانديين إلى ممثلين عن الحكومة التايلاندية.
وتابعت أن عملية تسليم "يهود" جرت بالقرب من أنقاض منزل يحيى السنوار، زعيم حركة حماس، في خان يونس، وهو ما اعتبره محللون إشارة رمزية من قبل الفصائل الفلسطينية، وشهدت المنطقة احتشاد أعداد كبيرة من سكان غزة الذين تجمعوا لمتابعة الحدث، حيث وقفوا على أسطح المباني المحيطة واحتشدوا حول سيارات الصليب الأحمر التي نقلت المحتجزين.
وأظهرت مقاطع فيديو بثتها وسائل إعلام عربية، لحظات تسليم المحتجزين وسط أجواء متوترة، حيث نُقلت أربيل يهود أولًا إلى سيارة الصليب الأحمر سيرًا على الأقدام، وسط صيحات استهجان الجماهير المحتشدة، وأثارت هذه المشاهد انتقادات واسعة من الجانب الإسرائيلي، حيث عبرت إسرائيل عن "غضبها الشديد" عبر القنوات الدبلوماسية إلى الوسطاء المشاركين في العملية.
وخلف الكواليس اشتعل غضب نتنياهو من مشاهد تسليم المحتجزين الذين ظهروا برفقة مسلحي حركة حماس والجهاد الإسلامي ووسط أنقاض قطاع غزة.
وقال نتنياهو: "مشاهد تسليم محتجزينا قاسية ووحشية، أطالب الوسطاء بضمان عدم تكرار هذه المشاهد المروعة".
ويتزامن هذا التطور مع تحركات دبلوماسية مكثفة يقودها الوسطاء الدوليون من أجل التوصل إلى اتفاق هدنة جديد يشمل الإفراج عن مزيد من المحتجزين، حيث من المتوقع أن يتم إطلاق سراح ثلاثة محتجزين إسرائيليين آخرين يوم السبت المقبل وفقًا لنفس الترتيبات.
ويرى محللون أن حركتي حماس والجهاد الإسلامي تسعيان لاستغلال عمليات الإفراج سياسيًا، عبر توثيق تسليم المحتجزين وبثه عبر القنوات الإعلامية بهدف تحقيق مكاسب دعائية داخلية وخارجية، وقد نجحتا في هذا إلى حد كبير.
وفقًا للتقديرات الإسرائيلية، لا يزال هناك 82 محتجزًا في قطاع غزة، بينهم 35 شخصًا يُعتقد أنهم لقوا حتفهم أثناء فترة الاحتجاز، ومن المقرر أن يتم الإفراج عن 23 محتجزًا خلال الأسابيع القادمة، وفقًا للاتفاقيات التي يجري التفاوض عليها بوساطة دولية.