قناة بنما تبدأ التحرك ضد تهديدات ترامب بإعادتها للولايات المتحدة
بدأت حكومة بنما، الإثنين، مراجعة حسابات شركة في هونج كونج تدير موانئ في قناة بنما، وذلك بعد أن حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أنه يريد استعادة الممر المائي بسبب النفوذ الصيني المزعوم في القناة الاستراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية.
وفي خطاب تنصيبه، أمس، كرر ترامب الانتقادات التي وجهها في الأسابيع الأخيرة بشأن قناة بنما، التي تتعامل مع حوالي 3% من التجارة البحرية العالمية كل عام، وذلك وفق صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية.
بنما تتحرك لمواجهة تهديدات ترامب بشأن القناة
وردًا على ذلك، نشر مكتب المراقب العام في بنما مقطع فيديو على موقع "X" لحوالي 10 رجال ونساء يرتدون بدلات ينزلون من حافلة إلى المكاتب المحلية لموانئ هاتشيسون، ومقرها هونج كونج، لبدء التدقيق، في خطوة يُنظر إليها على أنها إشارة إلى ترامب.
وقال مكتب المراقب العام، في بيان أمس، إن مدققي الحسابات وصلوا إلى الشركة لبدء تدقيق شامل يهدف إلى ضمان الاستخدام الفعال والشفاف للموارد العامة.
ووفق الصحيفة، فازت الشركة لأول مرة بامتيازات تشغيل ميناءين، أحدهما في كل طرف من القناة في عام 1997.
وتدير شركة موانئ هاتشيسون، الذراع المينائية لشركة CK Hutchison Holdings المدرجة في هونج كونج، 53 ميناءً في 24 دولة، بما في ذلك المملكة المتحدة وألمانيا وهونج كونج، كما تدير شركة CK Hutchison Holdings، التي تسيطر عليها عائلة لي كا شينج- إحدى أغنى العائلات في آسيا- محفظة بنية تحتية عالمية واسعة النطاق، بما في ذلك شركة نورثمبريا ووتر في المملكة المتحدة وشبكات الغاز الأسترالية.
وقالت "فاينانشيال تايمز" إن الصين لا تسيطر على قناة بنما، لكن بعض المسئولين في واشنطن يشعرون بقلق متزايد بشأن وجود الشركات الصينية في المنطقة، كذلك أصبحت حكومة هونج كونج أكثر تقاربًا مع الصين منذ حملة القمع ضد المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية في عام 2019 وإدخال قانون صارم جديد للأمن القومي.
قناة بنما تثير غضب ترامب
وأشرفت الولايات المتحدة على بناء قناة بنما، التي افتتحت في عام 1914، لكنها أعادت السيطرة الكاملة إلى الدولة الواقعة في أمريكا الوسطى في عام 1999، ووصف ترامب هذه الخطوة بأنها "خطأ"، وندد بالرسوم المرتفعة التي تفرضها القناة، فقد ارتفعت رسوم عبور القناة، التي تستخدم المياه العذبة لتشغيل أقفالها، بشكل كبير منذ أن أدى الجفاف الكبير في عام 2023 إلى قيود وتغييرات شديدة في عملية التشغيل.
وقال ترامب: "عوملنا بشكل سيئ للغاية من هذه الهدية الحمقاء التي لم يكن ينبغي تقديمها أبدًا، ونحن لم نعطها للصين، ولكن أعطيناها لبنما ونحن نستعيدها".
من جهته، نشر رئيس بنما، خوسيه راؤول مولينو، أمس، بيانًا شديد اللهجة "يرفض تمامًا" تصريحات ترامب، مؤكدا أن القناة ستظل بنمية، مشيرا إلى أن أي دولة لم تتدخل في إدارة القناة، وأن الحوار هو أفضل طريقة لحل القضايا التي ذكرها ترامب، كما اختلف مع وصف ترامب لإعادة الولايات المتحدة القناة إلى بنما قائلا: "القناة لم يمنحها أحد لنا، بل كانت نتيجة صراع جيلي بلغ ذروته عام 1999".