"التخطيط القومى" يناقش الاستدلال السببى فى الاقتصاد وتطبيقه على التعليم والصحة
في إطار سعيه المستمر لتعزيز البحث العلمي وتطوير مهارات الباحثين في المجال الاقتصادي، نظم معهد التخطيط القومي اليوم الحلقة الرابعة من سيمنار شباب الباحثين للعام الأكاديمي 2024/2025 بعنوان: "الاستدلال السببي في الاقتصاد: منهجية وتطبيق على التعليم والصحة".
منهجية الاستدلال السببي
تحدث في الحلقة الدكتور إسلام خليل، مدرس الاقتصاد بمركز التنمية الإقليمية في المعهد، الذي قدم شرحًا وافيًا عن منهجية الاستدلال السببي (Causal Inference)، مؤكدًا دور هذه المنهجية في تعزيز الدراسات التطبيقية والسياسات المبنية على الأدلة، وأشار إلى أن الاستدلال السببي يعد أداة قوية لفهم العلاقات المعقدة في الاقتصاد، ويشمل دراسة كيفية تأثير المتغيرات المختلفة على بعضها البعض.
ثورة المصداقية في الاقتصاد وتأثيراتها
تمتد الحلقة إلى استعراض التحول الكبير الذي شهده علم الاقتصاد خلال العقود الماضية، والمعروف بثورة المصداقية (Credibility Revolution)، حيث تزايد التركيز على تحديد العلاقات السببية باستخدام مناهج قياسية وتجريبية أكثر مصداقية، مما ساهم في تعزيز دقة البحوث الاقتصادية وتوجيه السياسات الحكومية بناءً على نتائج أكثر موثوقية.
تطبيقه الصحة والتعليم في مصر
من أبرز ما تم استعراضه في الحلقة هو تطبيق منهجية الاستدلال السببي على العلاقة بين عدد سنوات التعليم في مصر ومخرجات الصحة والسلوكيات الصحية، وقد تم الاعتماد في هذا التطبيق على بيانات مسح قضايا الصحة الصادرة عن برنامج المسوح الصحية السكانية (Demographic and Health Surveys)، بهدف استكشاف مدى تأثير التعليم على تحسين الصحة العامة وسلوكيات الأفراد.
كما تناول السيمنار التأكيد على أهمية الاستفادة من هذه المنهجية في تعزيز الدراسات التطبيقية وتحقيق نتائج قابلة للتطبيق في مختلف السياسات الاقتصادية والاجتماعية.
يعد سيمنار شباب الباحثين واحدًا من الأنشطة الأكاديمية المهمة التي يُنظمها معهد التخطيط القومي، ويهدف إلى دعم الباحثين الشباب في عرض وتطوير أبحاثهم ومناقشة الأفكار الجديدة التي تُسهم في تحقيق التنمية المستدامة، ويخصص السيمنار لطرح قضايا حديثة ومتنوعة في مختلف المجالات ذات الصلة بالتخطيط والتنمية، مما يتيح فرصة للباحثين الشباب لتبادل الخبرات مع الخبراء الأكاديميين والممارسين.