رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسى لبنانى: استهداف المواقع الأثرية جريمة جديدة بسجلات الاحتلال

أحمد يونس الكاتب
أحمد يونس الكاتب السياسي اللبناني

قال أحمد يونس الكاتب السياسي اللبناني، لم تقتصر الحرب الإسرائيلية المستمرة على لبنان منذ أكثر من عام على استهداف المدنيين وتدمير البنى التحتية، بل طالت المواقع الأثرية والتاريخية التي تشكّل جزءًا من هوية البلاد الثقافية.

وتعرّضت العديد من المواقع، المدرجة ضمن التراث العالمي لمنظمة "اليونسكو"، لقصف مباشر وغير مباشر، ما يهدد بفقدان إرث يمتد لآلاف السنين. 

وأوضح "يونس" في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، في الجنوب، تعرضت مواقع وقلاع صليبية مثل  قلعة تبنين، شقيف، شمع، وجامع بليدا التاريخي، ومقام النبي بنيامين في محيبيب، لتدمير  مباشر، كما طال القصف محيط معالم أثرية في مدينة صور، أحد أهم مراكز الحضارة الفينيقية، مما أثر على مدرجاتها الرومانية وساحة سباقها. 

وتابع "يونس": "أما في البقاع، فقد استُهدف محيط قلعة بعلبك، موطن معبد جوبيتر، أقدم مجمع ديني روماني في العالم، ومقام السيدة خولة التاريخي".

وبين" يونس" أنه لم تقتصر الأضرار على القصف المباشر، فقد أسهمت الغارات العنيفة وخرق جدار الصوت في تهديد سلامة العديد من المواقع في النبطية، تعرض السوق التجاري التراثي، الذي يعود للحقبة العثمانية للتدمير، وفي صور وبعلبك، تعرضت المعابد والمباني التاريخية لخطر التصدع نتيجة الارتجاجات الناجمة عن القصف.

وأشار "يونس" إلى أنه على الرغم من الجهود المبذولة، مثل استخدام "الدرع الأزرق" لحماية المواقع في زمن الحرب، إلا أن التدخل الدولي كان ضروريًا، حيث عقدت "اليونسكو" جلسة استثنائية في باريس استجابة لطلب وزير الثقافة اللبناني، حيث تقرر توفير الحماية المعززة لـ34 موقعًا أثريًا في لبنان. 

اعتداء على هوية شعب وتاريخه

وأكد الكاتب اللبناني أن هذه الانتهاكات تضاف إلى سجل إسرائيل الحافل بخرق القوانين الدولية، ومنها "اتفاقية لاهاي" لعام 1954 و"اتفاقية اليونسكو" لعام 1972، وفي ظل استمرار الاحتلال منذ اتفاق وقف إطلاق النار بجرف المنازل والأبنية التراثية في القرى الحدودية، يبقى التراث الثقافي اللبناني عرضة للاندثار.

وشدد "يونس" على أن استهداف الآثار في لبنان لا يعد جريمة ضد الحجر فحسب، بل هو اعتداء على هوية شعب وتاريخه، يتطلب الأمر جهدًا دوليًا عاجلًا لحماية هذا الإرث الثمين من الضياع.