الباحث المغربي محمد المعزوز يتحدث عن العلاقة بين الفكر العربي والغربي بمعرض الكتاب
تحدث الكاتب والباحث الأكاديمي المغربي، الدكتور محمد المعزوز، عن العلاقة بين الفكر العربي والغربي، وذلك خلال اللقاء الذي بدأ قبل قليل، في رحاب القاعة الرئيسية، قاعة أحمد مستجير، ضمن فعاليات الدورة السادسة والخمسين، لـ معرض القاهرة الدولي للكتاب.
توما الأكويني شوه أفكار ان رشد
وقال الكاتب المغربي محمد المعزوز، إن علاقة الفكر العربي بالفكر الأوروبي، علاقة تبعية أوقعتنا في أزمة لا نزال نعاني منها.
وتابع: الفكر الغربي خلال محطاته استطاع استيعاب الفكر العربي، خاصة فلسفة ابن رشد، وابن سينا والفارابي، على النقيض من الفكر العربي الذي أحدث قطيعة معرفية مع فكر هؤلاء الفلاسفة الثلاثة. وفي المقابل اندمجنا مع الفكر الغربي، اندماج التكرار.
وحول منظومة الفكر الغربي وكيف ينظر إلى العربي المسلم تابع “المعزوز”، خلال اللقاء الذي بدأ قبل قليل تحت عنوان “العرب والغرب رؤي متبادلة”، لافتا إلى التشويه الذي أحدثه توما الأكويني في نقل أفكار ابن رشد، متابعا: لم يقرأ توما الأكويني فلسفة ابن رشد وأفكاره من مصدرها العربي الأصلي، إنما اطلع عليها من خلال الترجمات العبرية لها.
وأوضح “المعزوز”: في القرون الوسطي حاول توما الأكويني أن يصوغ نموذج فكري سيطر وامتد إلى المستشرقين الغربيين والفلاسفة إلى اليوم. وأول ما قال به “الأكويني” عبر أربعة قرون، كيف يسقط أفكار ابن رشد من خلال تشويه أفكاره وفلسفته.
فلم تنقل فلسفة ابن رشد إلى اللاتينية مباشرة، بل نقلت أولا إلى اللغة العبرية، من خلال “ابن ميمون الأندلسي”، وهو من تلاميذ ابن رشد، وحاول إعادة صياغتها لكنه شوهها. ومن بعده ترجم “إبراهام بن داود” أُكار وفلسفة ابن رشد إلى اللاتينية من العربية وشوهها تشويها حقيقيا. وهي الترجمات التي اطلع عليها توما الأكويني، وسوقها على أن ابن رشد نادي بتناقض الدين والفلسفة، وهو غير صحيح بالمرة، فأفكار بن رشد وفلسفته لم تشر إلى هذا التناقض، بل على العكس كانت تصالح بين الدين والفلسفة.
واختتم “المعزوز”، قائلا: تشويه الفلسفة العربية الإسلامية، جاءت ذات دلالات عقائدية وليست فكرية، بما يتوافق مع الأطروحة اللاهوتية اليهودية. وهذا يشارك في اللقاء دكتور عبد الإله بلقيز، ويديره الكاتب نبيل عبد الفتاح.