رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

على هامش الاحتفال بعيد الشرطة!

نحتفل هذه الأيام بعيد الشرطة الذى يوافق الذكرى التاريخية لملحمة تصدى أبطال مديرية أمن الإسماعيلية لقوات الاحتلال البريطانى فى مدينة الإسماعيلية يوم 25 يناير عام 1952،  كان هؤلاء الرجال، بقيادة البطل مصطفى رفعت، مثالًا حيًا للصمود والوطنية والاعتزاز بالكرامة، فرفضوا الاستسلام أمام قوات الاحتلال، وفضلوا المقاومة حتى آخر رجل، تلك المواجهة البطولية كشفت عن همجية الاحتلال الذى فشل أمام إرادة أصحاب الحق والأرض.   
وبعد 73 عامًا على تلك الواقعة، فلن نتوقف أمامها كثيرًا، ونكتفى بتقديم تحية الإعزاز والتقدير لرجال الشرطة المصرية فى عيدهم، لنقف عند بعض الحقائق نوجزها فى عدة ملاحظات:
الملاحظة الأولى: الدور الخفى لجماعة الإخوان فى تشويه النضال الوطنى والتغطية على جرائم الاحتلال، فمن الوثائق والتحقيقات التى أُجريت حول حريق القاهرة يوم 26 يناير 1952، وهو اليوم التالى لملحمة الإسماعيلية، اتضح وتأكد تورط جماعة الشر الإخوانية فى إشعال هذا الحريق الذى تسبب فى دمار واسع ونهب للمحال الكبرى، والهدف كان واضحًا وهو التغطية على البطولة التاريخية لرجال الشرطة فى الإسماعيلية، ومنع تلك الملحمة من أن تصبح شرارة لثورة شعبية شاملة ضد الاحتلال فى مصر وخارجها، وبدلًا من فضح الاحتلال عالميًا بما يؤثر على وجوده فى دول الشرق ويشجع على الثورة عليه، سرق حادث حريق القاهرة اهتمام الناس والصحافة المحلية والعالمية.
ومن هذا الموقف نكتشف الدور القذر الذى أدته جماعة الإخوان كأداة فى  يد المحتل، ونعرف لماذا اعتمدت على العمل السرى والخلايا النائمة لتنفيذ مخططاتها المشبوهة، التى تتعارض دائمًا مع المصلحة الوطنية.
الملاحظة الثانية: أنه عندما رفعت الشرطة المصرية شعارات «الشرطة والشعب إيد واحدة» «الشرطة فى خدمة الشعب» أنها لم تأتِ من فراغ، بل من أرض الواقع ومن خلال المواقف البطولية التى جسدت العلاقة الوثيقة بين الشرطة والشعب على مر التاريخ، كذلك ارتبطت دومًا  المصلحة الوطنية مع مواقف الشرطة المصرية وأنهما جنبًا إلى جنب ضد أى قوى تحاول النيل من أمن الوطن واستقراره، ولعل ملحمة أهالى سيناء  ووقوفهم مع أبطال الجيش والشرطة ضد عناصر الإرهاب خير مثال وأقربه.  
أما الملاحظة الثالثة: فإن قوة أى دولة انعكاس لقوة مؤسساتها، العسكرية والسياسية والاقتصادية، إلى جانب القوى البشرية والثقافية، ولحسن الحظ، أثبتت الشرطة المصرية أنها مؤسسة قوية تُدرك مسئولياتها فى حماية وطن يمتلك من عناصر القوى الشاملة ما يؤهله للدفاع عن أمنه ومصالحه ومستقبله بما يريد وكيفما يريد.
وأخيرًا: وجب التنويه إلى أن وزارة الداخلية المصرية بما تملكه من تقنيات وأدوات تُسهم فى كشف الجرائم بمختلف أنواعها، الجنائية كالتهريب والمخدرات، أو السياسية كالإرهاب، لديها أجهزة تخصصت فى مكافحة الإرهاب والجريمة بكفاءة عالية باستخدام فرق متخصصة وأحدث أدوات البحث والتحرى والتتبع، وأثبتت خلال السنوات العشر الأخيرة قدرتها فى الحفاظ على الأمن الداخلى ومواجهة التحديات التى تعصف بدول محيطة- عزيزة علينا-  افتقدت لمثل تلك من الأجهزة الأمنية القادرة على حمايتها وحماية أمنها ومصالحها.. حمى الله مصر وكل عيد وشرطتنا المصرية بألف خير.