كاتبات من الصين: علاقات قديمة وحديثة تُبرز أوجه التعاون الثقافى بين البلدين
ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، انعقدت ندوة بعنوان "مصر والصين: علاقات قديمة وحديثة"، بمشاركة ثلاث من أبرز الكاتبات الصينيات: ليو ينج، لي شان شان، ووانج جين تشينج، إلى جانب المترجم أحمد ظريف. أدار النقاش الكاتب والناشر أحمد السعيد، الذي أشار إلى عمق العلاقات الثقافية والتاريخية بين مصر والصين.
ليو ينج: جسر ثقافي بين الشعبين
تناولت الكاتبة ليو ينج أهمية التعاون المصري-الصيني في مجالات متعددة مثل الآثار، التعليم، ونشر الكتب.
وأشارت إلى أن البعثة الصينية في مصر أسهمت في ترميم النقوش الأثرية في معمل "مينتو"، مما يعكس الجهود المشتركة للحفاظ على التراث. كما أكدت أن مصر تعد من الدول الرائدة في تعليم اللغة الصينية على مستوى العالم العربي، ما يبرز دورها في تعزيز التواصل الثقافي.
فيما يتعلق بالكتب، أوضحت ليو ينج أهمية الجهود المشتركة بين مجموعة "بيت الحكمة" المصرية وشركات صينية، والتي أوجدت جسورًا ثقافية جديدة بين الشعبين، كما أشادت بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، واصفة إياه بأنه منصة فريدة لتبادل المعرفة.
وأضافت: "الكتابة والقراءة جزء لا يتجزأ من حياتي، وأحث الجميع على عدم التوقف عن القراءة، لأنها السبيل الأهم لفهم الثقافات الأخرى."
لي شان شان: أدب الطفل والتاريخ المصري
من جانبها، عبرت الكاتبة لي شان شان، المتخصصة في أدب الأطفال، عن سعادتها بزيارة القاهرة للمرة الأولى، واصفة المصريين بالودودين.
وأوضحت أنها تعمل في مجال أدب الطفل منذ أكثر من عشرين عامًا، ونشرت أكثر من 60 عملًا، من بينها قصتها الشهيرة "فتى الخبز"، التي لاقت نجاحًا عالميًا.
وأشارت إلى زيارتها للأهرامات صباح اليوم قائلة: "شعرت بفخر شديد، وأرى أن كتابة قصص للأطفال عن الأهرامات وطريقة بنائها ستساعد على تعزيز اعتزاز الأطفال بتاريخهم.
وأضافت أن التراث الثقافي لكل من مصر والصين يحتوي على مواد ثرية تستحق الاستكشاف، وأن تبادل هذه المواد من خلال الكتب يمكن أن يقوي العلاقات الثقافية بين البلدين.
وانج جين تشينج: التكامل الاقتصادي
أما الباحثة والكاتبة وانج جين تشينج، فتناولت الجانب الاقتصادي في العلاقات المصرية الصينية، مشيرة إلى أن التبادل التجاري بين البلدين يمتد لأكثر من ألفي عام، ما يجسد عمق التعاون بين حضارتين عريقتين.
أوضحت وانج أن مبادرة "الحزام والطريق" تفتح آفاقًا واسعة للتعاون بين البلدين، لا سيما في مجالات البنية التحتية، التصنيع، والذكاء الاصطناعي. وأكدت: "موقع مصر الجغرافي يجعلها مركزًا عالميًا للتجارة، وهناك إمكانات كبيرة يمكن استغلالها لرفع مستوى الرقمنة وتحسين حياة المواطنين".
كما أشارت إلى أهمية استثمار مصر في الموانئ والطرق السريعة لتحقيق تقدم اقتصادي، مستشهدة بالمثل الصيني القائل: "إذا أردت أن تصبح غنيًا، عليك ببناء الطرق."
نوه الحضور بأهمية التبادل الثقافي والاقتصادي بين مصر والصين، مع تطلعهم لمزيد من التعاون في المستقبل. وأعربت الكاتبات الصينيات عن أملهن في تعزيز التواصل بين الشعبين من خلال الأدب، الكتابة، والمبادرات الثقافية.